ما هي السورة القرآنية التي نزلت بين مكة والمدينة؟
يتضمن المصحف الشريف 114 سورة أنزلها الله عز وجل على خاتم المرسلين بعضها مكية والأخرى مدنية، لكن هناك واحدة فقط نزلت بينهما فما هي؟
هناك اختلاف بين الفقهاء وأهل العلم بشأن بعض السور التي نزلت على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في مكة، والأخرى التي نزلت في المدينة.
وعلى مدار 23 عاما تلقى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم الوحي من سيدنا جبريل عليه السلام، بينها 13 سنة في مكة و10 في المدينة، قيل إن هناك سورة واحدة نزلت بين مكة والمدينة هي سورة الْقَصَصِ.
وسُوْرَة الْقَصَصِ مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء، وقال مقاتل: "فيها من المدني، بالتحديد من قوله تعالى: {الَّذِينَ ءاتَيْنَهُمُ الْكِتَبَ مِنْ قَبْلِهِ} إلى قوله تعالى: {لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِين}".
بينما قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَما وقتادة: مكية إلا آية نزلت بين مكة والمدينة، وذكر السيوطي أنها نزلت هي وأواخر الحديد في أصحاب النجاشي، وقال ابن سلام: نزلت بالجحفة في وقت هجرة النبي إلى المدينة، وهي قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد}.
أما وفق الضوابط التي وضعها العلماء للتميز بين المكي والمدني، فإن سياق النص في سورة القصص الشريفة يدل على مكيتها وكونها ذات صبغة مكية.
أيضا لما اشتملت عليه من ذكر القصص بإسهاب، ومن الدلائل على توحيد الله عزل وجل بأسلوب الجملة الطويلة، وخلوها من الجملة القصيرة، وتكرار ذكر الله عَزَّ وجَلَّ، واليوم الآخر فيها، وكل ذلك من ضوابط السور المكية.
سورة القصص تقع في الجزء العشرين من القرآن الكريم، وعدد أياتها 88، ويصنفها أغلب العلماء بـ"المكية"، وسميت بهذا الاسم لأنها تطرقت بالتفصيل لقصة سيدنا موسى عليه السلام منذ أن كان صغيراً إلى أن بعثه الله رسولاً ونبياً.
أيضا القصص تناولت العديد من المواضيع، وروت العديد من القصص خلال الفترة التي عاش فيها سيدنا موسى عليه السلام، من بينها:
1- المنّ على بني إسرائيل
في بداية السورة يبين الله عز وجل كيف منّ على بني إسرائيل من بعد أن كانوا مستضعفين في الأرض حينما كان الفرعون يقتل رجالهم، ويستحيي نساءهم، وما في ذلك الأمر من البلاء العظيم.
2- طفولة سيدنا موسى
تتحدث الآيات الكريمة في سورة القصص بعد ذلك عن قصة سيدنا موسى عليه السلام؛ حيث أوحى الله إلى أمه أن تلقيه في اليمّ، حيث كان الفرعون وقتها يقتل أطفال بني إسرائيل، فوضعته أم موسى في تابوت، ثم ألقته في اليمّ من بعد أن ربط الله على قلبها، ووعدها بإرجاعه إليها وجعله من المرسلين، فرأت امرأة الفرعون هذا التابوت الذي يحمل موسى، والتقطه آل فرعون، فتربى موسى عليه السلام في قصره، وحرّم الله سبحانه عليه المراضع، لتأتي أخته لتخبر آل فرعون أنها تعلم مرضعة له، فتذهب به إلى أمه، ويتحقق وعد الله لها بإرجاعه إليها، ويقر فؤادها برؤيته مجدداً.
3- خروج سيدنا موسى إلى مدين
تتحدث الآيات الكريمة بعدها عن خروج موسى عليه السلام إلى أهل مدين بعد أن جاءه رجلٌ ينصحه بالخروج؛ لأنّ القوم يأتمرون به ليقتلوه، وعند ماء مدين يرى موسى عليه السلام فتاتين تحاولان أن تسقيا الماء فلا تستطيعان؛ بسبب ازدحام الرجال حوله، فيبادر موسى عليه السلام لسقاية الماء لهما، ثم يتولى إلى الظل وهو يدعو: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 24].
4- لقاء والد الفتاتين
تتطرق الآية الكريمة إلى لقاء موسى عليه السلام بوالد الفتاتين اللتين سقى لهما، وزواجه من إحداهما مقابل أن يعمل عند الرجل الصالح ثماني حجج أو عشر، فيستوفي موسى عليه السلام أوفى الأجلين.
5- قصة قارون
تتحدث الآيات الكريمة في سورة القصص عن قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام، ولكنه استكبر وبغى عليهم، وآتاه الله الكثير من الأموال، حتى أنّ مفاتيح خزائن تلك الأموال كان يعجز عن حملها الجماعة أولي القوة، وفي يوم من الأيام، وبينما كان قارون يمشي متبختراً بين قومه، متفاخراً بأمواله، خُسفت الأرض من تحته، وهوت به في أسفل سافلين، لتكون قصته عبرة لأولي الألباب، ودرساً في وجوب شكر نعمة الله تعالى وفضله على الناس.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز