قطر والإرهاب.. صندوق أسود يفتت العالم
في كل ركن من العالم.. يتراءى شبح الدوحة في الردهة الخلفية للنزاعات والحروب والأزمات بكل أنواعها، في انتظار إدانة دولية علنية.
بدحر تنظيمي "داعش" و"القاعدة" من العراق فقدت قطر أرضية كانت تستخدمها قاعدة خلفية لتنفيذ مخطط تفتيت المنطقة وزعزعة استقرارها.
وبانحسار حلولها هناك لم يتبقَّ للدوحة سوى سوريا لتدير منها ما تبقى من مخططها التخريبي، من خلال "جبهة النصرة"، الامتداد التنظيمي لـ"القاعدة" في سوريا.
ورغم تمسك الدوحة ببراءة واهمة من تهمة دعم وتمويل الإرهاب إلا أن الحجج والبراهين ما انفكت تقدَّم للعالم أدلة متواترة حول انغماسها حتى النخاع في تفتيت وتقسيم المنطقة، خدمة لأجندات محلية وخارجية.
ففي يونيو/حزيران الماضي اهتز الإعلام العربي والدولي على وقع فضيحة من العيار الثقيل، إثر الكشف عن فدية بمبلغ مليار دولار، قدمتها قطر لتحرير أعضاء في عائلتها الحاكمة كانوا في رحلة لصيد الصقور اختُطفوا في العراق.
وقالت تقارير إعلامية، حينها، إن الدوحة دفعت 700 مليون دولار لشخصيات إيرانية ومليشيات محلية تدعمها إيران، لتحرير القطريين الـ26 المختطفين في العراق.
كما دفعت الدوحة من 200 إلى 300 مليون دولار لجماعات مسلحة في سوريا، ذهب معظمها إلى جماعة فتح الشام "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، مقابل إطلاق سراح 50 مسلحا شيعيا كانوا في قبضتهم.
مبلغ بدا مبالغا فيه بالنسبة لفدية مسلحين اختطفوا رهائن، قبل أن تكشف تقارير إعلامية أن الفدية لم تكن سوى ذريعة ابتدعتها الدوحة لخلق ستار تضمن من ورائه وصول الأموال لمليشيات "الحشد الشعبي" التابعة لإيران في العراق.
ستار يضاف إلى المساعدات الإنسانية التي تتخذها قطر أيضا غطاء لتمويل المجموعات المسلحة عبر العالم، علاوة على الاستثمارات وغيرها من القنوات التي تسمح لها بتحويل الأموال إلى وجهتها بشكل "قانوني" يعفيها من المساءلة.
مساعٍ سرعان ما فضحها العالم، لتبدأ الأدلة الصادمة بالتدفق لتبرهن للجميع أن الشكوك التي ظلت تلاحق الدوحة لسنوات لم تكن محض افتراءات، وأن مقاطعتها من قبل دول الجوار تشكل نهاية مسار من الصبر على مساعي زعزعة المنطقة والعالم.
مصدر تمويل "القاعدة" "قطر الصغيرة العدوانية.. هذا الصديق الذي يريد بنا شرا"، كتاب فرنسي شهير زعزع العالم لدى صدوره قبل 5 سنوات؛ لما تضمنه من حقائق حول الدور القطري في دعم الإرهاب حول العالم، سواء عبر سلاح المال أو الإعلام.
وعلى الرغم من أن الكثيرين شككوا، حينها، في مصداقية ما ورد فيه، إلا أن تطور الأحداث في السنوات الأخيرة، وإماطة اللثام عن الدور المشبوه للدوحة في دعم الجماعات المسلحة، أثبت أن العالم كان واهما حين اعتقد أن تلك الإمارة الصغيرة -التي لا يزيد حجمها على مدينة- لا يمكنها التسبب بكل هذا الدمار الذي طال أرجاء المعمورة.
الكتاب ذكر أيضا أن وزارة الخزانة الأمريكية توصلت، في تقاريرها السنوية عن طريق مصادر عدة، إلى أن قطر هي مصدر التمويل الأسود لتنظيم "القاعدة".
وعلاوة على القاعدة، دعمت الدوحة كل تنظيم أو فصيل مسلح من شأنه أن يخدم أجنداتها ويحقق وهم النفوذ الذي يتملك أميرها ومسؤوليها.
ولم يقتصر مجال دعمها الإرهاب على دول المنطقة، بل تعداه إلى أفريقيا، سواء في وسطها، وتحديدا في أفريقيا الوسطى، وفي مالي أو في شمالها، حيث عبثت باستقرار كل من تونس وليبيا ومصر.
ففي كل ركن من العالم، يتراءى شبح الدوحة في الردهة الخلفية للنزاعات والحروب والأزمات بكل أنواعها، في انتظار إدانة دولية علنية تؤكد ما جاء في آلاف التقارير الإعلامية والمقالات المنددة بالإرهاب القطري.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA=
جزيرة ام اند امز