قطر تضر شعبها حين تعزله عن محيطه وتبذر أمواله على دعم جماعات إرهابية متطرفة ولقاءات مشبوهة يراد منها شق الصف العربي والإسلامي
الدول صغيرة كانت أم كبيرة تلتزم بنهج المؤسسات والفقرات الدستورية الناظمة لعملها، لكن الحال في قطر يختلف عن هذا النظام لتتخلف الدوحة طبعا عن ركب السياسات الرصينة التي تخدم محيطها الخليجي والعربي، وبواقعية سياسية متناهية تأخذ الدوحة منحى التبعية للمحور الفارسي والتركي هذه الأيام، فضلا عن اعتماد سياسة الإخوان غير المفيدة.
لأن مشكلة قطر في جميع سياساتها تكمن في طريقة التعاطي مع مسألة الأمن القومي الخليجي ثم العربي، تدعم الدوحة هذه الأيام تدخلات أردوغان العبثية في ليبيا ضد الجيش الوطني الذي يزحف نحو طرابلس العاصمة بغية تحريرها من الإرهاب وسطوة المليشيات التي أفشلت كل جهد دولي وإقليمي يريد الخير لليبيين.
ولا يوجد على صعيد الحكم في قطر اليوم تسمية رسمية لولي عهد في البلاد، وهذا مرده إلى تنفيذ أوامر "الحمدين" اللذين يسيطران على قرار الشيخ تميم أمير الدولة الحالي، كما يتمتع الصهيوني عزمي بشارة بنفوذ كبيرة داخل الديوان الأميري وجميع مفاصل الدولة، وتقدرُ صحف غربية متابعة حجم الأموال التي حصل ويحصل عليها بشارة من الخزينة القطرية بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً.
ولعل متلازمة الحقد الإعلامي والسياسي في قطر وأذرعها على شخص أهم وليي عهدٍ في المنطقة والعالم وهما الأمير محمد بن سلمان في السعودية والشيخ محمد بن زايد في الإمارات مردها افتقاد قطر لهذا الوضوح في أسلوب الحكم الرشيد الذي يميز مسيرة الرياض وأبوظبي في شتى المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية والاجتماعية.
ولا مكان للمقارنة هنا أبدا بين تحالف عربي سعودي إماراتي يدعم العرب وينشط في مساعدتهم، ودولةٍ مثل قطر تضر شعبها حين تعزله عن محيطه وتبذر أمواله على دعم جماعات إرهابية متطرفة ولقاءات مشبوهة يراد منها شق الصف العربي والإسلامي كما حصل مؤخراً في اجتماع كوالالمبور الفاشل.
ولأن مشكلة قطر في جميع سياساتها تكمن في طريقة التعاطي مع مسألة الأمن القومي الخليجي ثم العربي، تدعم الدوحة هذه الأيام تدخلات أردوغان العبثية في ليبيا ضد الجيش الوطني الذي يزحف نحو طرابلس العاصمة بغية تحريرها من الإرهاب وسطوة المليشيات التي أفشلت كل جهد دولي وإقليمي يريد الخير لليبيين.
وحين نعرَّجُ بشكل سريع أيضاً على دور إعلام قطر ودكاكين عزمي بشارة الصحفية حيال ما يجري في العراق ولبنان من حراك شعبي يرفض هيمنة عملاء إيران ويطالب بطردهم نلاحظ تلك التعليمات القطرية المشددة على المراسلين والعاملين من أجل تبرير جرائم الولي الفقيه وتلميع إرهاب مليشياتها في هذين البلدين دون التطرق لأصل الخبر في نقل الواقع والحقيقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة