ربما يرى البعض أن تأييد الانفصال الكردي مبني على رؤية منطقية، فهم من المؤيدين لدولة عراقية موحدة لكنهم يرون في هذا الانفصال ضربة لطهران
اختلفت الآراء والأهواء حول إقامة دولة للأكراد وفق التحليلات السياسية والتوجهات والانطباعات والأيدولوجيات المختلفة، فهناك من يؤيد إقامة دولة للأكراد ويرى أن حق تقرير المصير للشعوب حق تكفله (اللوائح والأنظمة الدولية)، وهناك قسم آخر يرفض ذلك بتاتا، بل يعارض فكرة الانفصال لأسباب يرى أنها منطقية ومقبولة، وهناك قسم آخر صامت ينتظر ما تؤول وتصل إليه الأمور.
قبل البدء في مناقشة الآراء السابقة سأعطي نبذة موجزة عن الأكراد الذين يبلغ تعدادهم نحو 30 مليون نسمة، وهم بذلك أكبر شعب لا يمتلك دولة، وكما هو معروف في التاريخ الإسلامي على أنهم من الشعوب الآرية، إخوة الفرس، والطاجيك، والأفغان، وهم يسكنون البقاع نفسها، ولقد ذكرهم عدد كبير من المؤرخين، ومنهم ابن بطوطة الذي وصفهم بالقوة والبأس الشديد، حيث يمتد فضاء الأرض الكردية ليطال أربع دول هي سوريا والعراق وإيران وتركيا. أما الفضاء البشري للشعب الكردي -إلى جانب الدول السابقة- فيمتد ليطال أرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا، حيث يعيش فيها نحو 200 ألف كردي، وأبعد من ذلك، فإن هناك نحو مليون ونصف مليون كردي، هاجروا إلى دول أخرى، وبخاصة إلى أوروبا، ففي ألمانيا وحدها، التي فيها عدد كبير من المقيمين الأجانب، يقترب عدد الأكراد فيها من نحو 800 ألف نسمة، ويتميز الوجود الكردي في العالم، بأنه منظم ومسيَّس، وذلك لحيوية القضية الكردية لدى العقل الجمعي للأكراد، أيًّا كانت الجنسية التي يحملونها، أو محل الإقامة.
ربما يرى البعض أن تأييد الانفصال الكردي عن دولة العراق مبني على رؤية منطقية، فهم من المؤيدين لدولة عراقية موحدة لكنهم في الوقت ذاته يرون في هذا الانفصال ضربة لطهران في ظل الاحتلال الإيراني الكامل للعراق، وأن المطالبات بالانفصال ليست صدفة بل هي نتيجة طبيعية سببها ضعف الدولة المركزية التي أفسدتها الهيمنة الإيرانية وسياسة الطائفية المقيتة التي ينتهجها بعض ساسة العراق حاليا
ربما يرى البعض أن تأييد الانفصال الكردي عن دولة العراق مبني على رؤية منطقية، فهم من المؤيدين لدولة عراقية موحدة لكنهم في الوقت ذاته يرون في هذا الانفصال ضربة لطهران في ظل الاحتلال الإيراني الكامل للعراق، وأن المطالبات بالانفصال ليست صدفة بل هي نتيجة طبيعية سببها ضعف الدولة المركزية التي أفسدتها الهيمنة الإيرانية وسياسة الطائفية المقيتة التي ينتهجها بعض ساسة العراق حاليا، وما يؤكد ذلك ما أعلنته مفوضية الانتخابات بأن 92% من الشعب الكردي صوتوا بـ"نعم" لاستقلال كردستان، كذلك من باب أن ما ترفضه أو تتفقان عليه إيران وتركيا، فهو حتما وفق الأحداث الحاصلة في المنطقة مؤخرا فهو ضد مصالحنا نظير مواقفهما السابقة.
بينما يتحجج الفريق الآخر المعارض لاستقلال إقليم كردستان بآراء تعتبر أيضا منطقية ومقبولة إلى حد ما، حيث يرى هؤلاء أن توقيت الاستفتاء الخاطئ سيسهم في زيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة أصلا، وسيكون له تداعيات على عرقلة الحل السياسي وأزمات واستقرار المنطقة، وأنه مدعاة لدعوات انفصالية أخرى قادمة لا محالة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة