"كوارانتينا".. استراتيجية اتبعتها إيطاليا قبل قرون لمواجهة الأوبئة
الحجر الصحي أو الكوارانتينا quarantina هو فترة العزلة القسرية وتبلغ 40 يوما وتستخدم قديما لمواجهة خطر انتشار الأوبئة ومنع العدوى.
"الحجر الصحي" مصطلح غاب عن مسامع العالم سنوات كثيرة، لكنه عاد للظهور مرة أخرى وبقوة منذ تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في العالم منطلقا من مدينة ووهان الصينية.
Quarantine بالإنجليزية أو quarantena بالإيطالية أو حتى "كوارانتينا" بالعربية، جميعها مرادفات لكلمة الحجر الصحي، المصطلح الذي انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأصبح نهجاً اتبعه عدد من الدول للحد من انتشار الفيروس التاجي، من أبرزهم إيطاليا.
الحجر الصحي أو "كوارانتينا" quarantina هو فترة العزلة القسرية التي تستخدم منذ القدم لمواجهة خطر انتشار الأوبئة ومنع العدوى. الاسم ذو الأصول الإيطالية الذي يعني الـ40، المُعبر عن الاستراتيجية الصحية المكونة من 40 يوماً تمثل في الأصل المدة المثالية للفصل بين المصابين وبقية السكان.
وترجع الغالبية العظمى من العلماء أصل كلمة "الحجر الصحي" إلى الأحداث التي وقعت في القرن الرابع عشر، عندما انتشر وباء بين عامي 1348 و1359 اشتهر باسم "الطاعون الأسود"، الذي أودى بحياة أكثر من 20 مليون شخص، بحسب صحيفة "ilriformista" الإيطالية.
وتشير كلمة quarantena التي هي في الأصل quarantina كلمة فينيسية (نسبة إلى مدينة فينيسيا) إلى مدة العزل الـ40 يوماً التي كانت تجرى على السفن والأشخاص قبل دخول بحيرة جمهورية البندقية، الإجراء الوقائي ضد الطاعون الأسود الذي اشتعل في ذاك الوقت والذي أباد 30% من سكان أوروبا وآسيا.
لذلك يشير الحجر الصحي إلى فترة العزلة التي فُرضت على السفن المشتبه في حملها الأشخاص أو الحيوانات المعدية، ويعود تحديد هذه المدة على وجه الخصوص إلى الاعتقاد بأنه بعد هذه الفترة الزمنية لا يعد مرض الطاعون معدياً.
وعلى مر القرون، استخدم الحجر الصحي لمكافحة الأوبئة المتعددة، بما في ذلك مرض الزهري في أواخر القرن الخامس عشر، والحمى الصفراء في إسبانيا في أوائل القرن التاسع عشر، والكوليرا الآسيوية في عام 1831 وغيرها الكثير.
أما في الوقت الحاضر، ورغم أن الحجر الصحي لا يدوم بالضرورة 40 يوماً، لكن هذا المصطلح مستمر في الإشارة إلى التزام المريض بالعيش بعيداً عن الاتصال بالأشخاص الأصحاء لفترة معينة من الوقت، التي تستمر في "زمن الكورونا" الآن أسبوعين أو 3 أسابيع، بدلاً من الـ"quarantena" أو 40 يوماً كما عبرت اللغة الإيطالية عن طريقة علاجها للأوبئة.
