بعد 5 أعوام.. «رمسيس» في مهمة فضائية لحماية الأرض
بعد مرور 30 عاما على الاصطدام الدراماتيكي للمذنب "شوميكر-ليفي 9" مع كوكب المشتري في 16 يوليو/ تموز 1994، والذي أثار اهتماما كبيرا بالدفاع الكوكبي، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) عن مهمة جديدة تهدف إلى حماية الأرض من تهديدات مماثلة.
وحصل برنامج سلامة الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية على الضوء الأخضر لبدء الأعمال التحضيرية لمهمة أبوفيس السريعة لسلامة الفضاء (رمسيس).
وستلتقي المركبة "رمسيس" بالكويكب "أبوفيس" وستراقبه بعد 5 سنوات أثناء تحليقه بالقرب من الأرض بشكل استثنائي في عام 2029، وتهدف هذه المهمة إلى دراسة كيفية تأثير جاذبية الأرض على الخصائص الفيزيائية للكويكب، مما يعزز قدرتنا على الدفاع ضد الاصطدامات المستقبلية المحتملة.
وسيمر "أبوفيس"، الذي يبلغ عرضه حوالي 375 مترا، على مسافة 32 ألف كيلومتر من الأرض في 13 أبريل/ نيسان 2029، وهي مسافة قريبة بما يكفي لتكون مرئية بالعين المجردة لحوالي ملياري شخص في جميع أنحاء أوروبا وأفريقيا وأجزاء من آسيا، وعلى الرغم من أن علماء الفلك استبعدوا أي فرصة للاصطدام بالأرض خلال المائة عام القادمة على الأقل، إلا أن اللقاء القريب يمثل فرصة علمية فريدة من نوعها.
ويقول باتريك ميشيل، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي في مرصد لا كوت دازور: "هذه ظاهرة طبيعية نادرة، فالطبيعة تجلب إلينا كويكبا وتجري تجربة يمكننا مراقبتها، مما يوفر رؤى قيمة حول كيفية استجابة الكويكبات للقوى الخارجية".
ومن المقرر إطلاق رمسيس في أبريل/ نيسان 2028، ليصل إلى أبوفيس في فبراير/ شباط 2029، أي قبل شهرين من اقتراب الكويكب من مسافة قريبة.
وستستخدم المهمة مجموعة من الأدوات العلمية لإجراء مسوحات شاملة لشكل أبوفيس وسطحه ومداره ودورانه واتجاهه، قبل وبعد التحليق.
وستساعد هذه الملاحظات العلماء على فهم تكوين الكويكب وبنيته وتأثيرات قوى المد والجزر، والتي تعتبر ضرورية لتطوير استراتيجيات دفاع كوكبية فعالة.
وقامت ناسا أيضًا بإعادة توجيه مركبتها الفضائية "أوزيريس ريكس" نحو أبوفيس، وسيصل المسبار، الذي أُعيد تسميته بـ "أوزوريس-أبيكس"، إلى الكويكب بعد حوالي شهر من التحليق بالقرب من الأرض، مما يسمح بإجراء تحقيقات علمية إضافية وقياس التأثيرات طويلة المدى.
ويقول ريتشارد مويسل، رئيس مكتب الدفاع الكوكبي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: "يُظهر هذا التعاون الدولي قدرتنا على إعادة توجيه الكويكب إذا لزم الأمر، وستظهر المركبة رمسيس أنه يمكننا نشر مهمة استطلاع بسرعة لتحليل مدار الكويكب القادم وبنيته، وهي خطوة حيوية في استراتيجية الدفاع الكوكبي لدينا".
وسيتم اتخاذ القرار النهائي للالتزام بمهمة رمسيس في اجتماع المجلس الوزاري لوكالة الفضاء الأوروبية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، وفي غضون ذلك، ستستمر الأعمال التحضيرية، بناء على التكنولوجيا والخبرة التي تم تطويرها لمهمات وكالة الفضاء الأوروبية السابقة.
aXA6IDMuMTQyLjI1NS4yMyA= جزيرة ام اند امز