قطر وإيران.. راعيتا الإرهاب تبثان سمومهما ضد "التعاون الخليجي"
تناغمٌ بين محوري الشر، قادهما إلى إطلاق هجمة مسعورة على مجلس التعاون الخليجي،الذي خرقت الدوحة نظامه الأساسي
ما أن أعلنت قطر عودة سفيرها إلى إيران، حتى بدأت الدولتان، راعيتا الإرهاب، في شن حملة مسعورة برعاية ملالي إيران ضد مجلس التعاون الخليجي.
تناغمٌ بين محوري الشر، قادهما إلى إطلاق تلك الهجمة المسعورة على مجلس التعاون الخليجي، الذي خرقت الدوحة نظامه الأساسي، بعد مخالفتها للمنطلقات والأهداف التي تأسس عليها المجلس المكون من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وسلطنة عمان.
هجمةٌ تولى زمامها خلال الساعات الماضية، أبواق قطر الإعلامية المأجورة ومرتزقتها مدفوعو القيمة في الغرب والشرق، في خطوة رآها مراقبون أنها ترويج لخروج الدوحة من مجلس التعاون، وشحن مواطنيها ضده، وانعكاس لرؤى وأفكار تنظيم الحمدين الذي أثبت أنه دمية تحركها إيران كما تشاء.
وهو ما تحدث عنه رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية، عبدالله العذبة، في برنامج تلفزيوني، عندما قال" "أعتقد أنه لا جدوى من بقاء قطر في منظومة مجلس التعاون".
وتزامن هذا الهجوم مع حملة مشابهة في إيران تدعم انسحاب قطر من مجلس التعاون، وهو ما جاء على لسان سفير طهران السابق لدى الدوحة عبدالله سهرابي، الذي كشف عن نية أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في هذا الصدد.
سهرابي وفي حواره مع إحدى الصحف الإيرانية، قبل يومين، قال إن تميم كان يعتزم الانسحاب من عضوية مجلس التعاون، لكن مستشاريه نصحوه بالتريث، وذلك منذ أزمة قطع العلاقات مع بلاده.
تقارب في النهج والتفكير بين نظام الملالي والحمدين، بشأن مجلس التعاون، تزامن أيضاً، مع عودة السفير القطري إلى طهران، في خطوة تؤكد بالدليل الدامغ خيانة الدوحة للأشقاء وتآمرها عليهم.
كما تؤكد عودة السفير القطري لإيران، ممارسة الدوحة "التقية" السياسية، كما وصفها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات.
وقال قرقاش في تغريدة له على تويتر، إن "القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة، هذا هو حال الاستدارة الذي تمارسه الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران".
وأكد أن "عودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية، ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته".
الخبير الإيراني حسن هنيزاد، كان قد توقع أن تنضوي قطر قريبا في تحالف يضم إيران وسوريا، بعد أن تسارعت خطى الدوحة لتعزيز علاقتها بطهران.
ووصف هنيزاد، وهو خبير في قضايا الشرق الأوسط، تولى في السابق رئاسة تحرير وكالة الأنباء الإيرانية "مهر نيوز"، العلاقات بين بلاده والدوحة بـ"الودية" قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي في الثمانينيات وبعد ذلك"، كاشفا عن دور قطري مستتر في الدفاع عن إيران في مواجهة السياسة السعودية.
وحول الخطوات الأخرى التي تعتزم قطر اتخاذها للتقارب أكثر مع إيران، قال الخبير الإيراني، في تصريحات لوكالة لـ"سبوتنيك" الروسية قبل يومين، إن "الدوحة (ظلت) لمدة 6 سنوات إلى جانب تركيا والمملكة العربية السعودية فيما يخص الأزمة السورية، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار التدهور الحاد الأخير في العلاقات بين قطر والسعودية، يمكننا القول إن قطر تحتاج إلى دعم إيراني، وأعتقد أنه في المستقبل القريب ستنسحب قطر من دول مجلس التعاون الخليجي، وتتجه لتشكل تحالفا جديدا".
وعن طبيعة التحالف الجديد، رأى أنه سيضم كلا من إيران التي يتزعمها المرشد علي خامنئي، وبشار الأسد الحليف الرئيسي لطهران، وتميم بن حمد أمير قطر.
وما تدعيم العلاقلات القطرية مع إيران، إلا مؤشر على نوايا الدوحة في صنع سياسة خارجية جديدة قائمة على أسس الخيانة والتآمر والتخريب، بعيدا عن مجلس التعاون الخليجي الذي خرقت الدوحة نظامه الأساسي الذي ينص على "الروابط والعلاقات الخاصة والسمات المشتركة" لدوله، إيمانا بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها، رغبة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بينها في جميع الميادين.
وانتهجت قطر خلال العقود الماضية سياسة تهدف لشق الصف الداخلي والتحريض للخروج على الدول والمساس بسيادتها واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة.
وكان مجلس الوزراء السعودي، قد أكد في السابق، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها.