تعهد حاكم قطر بأن يلتزم بشروط التصالح بقيادة الرياض العاصمة السعودية، ولكن أمثال هذا الشخص ليس له عهد وهو الذي وضع يده في يد إيران الراعية الأولى للإرهاب
حينما تمت الدعوة لإنشاء مجلس التعاون الخليجي كان الهدف منها هو إعلاء مصلحة وأمن واستقرار الدول الخليجية والوقوف صفا واحدا لمواجهة أي خطر خارجي ومساندة بعضها البعض عند حدوث الكوارث وغيرها من متقلبات الحياة اليومية، وضم هذا المجلس الدول الخليجية الست وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت ومملكة البحرين وقطر وقد كان هذا عمل مثمر، إذ استطاع قادة هذه الدول من تكوين رابطة تشبه إلى حد كبير الاتحاد الأوروبي واستمر هذا المجلس يسير في الاتجاه الصحيح، ويصدر قرارات في صالح جميع الدول الخليجية ومنها على سيبل المثال قوات درع الخليج.
لكن دويلة قطر أرادت شيئا آخر وهو التميز والانفراد بالزعامة، فسلكت الطرق الملتوية حتى تستطيع تحقيق هذا الحلم الزائف، فما كان منها إلا أنها نقضت العهد مع دول مجلس التعاون الخليجي، بل حتى نقض العهود مع دول الجامعة العربية، وبدلا من أن تسير وتشارك في الدفاع عن الوطن العربي سارعت إلى مد يدها لدولة إيران وإسرائيل وعقد الاتفاقيات والمعاهدات السرية، والتي في مجملها تهدف إلى السعي لتدمير العالم العربي بمساعدة الأموال القطرية في إعداد الإرهابيين من شتى بقاع العالم ومن مختلف الجنسيات.
وقد تم اكتشاف ذلك مبكرا وقد سعت دول مجلس التعاون الخليجي في توجيه حمد بن خليفة آل ثاني الذي لا يعرف عن العادات والتقاليد العربية شيئا ومن بعده ابنه تميم، وتم تحذيرهما، الابن بعد الأب، مرات عديدة كان آخرها في عام 2014، حينما زادت قطر من مساندة الإخوان المسلمين تلك الجماعة المحظورة في السعودية والإمارات ومصر، وزاد تدخلها السافر والخبيث في الشؤون الداخلية المصرية مما ترتب عليه سحب سفراء دول التعاون الخليجي من قطر، وبعدها تعهد حاكم قطر بألا يتدخل وأن يلتزم بشروط التصالح بقيادة الرياض العاصمة السعودية، ولكن أمثال هذا الشخص ليس له عهد، ولم لا.. وقد وضع يده في يد إيران الراعية الأولى للإرهاب على مستوى العالم، علاوة على أنه وضع يده في يد الصهاينة المحتلين.
تعهد حاكم قطر بأن يلتزم بشروط التصالح بقيادة الرياض العاصمة السعودية، ولكن أمثال هذا الشخص ليس له عهد وهو الذي وضع يده في يد إيران الراعية الأولى للإرهاب
وبسبب تكرار أخطاء حاكم قطر وعدم احترامه لقوانين دول الجوار ومساندته الإرهابيين في شتى الدول العربية وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا، تبين لنا مؤخرا أن قطر كانت داعمة للإرهابيين الذين غدروا بأبطال السعودية والإمارات والبحرين ودوّل التحالف العربي في أرض اليمن، كل ما تقدم كان لا بد له من وقفة لإعادة ترتيب التعامل مع مثل هذا الحاكم الغاشم الخائن لوطنه وعروبته ودينه وعاداته وتقاليده.
فجاء الرد سريعا ومدروسا فقد أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن وليبيا والبحرين وجمهورية مصر العربية وجزر المالديف وموريتانيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع دويلة قطر ومنع الطيران القطري أو أي طيران آخر يقلع من قطر أو يقصدها من أن يحلق فوق سماء الدول المذكورة، علاوة على غلق الحدود البرية والبحرية والجوية، وطرد سفراء النظام القطري من هذه البلدان وسحب السفراء من قطر وإعطاء مهلة للمقيمين القطريين في هذه الدول أربعة عشر يوما لمغادرة البلاد.
تُعتبر السعودية والإمارات من أهم الشركاء التجاريين لقطر، وتبرز أهمية الدولتين بشكل خاص في ملف تجارة الغذاء فبحسب بيانات عام 2015، تأتي الدولتان في المرتبة الأولى والثانية من حيث الدول المصدرة للمواد الغذائية إلى قطر وبإجمالي 310 ملايين دولار، وفي تجارة الخضراوات تأتي الإمارات في المرتبة الثانية والسعودية في الرابعة من حيث المصدرين وبإجمالي 178 مليون دولار سنويا، أما في تجارة المواشي، فتأتي السعودية في المرتبة الأولى للمصدرين والإمارات في الخامسة بإجمالي 416 مليون دولار.
ومن ناحية تجارة الوقود، تأتي البحرين في المرتبة الأولى من حيث المصدرين، والإمارات في المرتبة الثانية وبإجمالي نحو 200 مليون دولار، وفي المجال الرياضي فنجد أن الفيفا على اتصال دائم بقطر في الوقت الحالي ترقبا لتغيير موقف استضافتها لكأس العالم القادم والذي كان مقرر إقامته في الدوحة العاصمة القطرية.
وعلى الصعيد الداخلي تعيش قطر ارتباكا غير مسبوق في شتى المجالات ولا سيما السياسية، فنجد أن الإدارة الأمريكية على لسان ترامب تؤكد وتؤيد الموقف العربي الخليجي الأخير من قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية كما أشارت إلى نيتها بنقل قاعدتها من قطر إلى بلد آخر، علاوة على أن هناك تحركات بعزل تميم وتشكيل لجنة توافقية من الشعب القطري لإدارة شؤون البلاد وتقديم الاعتذار لكل الدول التي أصابها عدوان تميم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة