سفير الإمارات بواشنطن: قطر تزرع الرياح وستجني الزوابع
سفير الإمارات بواشنطن: قطر تستخدم أرباح استثماراتها بالخارج لتمويل الجماعات الإرهابية
اعتبر السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة أن قطر تسعى لتحقيق هدفين متناقضين، حيث تستثمر مليارات الدولارات في الولايات المتحدة وأوروبا ثم تستخدم الأرباح لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وفي مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال "إنه تناقض صارخ وخطير: قطر تستثمر مليارات الدولارات في الولايات المتحدة وأوروبا ثم تعيد تدوير الأرباح لدعم حماس والاخوان والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. قطر تستضيف القاعدة العسكرية الأمريكية (العُديد)، التي تقود منها الولايات المتحدة الحرب الإقليمية ضد التطرف، لكنها تمتلك أيضًا شبكات إعلامية مسؤولة عن تحريض العديد من نفس المتطرفين".
وأضاف: "عندما اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة والدول ذات التفكير المتماثل تدابير دبلوماسية واقتصادية ضد قطر الأسبوع الماضي، لم يتم اتخاذها جزافًا أو على عجل. بل كانت مدفوعة بسنوات متراكمة من السلوك القطري المُحير، الذي يُشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، والإمارات، وقطر ذاتها. إذا كانت قطر تزرع الرياح، ستجني الزوابع".
وأشار إلى أن الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب قال، الجمعة: إن "الوقت قد حان لدعوة قطر الى إنهاء تمويلها (للتطرف)" وبالنسبة لقطر، نريدك أن تعودي إلى صفوف وحدة الدول المسؤولة".
وتابع: "قطر لم يعد بإمكانها بعد الآن تحقيق هدفين متناقضين. وعليها الآن أن تقرر ما إذا كانت "جادة" - أو لا- في الحرب ضد التطرف والعدوان".
ولفت إلى أنه "على مدى سنوات، دعمت قطر المتطرفين ووفت لهم الملاذ. وفى منتصف التسعينيات، آوت الإرهابي المعروف خالد شيخ محمد، الذي أصبح أحد المدبرين الرئيسيين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول. واليوم تستضيف الزعيم الروحي لجماعة الإخوان يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى خالد مشعل، زعيم حماس، وهي مصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة ".
وأردف: "الأسبوع الماضي، صنفت الإمارات ودول أخرى السيد القرضاوي، إلى جانب 58 فردًا آخرين و12 منظمة، باعتبارهم يقدمون الدعم المادي للإرهابيين. ويعيش العديد منهم أو يعملون أو يحصلون على دعم من الدوحة. ويرتبط بعضهم مباشرة بالأسرة الحاكمة. ولن يكونوا بمفردهم -إلى جانب إيران- فإن قطر لديها تمييز غير مشرف بوجود واحد من أكبر تركيزات الإرهابيين الدوليين في العالم".
وأشار السفير الإماراتي إلى الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة كمصة إعلامية للتطرف، قائلا: " عندما تركز الدول المسؤولة على مواجهة التطرف بجميع أشكاله، تواصل وسائل الإعلام المملوكة للدولة القطرية، بقيادة الجزيرة، التحريض على العنف والتعصب في العالم العربي. وعلى غرار النسخة الملتوية من (ذا ديلي شو)، استخدم القرضاوي برنامجه التلفزيوني للترويج لفتوى تشجع الانتحاريين والدفاع عن قتل الجنود الأمريكيين في العراق باعتباره أنه (التزام ديني)".
ووجه حديثه للقادة القطريين، قائلا: "ماذا يجب أن تفعل قطر؟ ينبغي أن تقر أولًا بما يعرفه العالم بالفعل: الدوحة قد أصبحت مركزًا ماليًا وإعلاميًا وإيديولوجيًا للتطرف. وبعد ذلك يجب عليها أن تتخذ إجراءات حاسمة للتصدي نهائيا لمشكلتها مع المتطرفين- الامتناع عن هذا التمويل، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، وإنهاء تحريض إعلاميها وتطرفه".
واختتم بالقول: "مع اجتياح الإرهابيين شوارع المدن الأوروبية، وتدبير مؤامرات ضد أهداف في الولايات المتحدة، ليس هناك مجال للشك ولا تحوط، ولا تأخير في التصدي للتهديد المتطرف. قطر لا يحق لها امتلاك حصص في مبنى إمباير ستيت وبرج شارد بلندن، واستخدام الأرباح لكتابة الشيكات لفروع تنظيم القاعدة. لا يمكنها أن تلصق اسمها على قمصان كرة القدم بينما تلمع شبكات وسائل الإعلام الخاصة بها العلامة التجارية للمتطرفين. لا يمكن أن يكونوا أصحاب (متاجر) هارودز وتيفاني وشركاه، بينما يوفرون ملاذًا آمنًا لحماس والإخوان".