صحيفتان إماراتيتان: قطر في "سقطة تاريخية" وتخسر رهاناتها السامة
صحف الإمارات تسلط الضوء على العلاقات القطرية الإيرانية والتي ظهرت خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير قطر والرئيس الإيراني
سلطت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم الضوء على العلاقات القطرية الإيرانية، والتي ظهرت خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أمير قطر والرئيس الإيراني، واستعداد الطرفين لتطوير العلاقات بينهما في المجالات كافة، معتبرة ذلك "سقطة تاريخية" إلى جانب فشل الدوحة في الوصول إلى مآربها، مؤكدة أن كل ما أقدمت عليه بات يرتد عليها، لأن الحق دائماً أقوى من الباطل.
فتحت عنوان "سقطة قطر التاريخية" قالت صحيفة البيان إن "وصف أمير قطر للأزمة مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب بأنها "فرصة تاريخية" لتطوير العلاقات في كافة المجالات مع إيران، وذلك خلال اتصاله الهاتفي بالرئيس الإيراني، يعد سقطة تاريخية، إن دلت على شيء إنما تدل على مصداقية كافة التهم الموجهة لتنظيم الحمدين حول الضلوع في دعم وتمويل الإرهاب، والتآمر على الأمة العربية بدعم أعدائها".
وأضافت: "ذلك يدل أيضا على كذب النظام الحاكم في قطر عندما صرح في يونيو الماضي في بداية الأزمة بعدم وجود علاقات له مع إيران، بينما هو غارق في أحضانها، ومستعد لتقديم كافة فروض الطاعة والولاء لها".
وأوضحت أن كلمة "تطوير العلاقات في كافة المجالات" إنما تعني في جوهرها "تلبية طلبات وأوامر طهران في كل شيء"، خاصة أن هذا التصريح سبقه تقدير من حاكم قطر لمواقف طهران إزاء مقاطعة الدول المكافحة للإرهاب لها، مما يكشف بوضوح نوايا تنظيم الحمدين السيئة في مواصلة سياساته التآمرية ضد جيرانه العرب، بدعمه لمخططات طهران التخريبية والطائفية في المنطقة.
واختتمت الصحيفة بالقول: "أخشى ما نخشاه في هذه السقطة التاريخية، أن تكون لدى تنظيم الحمدين نية مبيتة لتطوير العلاقات بين قطر وإيران في المجالات الطائفية، وهذا ليس مستبعداً على نظام يدعم الإرهاب والفتنة والمؤامرات والانقلابات في بلدان العرب وغيرها، فما الذي يمنعه من خدمة التوجه الطائفي لإيران في المنطقة، بادئاً بشعبه، فلن يفرق مع هذا النظام تحت أية عباءة طائفية يرتكب جرائمه".
من جانبها، وتحت عنوان "الحق دائما منتصر"، قالت صحيفة الوطن "إن أكثر من 2.3 مليون حاج يؤدون المناسك في الأرضي المقدسة، بكل سهولة ويسر ورعاية كاملة وتقديم كافة الخدمات اللازمة لضيوف الرحمن، وكالعادة الجميع يسعد ويفخر بهذه الأجواء الروحانية والإيمانية التي يعيشها كل من أدى الفرض، حيث لا وجود لفوارق ولا تمييز بين الثقافات كعهد المملكة السعودية الشقيقة في استقبال الجميع والاحتفاء بهم".
وأضافت "أوهام ومآرب ونوايا المتربصين قد تبددت، سواء إيران أو أتباعها من ساسة الدوحة، الذين حاولوا الابتزاز عبر الترويج لمطالب واهية عبر طلب تسييس الفريضة، في توجه مريب وعدواني ومعيب في آن معاً، وهو ما لاقى أشد الاستنكار والغضب من العالمين العربي والإسلامي، اللذين تعاملا مع دعوات الشر الصادرة من طهران والدوحة على أنها عدوان بكل معنى الكلمة، ورغم ذلك لم تتوقف الدوحة عن محاولات نشر الشائعات والأكاذيب لأسباب مغرضة، وخلال ذلك حاولت منع رعياها من التوجه إلى الأراضي المقدسة، التي بددتها الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين، بناء على وساطة عبدالله بن جاسم آل ثاني، وتكفل باستقبال الحجاج القطريين وتسهيل أدائهم للمناسك واحتضانهم مثل كل عام".
وأكدت الصحيفة أنه مرة جديدة تخسر الدوحة رهاناتها السامة، وتنحدر أكثر نحو الهاوية التي اختارتها بنفسها، معتقدة أن الأوهام والرياء والمناورات الكاذبة، سوف تجنبها حتمية المصير الذي اختارته بنفسها، وهي إذ تواصل الانسلاخ عن محيطها العربي عكس رغبة شعبها الذي بينت الأحداث رفضه التام لجعل بوصلته باتجاه إيران تارة وتركيا تارة أخرى، وكما كان خيار دعم الإرهاب والتعويل عليه قاتلاً وانتحارياً لقطر، كذلك أتت مناوراته المفضوحة منذ قرار المقاطعة العربية لترتد عليها، بعد الموقف الدولي الواضح والرافض بالمطلق لسياستها الخطرة والعبثية والذي أجمع بدوره على مشروعية إجراءات الإمارات والسعودية والبحرين ومصر باعتبارها قرارات سيادية يكفلها القانون الدولي لكل دولة بهدف تلافي المخاطر التي يسببها نظام أو دولة ثانية.
وأشارت إلى أن كل ما أقدمت عليه قطر بات يرتد عليها، لأن الحق دائماً أقوى من الباطل، ولأن الخير يقهر الشر، وها هي قطر تبدو وقد خسرت كل رهاناتها لأنها لم تكن على حق يوماً ولا تعرف إلا الشر، فكان المصير المحتم وهو مزيداً من الارتهان والنبذ الدولي ونيل غضب شعوب كثيرة اكتوت بسياسة قطر ،ودعمها للإرهاب والتعويل على الجماعات التكفيرية والإرهابية والتدخل بشؤون الآخرين، وانتهاك سيادات الدول في محاولات بائسة للهيمنة والتحكم والسيطرة، التي اعتقدت قطر أنه بإمكانها تحقيقها.
واختتمت الصحيفة بالقول إن قطر تواصل المكابرة رغم الانتكاسات المتكررة، والخيبات التي تستحقها لانحراف توجهها وستبقى تقطف الخيبات طالما غيّبت العقل والمنطق ورغبات شعبها، واليوم يتجه ساسة "نظام الحمدين" للمثول أمام العدالة التي ستقول كلمتها بحقهم جزاء لما اقترفوه.