"رعاية الإرهاب".. شر يجمع الدوحة وطهران
رغم الخلافات الظاهرية بين إيران وقطر حول بعض القضايا في الأزمة السورية، جاءت تصريحات أمير قطر بالأمس، لتؤكد على علاقتهما الدافئة.
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل".. حديث نبوي شريف لا يمكن أن تجد أفضل منه لوصف العلاقة بين قطر وإيران.
فإذا كانت أغلب دول العالم بوجه عام والخليجية بوجه خاص، قد نأت بنفسها عن إقامة علاقات طبيعية مع إيران، المتهمة دائماً برعاية الإرهاب، فإن قطر التي تميل لنفس السياسة، لم تجد أفضل من طهران لتقيم معها علاقات طبيعية، غردت بها خارج السرب العربي والخليجي.
ورغم خلافاتهما الظاهرية حول بعض القضايا في الأزمة السورية، جاءت تصريحات أمير قطر، بالأمس، التي وصف فيها إيران بأنها تمثل ثقلاً إقليمياً وإسلامياً لا يمكن تجاهله، لتؤكد تقارير عدة سبق أن تحدثت عن تفاصيل أمنية دافئة تربط البلدين، خلافاً للتوتر الذي ظل في حالة جزر ومد بين الدوحة وأغلبية عواصم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
محطات هامة
ومرت العلاقة التي تربط البلدين بعدم محطات هامة زادتها دفئاً وقوة، ففي عام 2000 قام حمد آل خليفة الثاني، حاكم قطر بزيارة إلى طهران.
وكانت هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها حاكم دولة خليجية لإيران منذ عشرين عاماً، وظلت العلاقات بين طهران والدوحة تتوسع، ويبدو أن طهران ترى في تعميق العلاقات والتعاون مع قطر فرصة لإيجاد موطئ قدم لها في مجلس التعاون الخليجي.
وفي الوقت الذي كانت الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص قلقة من الأنشطة النووية الإيرانية وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف صارمة منها، كانت قطر في عام 2006 العضو الوحيد بين 15 عضواً في مجلس الأمن الذي صوت ضد قرار مجلس الأمن رقم 1696 حول الملف النووي الإيراني والذي دعا طهران إلى إبداء المزيد من الشفافية على هذا الصعيد.
وبلغ التعاون ذروته بعد انتخاب محمود أحمدي نجاد، "الضيف الدائم على فضائية الجزيرة القطرية" لسدة الحكم في إيران، حيث وجه له حمد الثاني دعوة عام 2007 لحضور مؤتمر قمة الخليج في الدوحة كضيف شرف.
اتفاقية أمنية
واستمر التعاون بين البلدين يزداد قوة، ووقعا في أكتوبر 2015 اتفاقاً أمنياً عسكرياً تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة"، حيث التقى في أكتوبر 2015 قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي بمدير أمن السواحل والحدود في قطر علي أحمد سيف البديد، وأسفر اللقاء بينهما عن توقيع اتفاقية تعاون لـ"حماية الحدود المشتركة" بين البلدين، وذلك بعد عقد 12 اجتماعاً.
وشمل الاتفاق الأمني العسكري "إجراء تدريبات عسكرية مشتركة" أيضاً، مما جعل المراقبين يصفون تلك الاتفاقية خطوة على طريق انسحاب الدوحة من مجلس التعاون الخليجي.
حاولت قطر دائماً الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء في مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، نظراً للشكوك التي تساورها، خاصة إزاء كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهذا يفسر إصرار الدوحة على "اعتبار إيران جزءاً من الحل الأمني في المنطقة" ورفضها اعتبار طهران جزءاً من المشكلة.