وزير إيراني في ورطة "صور بدون حجاب".. أنباء عن استقالة الجنرال رستم قاسمي
بعدما تعرض انتقادات إيرانية واسعة إثر ظهوره مع امرأة بدون حجاب، تتردد الأنباء عن استقالة وزير النقل والتنمية الحضرية والقائد السابق في الحرس الثوري الجنرال رستم قاسمي.
ولم تمر 24 ساعة على فضيحة تسريب صور الوزير حتى أكد موقع إخباري رسمي، أن قاسمي وضع استقالته في مكتب الرئيس إبراهيم رئيسي.
ونقلت مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، عن موقع "الأخبار العاجلة" الإيراني، قوله إن "رستم قاسمي وزير النقل والتنمية الحضرية وضع استقالته اليوم في مكتب الرئيس إبراهيم رئيسي".
وقال مصدر حكومي للموقع الإيراني، إن "رحيل رستم قاسمي من الكابينة الوزارية أصبحت قضية محسومة وقطعية بالنسبة له"، مشيراً إلى أنه "سيعلن استقالته من منصبه بعد موافقة الرئيس إبراهيم رئيسي على طلب بشأن ذلك".
ولم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة الإيرانية أو المتحدث باسمها علي بهادري جهرمي بشأن استقالة الوزير قاسمي من منصبه.
وجاء تسريب الصور التي لم يتأكد من صحتها في ظل احتجاجات واسعة بالبلاد مستمرة منذ 45 يوما شهدت مقتل العشرات من النساء جراء رفضهن للحجاب والمطالبة بتغيير ارتدائه إلى اختياري.
الصور التي سربها إعلام إيراني مقرب من الإصلاحيين، الإثنين، تظهر قاسمي مع امرأة لا ترتدي الحجاب في ماليزيا، دفع الإيرانيين إلى توجيه انتقادات حادة للوزير ذاته التي تقوم حكومته بقمع المتظاهرات بشدة.
تحقيقات برلمانية ورئاسية
بدوره، قال عضو البرلمان الإيراني إقبال شاكري، الأربعاء، إن على رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي التحقيق في وضع وزير النقل والتنمية الحضرية رستم قاسمي بأسرع وقت ممكن وإعلان تلك التحقيقات إلى البرلمان.
وأضاف شاكري في حديثه لوكالة أنباء "إيلنا" العمالية بشأن تسريب الصور الفاضحة للوزير قاسمي مع امرأة بدون حجاب في ماليزيا، "إذا كان شخص ما مريضاً جسدياً ومعوقاً، فسوف يواجه مشاكل في العمل".
وتابع: "في رأيي ليس هناك من هو أفضل من النائب الأول للرئيس محمد مخبر والرئيس نفسه للتحقيق في قضية قاسمي ومشاركة البرلمان بشأن تسريب الصور".
وأوضح "أنا أقول هذا من أجل رستم قاسمي لا نضغط عليه والعياذ بالله نواجهه بمشاكل أخرى"، مبيناً إذا كان قاسمي مريضاً ويعاني من مشاكل صحية فعليه مغادرة الحكومة.
انتقادات واسعة
ورصدت مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، ردود الفعل حول هذه الصور التي انتشرت بسرعة على الشبكات الاجتماعية، رفضاً لازدواجية السلطات التي اعتبروها تفرض الحجاب على الإيرانيات وتستثني المسؤولين، فيما لم يرد تعليق رسمي من طهران حول الواقعة.
ورد نجم كرة القدم الإيراني المهاجم السابق، علي كريمي، على هذه الصورة ساخراً من القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني.
وقال كريمي في تغريدة على تويتر: "أيها الجندي، لا تقتل أبناء وطنك من أجل أناس مثل هذا".
فيما قالت تقارير صحفية إن أول من سرب هذه الصور هو الصحفي "شهيد علوي"، مراسل "إيران إنترناشيونال".
وكتب علوي عن مكان وزمان هذه الصور التي تم التقاطها في عام 2011 في المنطقة الخلفية من برجي بتروناس التوأم في كوالالمبور.
الناشط الإيراني "حسين باستاني" علق على الصور المنسوبة لقاسمي موجهاً خطابه إلى قوات الباسيج التي تقمع المتظاهرين حاليا، قائلا: "بعض الناس ينصحون شباب الباسيج بعدم سفك الدماء لأمثال رستم قاسمي، لكن الكثير من هؤلاء الشباب هم بالتحديد من أجل تحقيق إمكانيات رستم قاسمي القائد العسكري، معظمهم ليسوا من لديهم معتقدات خاطئة: فهم في الأساس لا يؤمنون بأي شيء".
رئيس غرفة الأخبار في قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة، مريم مقدم، كتبت في حسابها عبر "تويتر": "مهسا أميني، ونيكا شاكرمي، وغيرهما من النساء، قتلن بسبب الحجاب الإجباري، حتى يتمكن رستم قاسمي القائد بالحرس من السفر حول العالم مع زوجته بدون الحجاب.
الكاتب والصحفية الإيرانية سيما ثابت، كانت لها وجهة نظر بشأن الصور، حيث قالت: "قادة الحرس الثوري الإيراني يأمرون علنًا بالقتل سرًا ليحظوا بحياة رومانسية!، عدم ارتداء الحجاب محظور على الفتيات الإيرانيات فقط، بل يتم قتلهن أيضاً، ولكن هذا لا يشمل عشيقات قادة الحرس".
الإعلامي الإيراني إحسان سلطاني، أشار في تغريدة إلى أن "التقاط رستم قاسمي الصور عام 2011 ومن عدة زوايا ونشرها في عام 2022، يعني أن الأجهزة الأمنية علمت بما فعله وزير النفط الأسبق في ماليزيا، لكن كلا من التقط الصور ظل صامتا حتى اليوم وكذلك الأجهزة الأمنية! نحن نواجه رسمياً حكومة مكونة من العديد من مجموعات المافيا".
الصور عام 2011
بدوره، قال موقع "آفتاب نيوز" الإصلاحي، إن "رستم قاسمي التقط صوراً مع زوجته في العاصمة الماليزية كوالالمبور وهي من دون حجاب"، مضيفا أن هذه الصورة التقطت عام 2011 أي بعد عامين على وفاة زوجته "مرضية سادات مير شفيعي".
وأشار الموقع إلى أن "الصور المنشورة لرستم قاسمي مرتبطة برحلته إلى ماليزيا عام 2011، وكان قاسمي وزير النفط في ذلك الوقت في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد".
وتشهد إيران احتجاجات واسعة أشعلتها وفاة الفتاة الكردية "مهسا أميني" التي جرى اعتقالها على أيدي شرطة الأخلاق في طهران بسبب عدم ارتداء الحجاب الذي تفرضه السلطات.
وفي انتفاضة الـ45 يومًا الماضية في مختلف مدن إيران، قتل أكثر من 250 شخصًا على يد قوات القمع، من بينهم 28 طفلاً.
أول تعقيب من مكتب رستم قاسمي
وبعد نشر الصور، وصف مستشار قاسمي، علي جعفري، نشر هذه الصور بأنه غير أخلاقي.
وكتب جعفري وهو رئيس مكتب رستم قاسمي على تويتر: "أي مدرسة أخلاقية تتوافق مع نشر الصور الخاصة للزوجين؟" لأغراض سياسية، دعونا لا نشوه الشرف والإنسانية".
من هو رستم قاسمي؟
ورستم قاسمي البالغ من العمر 58 عاماً تقلد العديد من المناصب في إيران، كان آخرها مستشار قائد فيلق القدس للشؤون الاقتصادية، ورئيس مؤسسة خاتم الأنبياء التي تعد الذراع الاقتصادية للحرس الثوري.
كما أنه يتهم بكونه مسؤولاً عن تهريب النفط الإيراني في ظل العقوبات وأحد الأشخاص الذين يتولون تمويل فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في 4 سبتمبر/أيلول 2019 عقوبات على رستم قاسمي ونجله فيما يتعلق بشبكة نقل النفط التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، وأصبحت هذه الشبكة تعرف باسم "شبكة النفط في خدمة الإرهاب".