حالة التخبط السياسي التي تعيشها قطر ستعود بالضرر الكبير وغير المحتمل عليها وعلى شعبها المغلوب على أمره
ما زالت القيادة القطرية تُكابر وتستمر في سياستها المعادية لدول مجلس التعاون الخليجي ودول الجوار بشكل يزداد يوماً بعد يوم، وهذا ما تثبته الخطوات التي تتخذها القيادة القطرية المتمثلة في تميم الذي لا يملك من الخبرة السياسية إلا علمه بأنه أمير لدولة يتولى قيادتها من له خبرة في القفز على السلطة وهذه سياسة الحكم في قطر منذ عقود.
حالة التخبط السياسي التي تعيشها قطر ستعود بالضرر الكبير وغير المحتمل عليها وعلى شعبها المغلوب على أمره، خاصة بعد فتحها الباب على مصراعيه للأعداء الذين تراهم الدوحة أنهم أبناء "الشريفة"، والذين سيكونون سبباً رئيساً في أن تخسر قطر كل ما تَبقَى لها من رصيد شرف لدى الشعوب العربية والإسلامية
أغلب المحللين السياسيين يؤكدون أن السلطة الحالية في قطر تعيش أسوأ مراحل القيادة السياسية، وهي ليست مؤهلة لتحمّل مسؤولية القيادة في الفترة القادمة، خاصة وأن الشعب القطري قد أدرك أن المسؤولية الحالية أكبر بكثير من أن تتولاها الأسرة المصغرة، التي تتكون من حمد بن خليفة وزوجته الشيخة موزة والأمير تميم، فقد أدرك الشعب ذلك من حالة التخبط السياسي المتكرر من تلك القيادة التي لا تعترف يوماً بالخطأ الذي قامت به مرات متتالية.
ومن المؤكد لدى الكثير من المحللين السياسيين أن قيادة قطر يزداد فشلها وتخبطها السياسي يوماً بعد يوم، خاصة بعد أن سعت القيادة القطرية إلى تأزيم المشكلة الحالية وتضخيمها، خلافاً لما اعتادت عليه دول مجلس التعاون الخليجي، التي تسعى دائماً إلى لمِّ الشمل والعمل على إذابة الخلافات بين الدول الأعضاء والأشقّاء، لكن النظام في قطر قد أصابه التمزق الفكري السياسي، من خلال ادعائه أن دول المقاطعة هي التي تتشدّد وتعيق عملية المصالحة، وتضع شروطاً خيالية مستحيلة التطبيق على أرض الواقع.
سعت القيادة القطرية إلى تضخيم القضية الحالية، مُعلنة أن الحل ليس في يد دول مجلس التعاون، وأن الحل يُكمن في يد واشنطن أو في أي مكان آخر غير العالم العربي بحسب وجهة نظرهم، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على بوادر مقبلة لإعلان قطر الانسحاب الدائم والقاطع من دول مجلس التعاون الخليجي، واحتضانها لدول العداء مع العالم العربي، وعلى رأسها إيران التي تملك رصيداً ضخماً في التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار القُطري، ولا سيما مملكة البحرين الشقيقة والمملكة العربية السعودية وغيرهما من دول العالم العربي والإسلامي، وهذا يعني أن قطر تعيش أحلك أنواع التخبط السياسي والارتباك في إدارة شؤون البلاد الخارجية والداخلية على حد سواء .
من جانب آخر، فإننا قد لاحظنا مشهداً آخر يدل على التخبط السياسي القطري، وانعكاس ذلك على زيارات تميم الخارجية وتحديداً زياراته الأخيرة؛ والتي عاد منها بخُفي حنين، على الرغم مما صاحب مراسم استقباله من هرج ومرج لا نشاهدهما إلا في الملاهي الليلية، أو في حفلات "الهشّك بشّك".
تسجّل قطر الفشل السياسي المتكرر، وخاصة في المساعي الخليجية للوصول إلى انفراج في أزمتها الحالية، وبدلاً من أن تساعد دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي في دحر الإرهاب والقضاء عليه؛ تقوم بتمويل ودعم الإرهاب والتطرف، وهذه الأساليب التي تتبعها القيادة القطرية تزيد المشكلة تأزماً.
إن حالة التخبط السياسي التي تعيشها قطر ستعود بالضرر الكبير وغير المحتمل عليها وعلى شعبها المغلوب على أمره، خاصة بعد فتحها الباب على مصراعيه للأعداء الذين تراهم الدوحة بأنهم أبناء "الشريفة"، الذين سيكونون سبباً رئيساً في أن تخسر قطر كل ما تبقى لها من رصيد شرف لدى الشعوب العربية والإسلامية، إن استمرار التعنت والتكبر القطري، وعدم الخضوع لصوت العقل والعودة سريعاً إلى احتضان دول مجلس التعاون الخليجي، سيسرّع، ومن دون شك، من سيرها نحو الهاوية السحيقة التي ستفتك بنظامها الذي خان الشقيق والصديق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة