يمكننا الاستمرار في سرد محاولات قطر وتركيا للتأثير على بقية دول إفريقيا.
خلال عام 2019، وضمن سياق حربها لبسط النفوذ في إفريقيا، ضيعت قطر الكثير من الفرص، خاصةً في البلدان المغاربية. ولم تخسر الدوحة معركتها بسبب انعدام المحاولة، بل لأن صيغة تدخلها في الغالب تتم بطرق غير أخلاقية، وهو ما يكون مرفوضاً من قبل بقية الدول باستثناء تركيا.
في مصر، شنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي حملةً سنة 2014 ضد جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر. وتواصل مصر حالياً تسلُّم أعضاء هذه الجماعة المختبئين في السودان، حيث ينظمون عملياتهم لاستعادة السيطرة على البلاد تماشياً مع رغبة قطر.
يمكننا الاستمرار في سرد محاولات قطر وتركيا للتأثير على بقية دول إفريقيا. إنه من المنطقي إلى حدٍ ما أن توجد رغبة لدى بعض البلدان المتقدمة في الحصول على موارد البلدان الإفريقية، ولكن دائماً في إطار الأخلاقيات
في ليبيا، تمكنت قطر منذ وفاة القذافي عام 2011 من بث الفوضى في البلاد، وزرع الجماعات الإرهابية والمليشيات المرتبطة بالإخوان المسلمين، خاصةً في شمال البلاد. ولكن حاليا تم تقليص مساحة سيطرتها إلى 10٪ فقط من إجمالي مساحة البلاد وضعفت على نحو متزايد. ويبقى الوضع في انتظار مؤتمر برلين المزمع تنظيمه في 20 ديسمبر/كانون الأول المقبل، على الرغم من أنه، إلى الآن، لم يتم توجيه دعوة للمشاركة لكل من قطر وتركيا، غير أن بداية العد التنازلي لنهاية نفوذ البلدين في ليبيا يعتمد على نتائج ذلك المؤتمر.
في تونس، فشل حزب الإخوان المسلمين (النهضة) في الحصول على العدد الكافي من الأصوات في الانتخابات الأخيرة للسيطرة على البلد الذي تراجع نفوذ قطر فيه على مدى السنوات القليلة الماضية.
في الجزائر وموريتانيا كذلك، قادت قطر مساعي حثيثة ومستمرة لمحاولة التأثير على مستقبل البلاد.
لتواجه رفضاً تاماً من قبل هاتين الدولتين والتأكيد على رفض أي تدخل أجنبي في شؤونهم.
يمكننا الاستمرار في سرد محاولات قطر وتركيا للتأثير على بقية دول إفريقيا. إنه من المنطقي إلى حدٍ ما أن توجد رغبة لدى بعض البلدان المتقدمة في الحصول على موارد البلدان الإفريقية، ولكن دائماً في إطار الأخلاقيات، ذلك هو ما سعى إليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من خلال اجتماع سوتشي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي عقدت فيه أول قمة روسية – إفريقية حضرها 43 بلداً إفريقياً. وفي مناورة واحدة، أوضح الرئيس الروسي لقطر أنه من الأسهل تحقيق المساعي بطريقة واضحة بدلاً من الغموض.
في القرن الحادي والعشرين، وبمساعدة الإنترنت، تغيرت بشكل جذري طرق التحرك الجيوسياسي. فحتى الآن، كان يكفي وجود وسائل الإعلام إلى جانبك للتحكم في الرأي العام أو حجب الأخبار. واليوم، ما لا تخبرنا به وسائل الإعلام يوجد في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتم الكشف عن الأهداف الغامضة لبعض القادة، وهو ما جعل طريق الأكاذيب يكون قصيراً وينتهي الأمر بأصحابها إلى أن يدفعوا الثمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة