انطلاق أعمال مؤتمر "كوب 13" في الإمارات بمشاركة 158 دولة
المؤتمر يشارك به أكثر من 1000 متخصص وخبير ومسؤول، يمثلون 158 دولة حول العالم من الدول الموقعة على اتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار".
انطلقت أعمال الدورة الـ13 من مؤتمر دول الأطراف في اتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار" (كوب 13)، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في وزارة التغير المناخي والبيئة وبلدية دبي حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويشارك في الدورة ما يزيد على 1000 متخصص وخبير ومسؤول، يمثلون 158 دولة حول العالم من الدول الموقعة على اتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار".
وستركز جلسات ومناقشات الدورة الجديدة على أهم القضايا والتحديات العالمية التي تواجه الأراضي الرطبة حول العالم، في ظل ما يشهده المجتمع الدولي من تداعيات التغير المناخي وتأثيراتها السلبية، كما ستتناول المناقشات التطور الحاصل على صعيد تحقيق أهداف "اتفاقية رامسار" للتعاون الدولي في حماية الأراضي الرطبة، والاستخدام الحكيم والمستدام لمواردها.
وتشمل أهداف المناقشات التي ستتناولها الدورة الجديدة قيام الدول الأطراف في الاتفاقية بتخطيط وإقرار سياستها في جميع المواضيع المتعلقة بالأراضي الرطبة للسنوات الثلاث المقبلة، إضافة إلى تبني 26 مسودة قرار تستهدف حماية هذا النوع من الأراضي والمحميات وضمان استدامة مواردها الطبيعية وتنوعها الأحيائي.
وخلال حفل افتتاح الدورة الجديدة، الذي حضره رزان خليفة المبارك أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي، والمهندس داود عبدالرحمن الهاجري مدير عام دبي، ومارثا روخاس أوريغو الأمينة العامة لاتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة؛ قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، في كلمته الافتتاحية: "إن اختيار دولة الإمارات لاستضافة هذا الحدث العالمي يعد تأكيدا على الدور البارز الذي تلعبه الدورة في الحفاظ على البيئة وحماية مواردها الطبيعية وضمان استدامتها، وتوضيحاً للنهج المتوازن الذي تعتمده القيادة الرشيدة الذي أسهم في إحداث توازن فعال بين تحقيق النمو والتطور الاقتصادي والحضاري، والحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة للقطاعات كافة".
وأضاف الزيودي، أن "استضافة هذه الفعالية العالمية بما تضمه من نخبة من المتخصصين والخبراء وصناع القرار من شأنها المساهمة في تعزيز التعاون والجهود المبذولة عالميا في الحفاظ على الأراضي الرطبة وتأكيد أهميتها ورفع الوعي العام بها".
وأكدت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، أهمية هذا الحدث الذي يعد مناسبة مهمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تستضيف مؤتمر الأطراف لاتفاقية رامسار للمحافظة على الأراضي الرطبة للمرة الأولى، الأمر الذي سيعزز من مكانة الدولة ودورها الرائد في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي بشكل عام، والأراضي الرطبة بشكل خاص. ومن دواعي فخرنا أن يعقد هذا الاجتماع المهم ونحن نحتفل بـ"عام زايد" الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي كان أحد رواد حماية البيئة في العالم، واشتهر بحبه ورعايته للتنوع البيولوجي بصوره كافة.
وأضافت المبارك، أن "اتفاقية رامسار، التي تركز على أهمية الاستخدام الرشيد للأراضي الرطبة، لم تكن أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، نظراً للتهديدات التي تتعرض لها هذه النظم البيئية الغنية، بسبب الأنشطة البشرية والتوسع الحضري وحتى تغير المناخ".
وذكرت الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: "نحن ملتزمون بحماية الأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي بها بشكل مستمر، ويعتبر الاعتراف الدولي بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة- الموقع الوحيد في الخليج الذي يتكاثر فيه طائر الفلامنجو بانتظام - في عامي 2016 و2017 على التوالي كموقع مهم للطيور المائية وضمها إلى مواقع رامسار للأراضي الرطبة، دليلا حقيقيا على هذا الالتزام".
وأضافت المبارك أنه على الرغم من أن التحديات المتعلقة بالحفاظ على الأراضي الرطبة حقيقية وكبيرة، فإن هناك فرصا غير محدودة للتعاون الجاد واكتشاف حلول ذكية ومبتكرة للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية. إن جهودنا الجماعية لمعالجة هذا التحدي ستضمن لنا حماية الأراضى الرطبة ليس فقط لنا وإنما للأجيال القادمة أيضاً".
وأعرب المهندس داود عبدالرحمن الهاجري مدير عام بلدية دبي، الراعي الرسمي للمؤتمر، عن سعادته باستضافة المؤتمر الذي يجمع بين مندوبي الدول المشاركة من مختلف أنحاء العالم لبحث الحلول المتاحة لحماية النظم البيئة الحيوية الهامة، وقال: "إن استضافة دبي للدورة الحالية من المؤتمر ستسهم بشكل كبير في تعريف العالم بالجهود المبذولة محلياً لحماية الأراضي الرطبة في الإمارة والدولة بشكل عام، وإلى الدور العالمي البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في حماية البيئة ومواردها الطبيعية بشكل عام".
وأشار إلى أن "إمارة دبي وضمن جهودها المتواصلة لحماية البيئة وبالأخص الأراضي الرطبة، تمكنت من حماية وتطوير محمية رأس الخور التي تشكل تجمعا مميزا لأعداد كبيرة من الطيور والموارد الطبيعية للأراضي الرطبة".
ومن جانبها، قالت مارثا روخاس أوريغو الأمينة العامة لاتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة: "تتلاشى الأراضي الرطبة حول العالم بمعدلات تنذر بالخطر، بدءاً من غابات المانجروف ووصولاً إلى الأنهار، ما يتطلب تعزيز الحراك والجهود العالمية المبذولة لحمايتها، ورفع مستوى الوعي العام لفئات المجتمع كافة بأهميتها وبطبيعة الخدمات التي نوفرها من خلالها، ومن أهمها التكامل بين حماية الأراضي الرطبة واستخدامها الرشيد واستصلاحها، وبين جميع السياسات المعتمدة في مختلف القطاعات المجتمعية".
وأضافت: "ومع انعقاد هذا المؤتمر لأول مرة في دولة عربية، نحن على ثقة بأن دولة الإمارات قادرة على قيادة الجهود الرامية لتعزيز قضية الأراضي الرطبة".
وشهد افتتاح الدورة الـ13 من المؤتمر توزيع جوائز اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة، حيث فازت "مؤسسة الطبيعة العالمية" الإسبانية بجائزة الاستخدام الرشيد للأراضي الرطبة، تقديراً لمساهماتها في الاستخدام المستدام للأراضي الرطبة على المدى البعيد، كما فازت "شبكة العمل المناخي للشباب - في ساموا" بجائزة أبطال الأراضي الرطبة الشباب، وما جوانجرن الأمين العام لجمعية الحفاظ على الأراضي الرطبة، نظير مساهماته الكبيرة في حماية الأراضي الرطبة واستخدامها الرشيد في الصين.
وخلال الدورة الحالية للمؤتمر، ستقدم أمانة اتفاقية "رامسار"، للمرة الأولى، شهادات اعتماد "مدينة أراضٍ رطبة" للإشادة بجهود 18 مدينة قامت بخطوات استثنائية لحماية أراضيها الرطبة الحضرية.
إلى ذلك أشار تقرير "توقعات الأراضي الرطبة العالمية 2018" GWO، الذي صدر مؤخراً عن اتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة، إلى انحسار سريع تشهده تلك الأراضي حول العالم، مسلطاً الضوء على تراجعها بنسبة 35% منذ عام 1970. وأكد معدّو التقرير على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية تمنع ظهور التداعيات الخطيرة لهذا الانحسار في المستقبل. وسيتم التطرق إلى نتائج التقرير خلال مناقشات الدورة الحالية من "كوب 13"، والتصويت على مسودة القرارات الصادرة عن المؤتمر.
جدير بالذكر أن استضافة الدورة الـ13 من مؤتمر دول الأطراف في اتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار" (كوب 13) تحت رعاية بلدية دبي (راع رئيسي)، إضافة إلى هيئة البيئة في أبوظبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، ومؤسسة مواصلات الإمارات، وشركتي توتال وإنجي للطاقة.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjIwMCA= جزيرة ام اند امز