الأمر تعدى حد الإساءة من لاعب كبير في حجم بوفون، فمجرد الجدال مع الحكام حتى وإن كان باحترام يعد خرقاً لقواعد وقوانين كرة القدم
أشعر بتعاطف كبير مع جيانلويجي بوفون حارس مرمى يوفنتوس، مثل الكثيرين، بعد انتهاء مشواره في دوري أبطال أوروبا بتلقيه بطاقة حمراء أمام ريال مدريد، لكن بالتأكيد لديّ بعض الملاحظات.
الأمر تعدى حد الإساءة من لاعب كبير في حجم بوفون.. فمجرد الجدال مع الحكام حتى وإن كان باحترام يعد خرقاً لقواعد وقوانين كرة القدم
بداية دعونا نتخلى عن عواطفنا، ونضع المكانة المميزة التي يتمتع بها بوفون بين قلوب متابعي كرة القدم بمختلف انتماءاتهم، بالتأكيد ما ارتكبه بحق الإنجليزي مايكل أوليفر – حكم مباراة يوفنتوس أمام ريال مدريد – يحتاج إلى وقفة كبيرة.
بوفون زاد الطين بلة بتصريحاته النارية عقب نهاية المباراة، حين وصف أوليفر بـ "الحيوان"، ربما وقتها لم يكن قد استوعب الموقف بعد، ولم يدرك أن ريال مدريد وضع حداً لمسيرة فريقه في دوري الأبطال، رغم البداية الملحمية والعودة القوية في دوري الأبطال.
الأمر تعدى حد الإساءة من لاعب كبير في حجم بوفون، فمجرد الجدال مع الحكام حتى وإن كان باحترام يعد خرقاً لقواعد وقوانين كرة القدم، فما بالك بما فعله قائد يوفنتوس ومنتخب إيطاليا؟!
لاعب مثل بوفون يتمتع بشعبية جارفة، ويمثل قدوة للملايين من الأطفال واللاعبين الشبان الطامحين للسير على دربه في المستقبل، وبغض النظر عن مدى صحة أو خطأ قرار الحكم أوليفر، فكان من الواجب على حارس يوفنتوس تقبّل الأمر بصدر رحب، وأن يظهر كقدوة حقيقية على شاشات التلفاز.
أتذكر إضراب الحكام الهواة في مدينة مانشستر العام الماضي، اعتراضاً على الإساءة التي تعرضوا لها في معظم المباريات من ضرب مبرح ولكمات وبصق، وتلقي تهديدات بالقتل عبر الهاتف.
الخطأ من أي حكم وارد حتى وإن غيّر وجهة ألقاب وبطولات، فالخطأ من طبيعة البشر ويبقى الشيء الأهم هو تداركه وعدم تكراره لاحقاً.
الحكام عنصر مهم ومؤثر من عناصر كرة القدم، والرياضة بشكل عام، يجب على الجميع أن يظهروا مزيداً من الاحترام لهم، وترك أمر توقيع العقوبات للمختصين
* نقلا عن صحيفة "الجارديان" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة