حدث في رمضان.. عقبة بن نافع يبني مسجد القيروان
في رمضان عام 56 هجرية قام والي إفريقيا الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه ببناء مسجد القيروان
في عهد الخليفة الأموي الأول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قام والي إفريقيا الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه بإنشاء مدينة القيروان على بُعد 155 كيلومترا من العاصمة التونسية عام 50 هجريا.
والقيروان هي رابع الحضارات التي أسّسها المسلمون في بلاد الفتح الإسلامي، بعد البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر، ويُعد موقعها اختيارا ذكيا من فاتحها عقبة بن نافع؛ حيث تأسست بعيدا عن شاطئ البحر المتوسط وبالقرب من الصحراء؛ لتكون بعيدة عن الهجمات البحرية للجيش البيزنطي، وخُططت هذه المدينة حول نواة جامع من الطين والحجر، وفي أقل من قرن أصبحت بوابة الغرب الإسلامي، الذي سرعان ما شمل بلاد الأندلس، ومن بعدها جزيرة صقلية المجاورة.
وقد رسمت ملامح المدينة العمرانية بدقة وإتقان، وأظهرت دقة ومهارة العلماء والحرفيين، حتى أصحبت الثقافة القيروانية ثقافة مضيئة لم ينطفئ بريقها إلى يومنا هذا.
بعد ذلك قام عقبة بن نافع ببناء الجامع فيها ليكون أول جامع يُبنى في المغرب العربي، وكان ذلك في شهر رمضان 56هـ - 670م، وقد كان الجامع يُعد معقلا لانطلاق المجاهدين لفتح البلاد، ونشْر الأمن والاستقرار في بلاد المغرب بشكل عام، وكان هذا هو دأب المسلمين في الأمصار الجديدة، وقد استغرق بناء المسجد 5 أعوام بسبب انشغالهم بالفتوحات والجهاد.
كان الجامع حين إنشائه بسيطا صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، ولكن بعد ذلك قام الحكام بتجديده في العصور التالية حتى وصل إلى صرح إسلامي كبير، وأصبح أضخم المساجد في المغرب الإسلامي
وتبلغ مساحة الجامع الإجمالية قرابة 9700 متر مربع، ومقياسه كالتالي: طوله يبلغ نحو 126 مترا، وعرضه يبلغ نحو 77 مترا، وبيت الصلاة فيه واسع، ومساحته كبيرة، يستند إلى مئات الأعمدة الرخامية، هذا إلى جانب صحن فسيح الأرجاء تُحيط به الأروقة، ومع ضخامة مساحته فجامع القيروان الكبير أو جامع عقبة بن نافع يُعد أيضًا تحفة معمارية وأحد أروع المعالم الإسلامية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز