قطر الساعية إلى "اليونسكو".. الرقص على جثث الأطفال
السعي القطري نحو مقعد مدير اليونسكو يبرز تناقض الدوحة وكذبها دوليا بدعمها الإرهاب مقابل طموحها في إدارة منظمة الثقافة والعلم الأممية.
أثار تصدر المرشح القطري، حمد بن عبدالعزيز الكواري، للتصويت بانتخابات مدير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام لما للدوحة من تاريخ في الفساد والحصول على ما لا تستحق بالطرق غير المشروعة.
ولن يغيب عن المجتمع الدولي تصرفات قطر التي دعت مؤخرا العديد من أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو في رحلة مدفوعة الأجر إلى الدوحة، وعززت موقف مرشحها بمساعدة جماعات ضغط سياسية مثل "بورتلاند"، و"إي إس إل"، و"نيتورك".
ويبقى ملف دعم قطر للإرهاب أبرز ما يحول بين قطر وبين مقعد اليونسكو، إذ يظهر التساؤل: كيف لدولة أسهمت ودعمت تدمير أماكن تراثية وقتل مدنيين وأطفال أن تدير منظمة أممية للتربية والعلم والثقافة؟! إلى جانب تقارير إعلامية تشير إلى أن الدوحة تحاول شراء الدعم بين أعضاء اليونسكو.
ففي اليمن، دعمت قطر مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي أسفر انقلابها على الشرعية في اليمن إلى مقتل المئات من الأطفال وتشريد آلاف الأسر، كان آخرها مقتل أكثر من 200 طفل دون سن الخامسة عشرة من محافظة حجة وحدها؛ نتيجة الزج بهم في جبهات القتال أثناء معاركها ضد الشرعية اليمنية، خلال العامين الماضيين.
وكشفت إحصاءات سرية عن مصادر مقربة من المليشيا الانقلابية أن هذه الأرقام غير متداولة وسرية للغاية، كما أن المليشيا تحرص دائماً على إخفائها، وأشارت المصادر إلى أن هناك عددا كبيرا من الأطفال ستلازمهم إعاقاتهم مدى الحياة.
وأكدت المصادر استمرار مليشيا الحوثي في عمليات الحشد لجبهاتهم القتالية التي تضم مئات الأطفال من مختلف مديريات محافظة حجة.
واعترف القيادي في مليشيا الحوثي عبدالمجيد الحوثي بضلوع مليشياتهم الانقلابية بجريمة تجنيد أكثر من ألف طفل ضمن ما يسمى الملتقى الإسلامي التابع للمليشيا والممول من إيران.
وعلى الصعيد السوري، لم يكن المال الذي وفرته الدوحة للمليشيات المتحاربة على الأرض السورية، والذي أدى اندماجها إلى خروج تنظيم داعش الإرهابي، إلا وسيلة لتدمير التراث العالمي في تدمر السورية.
ودمر داعش آثارا في تدمر بشرق سوريا والمدرجة على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي للبشرية، بعد أكثر من شهر على استيلائه مجددا عليها.
حيث دمرت، وفق المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم، واجهة المسرح الروماني وأعمدة الترابيلون في تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي.
كان التنظيم قد استولى المرة الأولى على تدمر في مايو 2015، وارتكب طوال فترة سيطرته عليها أعمالا وحشية.
ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ"لؤلؤة الصحراء" إلى أكثر من ألفي سنة، وهي مدرجة على قائمة منظمة اليونسكو، وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.
وأعرب عبدالكريم عن خوفه من المستقبل طالما بقي داعش في المدينة، قائلا: "قلنا منذ اليوم الأول إن هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا"، مضيفا: "عشنا الرعب في المرحلة الأولى، ولم أتوقع أن تحتل المدينة مرة ثانية".
وتبلغ مدة ولاية مدير عام اليونسكو 4 سنوات وتجدد لمرة واحدة. ويفوز بمنصب المدير العام المرشح الذي يحصل على أغلبية مطلقة (30 صوتا) من بين 58 صوتا (عدد الأعضاء) في أي من الجولات الأربع خلال الفترة من 9 إلى 12 أكتوبر/تشرين الأول، وإذا تعذر ذلك، تعقد جولة خامسة وأخيرة دون شرط الأغلبية المطلقة هذه المرة.
وتواجه اليونيسكو أزمة عجز مالي يصل إلى 329 مليون يورو تقريبا، تتعهد قطر بسده وتقديم دعم مالي إضافي، ويرى المنيسي في هذا سببا آخر وأساسيا لتفوق المرشح القطري عن غيره.