أسواق الطاقة العالمية.. مشهد معقد وعودة إلى الفحم
شهدت سوق الطاقة العالمية، بعض التطورات الهامة، والتي قد تزيد من تحركات أسعار النفط والغاز وحتى الفحم صعودا أو هبوطا، في وقت لا تزال الأسعار عموما تسجل مستويات مرتفعة.
النفط والاتفاق النووي
في قطاع النفط، أعلنت القوى العظمى عن عودة المباحثات حول الاتفاق النووي الإيراني، في محاولة للوصول إلى اتفاق يمنع إيران من إكمال مشروعها النووي.
ومن شأن الاتفاق في حال تم، أن يعيد ضخ النفط الإيراني للأسواق العالمية بقوة، إذ تنتج إيران حاليا متوسط 2.4 مليون برميل يوميا، لكن لديها قدرة فورية على زيادة الإنتاج حتى 3.85 مليون برميل يوميا.
وتقول وكالة الطاقة الدولية إن معروض النفط العالمي في الوقت الحالي لا يلبي الطلب، ما يعني الحاجة إلى مزيد من الخام؛ في وقت دعت فرنسا إلى إعادة ضخ النفط الفنزويلي للسوق العالمية لتهدئة الأسعار.
وقالت الرئاسة الفرنسية، على هامش قمة "مجموعة السبع"، في إلماو في ألمانيا، إنّ "هناك حاجة لأن تنتج الدول النفطية المزيد، استثنائياً، لتجاوز الأزمة".
وأشار قصر الإليزيه، إلى أنّ رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، على اتصال بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكذلك رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
اجتماع أوبك
والأربعاء ، تعقد منظمة البلدان المصدر للبترول "أوبك" اجتماعا لأعضائها، يعقبه بيوم واحد اجتماع لتحالف "أوبك+" لبحث تطورات سوق النفط العالمية، واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
وفي قطاع الغاز، عقد وزراء الطاقة لدول الاتحاد الأوروبي، الإثنين، اجتماعا لبحث نقص إمدادات الغاز لدول التكتل، إذ تعرضت 12 دولة من أصل 27 إلى تراجع حاد في إمدادات الغاز الروسي.
وقالت المفوضية الأوروبية، إن مجلس الاتحاد الأوروبي تبنى لائحة تهدف إلى ضمان ملء سعات تخزين الغاز في دول الكتلة قبل فصل الشتاء مع إمكانية التشارك بين الدول الأعضاء.
ونصت اللائحة على أن تخزين الغاز تحت الأرض على أراضي الدول الأعضاء يجب أن يتم ملؤه حتى 80% على الأقل من السعة قبل شتاء 2022/2023 وإلى 90% قبل الشتاء التالي.
وسيحاول الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي ملء 85% من إجمالي سعة تخزين الغاز تحت الأرض في الكتلة في عام 2022.
وقالت المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء الطاقة في الكتلة في لوكسمبورج، إنه من الضروري أن تقوم الدول بتحديث خطط الطوارئ الخاصة بها والتحول إلى وسائل بديلة لتوفير الغاز.
الطلب على الغاز
وقالت "الوضع يتدهور. بالرغم من أن إمدادات الغاز للدول الأعضاء مضمونة حاليا، إلا أن مخاطر أمن الإمداد أكبر من أي وقت مضى".
هذه التطورات من شأنها أن تزيد الطلب على الغاز من مناطق أخرى حول العالم، بعيدا عن روسيا، ما يعني أن أسعار الغاز تتجه لمستويات جديدة، في حال استمرار روسيا تقليص الإمدادات.
عودة الفحم
وفي قطاع الفحم، تتجه عديد الدول الأوروبية تدريجيا لإعادة فتح محطات مغلقة لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال الفحم، في محاولة لتجاوز أزمة نقص الغاز.
وأعلنت فرنسا إعادة فتح محطة ضخمة لتوليد الكهرباء من خلال الفحم الحجري، سبقتها ألمانيا بنفس الإجراء.
كما أعلنت النمسا عن إعادة فتح محطة تعمل بالفحم لتجاوز أزمة نقص الطاقة.
كذلك، أعلنت هولندا عن تخفيف القيود المفروضة على شركات الطاقة، الخاصة باستخدام الفحم في توليد الكهرباء، إذا تعاني هي الأخرى من نقص إمدادات الغاز الروسي.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز