من الرشاوى إلى الفدية.. قطر تتقن دعم الإرهاب
نظام الدوحة دأب على استخدام أموال الشعب القطري للتغطية على جرائمه وتنفيذ أجنداته ومخططاته لزعزعة أمن واستقرار الدول.
أعادت قضية المبالغ المالية الضخمة التي عرضها سفير قطر في بلجيكا عبدالرحمن الخليفي، على عميل استخباراتي غربي سابق، لإخفاء جريمة دعم الدوحة لحزب الله الإرهابي، بالمال والسلاح، إلى الواجهة أسلوب "الفدية القطري".
فنظام الدوحة دأب على استخدام أموال الشعب القطري للتغطية على جرائمه وتنفيذ أجنداته ومخططاته لزعزعة أمن واستقرار الدول وإيجاد موضع قدم له في العالم، وهو من دفع في أبريل/نيسان 2017 مئات الملايين من الدولارات لجماعات إرهابية في العراق مقابل الإفراج عن رهائن قطريين في شكل فدية.
- القصة كاملة.. كيف حاول سفير قطر ببلجيكا إخفاء تمويل حزب الله؟
- تحقيق ألماني: قطر تمول إرهاب حزب الله اللبناني
هذا السلوك القطري، أكد وقائع نشرتها وسائل إعلام أمريكية كشفت فيها عن اتصالات قطرية مع الجماعات الإرهابية وتمويلها لهم بملايين الدولارات التي ذهبت إلى مليشيا الحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله وجبهة النصرة التابعة للقاعدة.
أكبر فدية في التاريخ
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت، في مارس/آذار 2018 وقائع أكبر فدية في التاريخ تدفعها قطر لدعم الإرهاب، وذلك تعليقاً على دفع الدوحة مئات الملايين من الدولارات لجماعات إرهابية في العراق مقابل الإفراج عن رهائن قطريين، معززة ما نشرته سابقا صحيفة "فايننشال تايمز" حول الفدية المقدرة بمليار دولار لجماعات إرهابية.
وكشف مقال "نيويورك تايمز"، الذي كتبه روبرت أف وورث، عن محاولة قطر إدخال 360 مليون دولار في حقائب سوداء عبر طيرانها إلى مطار بغداد، كما وثق مقال الصحيفة الأمريكية الاتصالات القطرية مع الجماعات الإرهابية وتمويلها لهم بمئات الملايين من الدولارات التي ذهبت إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وجبهة النصرة، وهو ما يدفع إلى مطالبة الدوحة مجددا بكشف الحقائق حول المبالغ التي دفعتها لتمويل جماعات إرهابية.
ولم يكن تقرير الصحيفة بشأن مراسلات سرية أجرتها قطر مع جماعات إرهابية لتحرير رهائنها مفاجئاً، إذ أجمع خبراء ومحللون أن أسلوب الفدية أحد أذرع قطر لتمويل الإرهاب.
ففي عام 2005 أصدر المؤلفان جورج مابرنو وكريستيان شينو كتاباً بعنوان "ذاكرة الرهينة" عن تجربتهما عندما اتخذا رهينة لدى جماعات إرهابية في 2004، كما كشفا أن تلك الجماعات كانت مدعومة من قطر، وأنها توسطت لدفع الفدية.
وسجل كتاب "قطر.. سر الخزائن المغلقة" عام 2013، ما كشف عنه الكاتبان الفرنسيان جورج مابرنو وكريستيان شينو عن تمويل النظام القطري للجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم من أموال وأسلحة لإثارة القلق في المنطقة.
كما كشف عن الدور القطري في إسقاط الأنظمة عبر تمويل تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي يناير/كانون الثاني 2017 أشارت صحيفة "موند أفريك" إلى أن قطر دفعت فدية قيمتها 10 ملايين دولار لتحرير الأمريكي تيو بادنوس في سوريا من أيدي أحد التنظيمات المنشقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي "جبهة النصرة".
وفي هذا الشأن، قال مايكل سانتي، الخبير الاقتصادي الفرنسي المتخصص في الأسواق المالية والمصارف المركزية لصحيفة "لاتريبين" الفرنسية، إن "قطر إمارة لم يكن يسمع بها أحد حتى مطلع التسعينيات، لكن غيرتها من الدول الفاعلة الإقليمية من الجوار في الخليج ومصر دفعهتا لتمويل تلك الجماعات الإرهابية لاستخدامها كوسيلة ضغط على تلك البلدان".
ووفقاَ للخبير الاقتصادي فإن قطر دفعت في أبريل/نيسان فدية بقيمة مليار دولار لتنظيمات إرهابية لتحرير رهائن رعايا قطريين في سوريا والعراق.
وأضاف أن عدة تقارير غربية أثبتت أيضاً أن قطر دفعت رسمياً 700 مليون دولار لإيران الممول الأول للتنظيمات الإرهابية المتطرفة والمليشيات في سوريا والعراق.
التغطية على تمويل حزب الله
ولا تزال فصول تمويل قطر لحزب الله الإرهابي اللبناني تتكشف مع مرور الأيام، فبعد أن كان المتورطين الرئيسيين في القصة غير معروفين، ظهرت أسمائهم ومناصبهم، لتتضح جوانب القضية أكثر وأكثر، وسط مطالبات أوروبية بعقاب قطر.
وفي تصريحات صحفية لموقع "فوكس نيوز" الأمريكي، قال العميل السابق لعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية، جايسون جي، إن عضوا بالعائلة الحاكمة في قطر هو من سمح بمنح أسلحة إلى حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.
ويملك جايسون ملف وثائق يثبت تمويل قطر لحزب الله، حصل عليه إبان عمله في الدوحة كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات.
ويتضمن الملف معلومات عن صفقة سلاح اشترتها شركة قطرية من أوروبا الشرقية، لصالح حزب الله.
ويوثق الملف أيضا الدور الذي لعبه عضو العائلة الحاكمة في قطر، في مخطط تمويل حزب الله منذ عام 2017، وفق فوكس نيوز.
و"جايسون جي" هو عميل استخبارات سابق، يملك في الوقت الحالي شركة مقاولات في ألمانيا، وسبق له العمل في العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، وخدم في جهاز استخباراتي غربي قوي لمدة 16 عاما.
كما أنه خدم في الفترة بين 2016 و2017 كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات الغربية، في قطر، حيث تولى جمع المعلومات عن نشاط الدوحة في تمويل التنظيمات الإرهابية.
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز