الخبراء بمعهد أبحاث السياسة الدولية الأمريكي FPRI يرون أن الزيارة المقبلة لأمير قطر إلى موسكو لن تجدي في دفع روسيا للخوض في أزمة قطر.
توقع عدد من الخبراء في مجال السياسة الدولية أن الرضوخ القطري للضغط العربي- الأمريكي بإصدار قائمتها لمكافحة الإرهاب، اليوم الخميس، سيدفع روسيا لعدم تقديم أي دعم للدوحة يأمله أميرها تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته المرتقبة لموسكو الأسبوع المقبل.
- تهديدات ترامب لداعمي الإرهاب.. قطر أدركت أنها المقصودة
- خبير: قائمة قطر للإرهاب جاءت بضغوط عربية وأمريكية
وشرح الخبراء بمعهد أبحاث السياسة الدولية الأمريكي أن الزيارة المقبلة لأمير قطر إلى روسيا للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن تجدي في دفع روسيا للدخول في الأزمة القطرية، خاصة مع انشغال موسكو بملفات أكثر أهمية في مطلع الفترة الرئاسية الثانية لبوتين.
ووفق جستين كونراد، المحلل الجيوسياسي بالمعهد، فإن روسيا ترى الشرق الأوسط بعين مختلفة تماما عما تراه قطر، حيث الوجود الروسي في سوريا هو في الأساس يأتي ضمن مصالحها بالمنطقة، والتعاون الخليجي– الروسي في مجالات عدة يضع موسكو في موقف لا تريد فيه خسارة القوة الصاعدة في المنطقة، ألا وهي السعودية.
ويضع كونراد سيناريوهات محتملة لبوتين في لقائه مع أمير قطر، فقد يحاول القطريون دفع المحادثات لوضع روسيا داخل الأزمة القطرية، الأمر الذي قد يرد عليه بوتين بصرامة بالغة، وبأن الأمر لا يعني روسيا كونه "شأنا عربيا بحتا".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع المقبل.
وفي هذا الاتجاه لفت الباحث الأمريكي من أصول روسية، يوفال ويبر، إلى أن روسيا تريد الحفاظ على العلاقات البنّاءة مع دول الخليج، حيث وقعت عددا من الاتفاقيات في العديد من المجالات مع عدة دول خليجية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن الحركة الدبلوماسية بين روسيا والخليج زادت مؤخرا بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لموسكو في يونيو/حزيران 2017.
وروسيا التي تسعى بكل قوة لمنافسة الوجود الأمريكي في المنطقة، لن تخاطر بالإساءة لعلاقتها مع الخليج من أجل أزمة يقر العرب أنفسهم بأنها "أزمة صغيرة للغاية ولا تستحق التناول الدولي"، بحسب ويبر.
وتدعم توقعات عدم مخاطرة روسيا بتقديم دعم قوي لقطر، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن بلاده ستقطع علاقتها مع أي دولة تدعم الإرهاب، وذلك خلال استقباله ولي العهد السعودي هذا الأسبوع.
وهذا التهديد سيدعم العلاقات بين أمريكا والخليج بشكل أكبر، وهو ما يتطلب من روسيا تمتين علاقتها بالخليج من جانبها.
وأدرجت قطر 19 شخصاً و8 كيانات على قائمة إرهاب تم تشكيلها عقب ساعات من تحذيرات ترامب تلك؛ ما يعني قوة التنسيق بين الولايات المتحدة والعرب في هذا الملف.