في المأزق القطري تتحرك الدولة بالأموال الطائلة التي تعبث بها في تطاول ومكابرة محاولة لاحتلال مكانة مستحيلة عليها
بعد مراوغة (قطر) حول التصريحات التي تفوّه بها حاكمها الشيخ تميم، بعد النجاح الذي حققته قمم الرياض الثلاث التي كانت للعالم ومن العالم، وفي قلب العالم، فقد أشاد ونوه بنجاحها كل من يريد الرقي والنمو للإنسانية والتعايش السلمي، والتعاون العلمي والاقتصادي، ومساندة التطور في كل مرافقه، وما أن توالت التوافقات والترحيبات بما صدر من بيانات عن القمم الثلاث، التي كانت بحضور رئيس أكبر دولة في العالم أمريكا، حتى نعق البوق الذي وجد من أجل التخريب وليس التقريب (الجزيرة) بمقولات الحاكم الذي عرف حجمه الحقيقي وعقدة الدولة التي يماري عليها في كل محفل أو مؤتمر مدعيا المساواة مع الكبار والدخول في الميدان الكبير، فهو ومن يسنده ومن يخطط له يرون في المال وشراء الذمم، والمزاد على دخول المطبلين المحترفين وتلامذتهم، والعاطلين لكي ينفخوا في حجمه بالوسائل التي ينفق عليها المليارات، كما يعتمد على الاستشارات السائحة والمتنقلة من مربع إلى آخر متسمة بفقدان الذمة، وباحثة عن الظهور وحشو الجيوب بالمال من أي مصدر، وكان المصدر الجاهز (قطر) في حاجة أن يُزايد بغية تعويض النقص بتضخيم الذات لكي يكون –كما يعتقد في منصة الكبار- فكانت أقرب الوسائل أن يبدأ بالقريب الذي رعاه وعمل معه من أجل الاستقلال والبناء، وأن تكون قطر مع دول مجلس التعاون الخليجي ضمن مجموعة قائمة على صدق النوايا فيما بينها، وكان النجاح الذي يحققه ومازال في المنظور القطري يعطيها حجمها الذي تستحق.
ولكن ما يدور في عقول حكامها غير ذلك؛ إذ يتوهمون أن في مقدورهم أن يجعلوا من بقعة صغيرة من الأرض لاتصل إلى حجم منطقة صغيرة من كياننا الكبير الواضح للقاصي والداني، ولا حجم مدينة، ومع كثير ما قوبل بالتغاضي والغفران الدائم مع انكشاف ما تتكئ عليه من دعم صهيوني فارسي، أعداء العروبة والاسلام، فاحتالت بوجود من يروّج بضاعة فاسدة قد يصل ضررها إلى البعيد قبل القريب، وإمعانا في العقدة يكون التوجه إلى (إيران) -إسرائيل مفروغ منها- ولكن المطالب (الشَّرسة الشرانية) التي بدأت منذ ظهور (الخُميْنيَّة) وما حصل منها من تجاوزات ومحاولات تخريبية للوقوف في مواجهة الجهود الجبارة التي توليها المملكة للحجاج كل عام، وما تلقاه المشاعر المقدسة من عناية بتوفير كل شيء يحتاجه ضيوف الرحمن، ولكن التصدي يكون بمثابة دروس تكررت لم تستوعبها دولة (الفرس)، وفي هذا العام وفي الوقت الراهن تحاكي قطر (حبَّة الخال) بوصف الراحل الكبير الاستاذ تركي السديري الذي كانت كلماته المستشرفة لا تحيد عن الصواب، وقطر اليوم تتوهم وهي تلجأ للحضن الفارسي وتردد ببلاهة ما يقوله الملالي بقيادة (المرشد)، ما قد قيل ويقال منذ تأسيس المملكة الكبرى، فهي ادعاءات مغرضين وأعداء وحاقدين، وعاجزين عن أن يغيروا شعرة في كيان كبير يقوم على العدل والمساواة، ويخدم المشاعر المقدسة للمسلمين بكل إخلاص وتفان.
قطر بقيادة (الإخوان المسلمين) علنا وليس من وراء حجاب، وما تقدمه لإسرائيل من خدمة لإضعاف المنطقة والعرب، عملت ومازالت (والجزيرة) الشاهد الأكبر وبرامجها التي في مجملها تحاول أن تهدم وتقوض-متجاهلة القضية الفلسطينية-، وفعلت، وافتعلت حتى استأجرت ولملمت الشتات والرعاع والمرتزقة من جميع الآفاق ومن تَشُمُّ فيهم عداء العرب، وفي المأزق القطري تتحرك الدولة بالأموال الطائلة التي تعبث بها في تطاول ومكابرة محاولة لاحتلال مكانة مستحيلة عليها، فلم تجد سوى اللجوء للتخريب وتبني الإرهاب، وفي هذا التوجه قريبا ما سيتفرق من حولها من استوردته، ولن يكون لها من منقذ سوى الأشقاء (دول مجلس التعاون الخليجي) مهما افتعلت وتبنّت من ظلمات فنور الحق آت لكون دول الخليج وشعوبه وحدة مكاملة يكمل بعضها بعضاً أرضاً وشعوباً في إطار المصالح النافعة العامة للمنطقة منذ أزمان.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة