ويبدو لافتاً أن سياسة العزل والمقاطعة تلك قد حققت نتائجها بالفعل؛ وقد يكون القادم بالفعل أسوأ لقطر
إنه حقَّاً أمر مثير للدهشة والتعجّب والاشمئزاز، تلك السياسات القطرية المتناقضة والمنحرفة سلوكاً وتوجهاً فاضحاً تجاه التعاطي مع كل ما يتعلق بمصر وشعبها.
ففي الوقت الذي جنّدت فيه الدوحة وقيادتها المنفلتة من كل عقال وعقل منصات إعلامية عديدة، مضادة ومأجورة وسيئة الفعل والغرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، سواء في قطر مثل قناتها المشبوهة «الجزيرة» وما أدراك ما تفعله يومياً، وعلى مدى الساعة ضد وطننا مصر، أم منصات أخرى منفلتة تبث سموماً ليلية وأحقاداً وسخائم ضد الشعب المصري في تركيا المعادية والحاقدة سياسياً علينا، برعاية وتكليف وإنفاق وتوجيه قطري معلوم للكافة.
دعوة وزير الخارجية القطري غير مسموعة، ولا أعتقد أن دوائر القرار المصري وقنوات الدبلوماسية لدينا ستلتفت إليها أو تسمع بها، باعتبار أن الكيل المصري من قطر وحكّامها وسياساتها قد طفح، واتسع الخرق على الراتق لمجمل سياسات وممارسات عدائية ضد مصر منذ انقلاب الأب الشيخ حمد بن خليفة صيف عام 1995 وحتى الآن.
فى ضوء كل ذلك يخرج في الأيام الماضية علينا وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يغازل الشعب والقيادة المصرية بأوهام لا تصادف الحقيقة عن رغبة واستعداد بلاده للمصالحة، وحل الخلافات الثنائية وفتح صفحة جديدة في العلاقات، الأمر الذي يجعل كل مصري وطني غيور محبّ لوطنه يتساءل ويرفع الصوت عالياً، مَنْ نصدّق وأيهما يمثّل التوجه القطري البغيض ضد مصر، تلك المنصات والقصف الإعلامي القطري والسهام النافذة التي تسددها الدوحة إلى قلب مصر يوماً بعد يوم، بتجنيد فرق الإرهابيين وتكليفهم بالتخطيط والأوامر، والتعليمات واللوجستيات والأموال العابرة للحدود لتنفيذ أقذر وأبشع العمليات الإرهابية ضد الكنائس والمساجد، والتآمر ضد قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، ثم فتح مباشر لتلك المنصات الإعلامية للتشفي والتغني ببطولات الإجرام لتلك العصابات الإرهابية ضد مصر ورجالها وضحاياها.
أم نصدّق ونثق في رسائل جسّ النبض التي يرسلها وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن لخداع المصريين؛ بهدف شقّ الصف لدى دول الرباعية العربية الممثلة في مصر، والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية ومملكة البحرين، بعد إجراءات المقاطعة والسياسات الوقائية لكشف وفضح جملة المواقف والممارسات القطرية ضد مصر، وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، الأعضاء في الرباعية العربية، بعد تقديم الأدلة والمعطيات والتسجيلات والاعترافات المؤكدة؛ وبأصوات نظام الحمدين في قطر، حمد بن خليفة الحاكم السابق والد الشيخ تميم وحمد بن جاسم الراعي الحصري لمؤامرات الإرهاب والتقسيم والفوضى في العالم العربي؛ لأكثر من 15 عاماً متصلة دون كلل أو ملل، حيث بات الصراخ والبكاء القطري حالياً على قدر الألم، خاصة بعد أن أدّت وحقّقت إجراءات المقاطعة والعزل المصري والخليجي لقطر فعلها ونتائجها، وخسرت قطر مئات المليارات طيلة أشهر المقاطعة منذ الخامس من يونيو من العام الماضي وحتى الآن، حيث لا تعاون ولا تبادل ولا شراء لسلع ومنتجات ومواد من الخليج أو مصر وسحب الأموال وحسابات من البنوك القطرية، ولا تعاملات أياً كانت، ناهيك عن وقف ومنع رحلات الطيران من المرور أو الاقتراب أو الهبوط في مطارات الرباعية العربية، الأمر الذي يكلف الخزينة القطرية المليارات شهرياً من الخسائر.
ويبدو لافتاً أن سياسة العزل والمقاطعة تلك قد حققت نتائجها بالفعل، وقد يكون القادم بالفعل أسوأ لقطر، حيث إننى مثل المئات بل الآلاف في العالم العربي أرى ضرورة تسديد الدوحة لأثمان ودفع فواتير باهظة جرّاء أفعالها وممارساتها وإجرامها بحقّنا في مصر، وكذلك دول الخليج التي لم تحترم خصوصيتهم ووشائج ومشتركات العلاقات الوثيقة والأزلية معهم؛ بحكم تركيبة دول مجلس التعاون الخليجي.
وبالتالي، فدعوة وزير الخارجية القطري غير مسموعة، ولا أعتقد أن دوائر القرار المصري وقنوات الدبلوماسية لدينا ستلتفت إليها أو تسمع بها، باعتبار أن الكيل المصري من قطر وحكامها وسياساتها قد طفح واتسع الخرق على الراتق لمجمل سياسات وممارسات عدائية ضد مصر، منذ انقلاب الأب الشيخ حمد بن خليفة صيف عام 1995 وحتى الآن، حيث المطاعن والأحقاد ومحاولات تكسير أقدام مصر والنَيْل من عنفوانها وقوتها، وركيزتها في قيادة العالم العربي والمنطقة حدّث ولا حرج، وربما تحتاج إلى صفحات الأهرام كلها لأعداد يومية وأسبوعية، حيث الجُرم والمؤامرة والتخطيط والتركيع لمصر كان بشعاً، وبالتالي لم ولن ينسى أو يتناسى المصريون لائحة الممارسات العدوانية القطرية ضد وطنهم وشعبهم أو يغفرها، حيث الجرح المصري من الأفعال القطرية مازال ينزف على مدى الساعة، ومن الصعب أن يندمل بمجرد دعوة مشكوك فيها وفي توقيتها، وغير مكتملة من وزير خارجيتهم؛ حيث المطالب المصرية والخليجية في قطر واضحة ومعلومة للأمير والقيادة القطرية التي يقودها حالياً من خلف الستار نظام الحمدين والممثلة في 13 مطلباً.
وتبقى العلة والخلل في تركيبة القرار القطري، حيث إنهم يكذبون ويصدّقون أنفسهم.
وما يُحاك ضد مصر يومياً بتخطيط وتدبير منهم ليس بخافٍ على أحد، فكيف نقبل بالمصالحة والتنازل عن حقوقنا وغض الطرف عن دماء شهدائنا بفعل الإجرام القطري.
ومن نصدّق في قطر؟ فحديث وزير الخارجية هناك وغيره من قادة التآمر على مصر في الدوحة هو من قبيل اللغو والكلام الساكت الذي بلا فائدة لأنه يعرف موقف مصر وردها لا يحتاج إلى تعليق، وهو يعلم أنه لا أحد فى مصر أو الرباعي الدولي يمكن أن يصدّقه أو يثق فيه.
نقلا عن "الأهرام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة