التخفيضات ملاذ الوكلاء لإنعاش سوق السيارات في مصر

السيولة في العرض والطلب بدأت تأخذ نصابها الطبيعي بعد أزمة خانقة أصابت الوكلاء والمستهلكين على حد سواء خلال الفترة الماضية

انتعشت حركة بيع السيارات في مصر مجددا بعد شهرين من التراجع الحاد إثر مقاطعة الشراء، تأثرا بحملات شعبية أشهرها "خليها تصدي" لمطالبة الوكلاء والموزعين بتخفيض أسعار السيارات في مصر.

وقال وكلاء وخبراء في سوق السيارات المصرية إن السيولة في العرض والطلب بدأت تأخذ نصابها الطبيعي، بعد أزمة خانقة أصابت الوكلاء والمستهلكين على حد سواء خلال الفترة الماضية.

يرى اللواء عبدالسلام عبدالجواد، نائب رئيس رابطة تجار السيارات وعضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية المصرية، أن سوق السيارات بدأت في استعادة حالة الرواج مجددا، منذ بداية مارس/آذار الجاري، بعد الركود جراء حركات المقاطعة التي لم تجد بديلا تقدمه للمستهلك.

• بعد شهر لـ"الزيرو الأوروبي" ميناء مصري يستقبل سيارات بـ230 مليون دولار
• بالصور.. أرخص 10 سيارات موديل 2019 في مصر

وقال لـ"العين الإخبارية" إن الوكلاء والموزعين قاموا بتخفيضات كبيرة، إضافة إلى نسب التخفيضات الجمركية التي أقرتها اتفاقية صفر جمارك على السيارات الواردة من أوروبا.

وحسب عضو شعبة السيارات بالغرفة التجارية المصرية، بلغت نسبة الارتفاع في مبيعات السيارات خلال الأيام المنقضية من الشهر الجاري 60% مقارنة بشهري فبراير/شباط ويناير/كانون الثاني، مع توقعات بوصولها إلى 100% خلال الأيام المقبلة.

ووفقا لمجلس معلومات سوق السيارات "أميك" زادت مبيعات السيارات في يناير 2019، حيث سجلت المبيعات الكلية 11.467 وحدة، مقسمة إلى 7947 وحدة لسيارات الركوب، و3520 وحدة للسيارات التجارية، مقارنة بـ10.347 وحدة مقسمة إلى 6778 وحدة لسيارات الركوب و3.569 وحدة للسيارات التجارية في 2018.

لكن تجارا قالوا إن هذه النسب التي لا تتوافق مع حركة السوق وتأثير حملات المقاطعة خلال يناير/كانون الثاني، موضحين أن المبيعات زادت لكنها لم تحقق الأرقام المستهدفة بالتزامن مع سريان اتفاقية إلغاء الجمارك على السيارات الواردة من الاتحاد الأوروبي.

• بعد "خليها تصدي" و"زيرو جمارك".. حقيقة تكدس السيارات بميناء الإسكندرية

قال علاء سبع، عضو شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية المصرية لـ"العين الإخبارية"، إن انحسار حملات المقاطعة وهدوءها الملحوظ بعد دراسة الموقف ومراجعة الأرقام الحقيقية لأسعار السيارات أنعش السوق مرة أخرى، فضلا عن عروض تخفيضات كبيرة لجأ إليها التجار والموزعون.

وقال إنه لا قلق على طرازات 2019 من تأخر بيعها مع اقتراب طرح طرازات 2020، كاشفا أن استراتيجية الشراء في السوق المصرية لا ترتبط بموديل معين، بمعنى أن المستهلك قد يقبل على شراء سيارة موديل 2017 في مثل هذا التوقيت.

كما شهدت أسواق السيارات المستعملة أيضا انتعاشة، متأثرة بتراجع حملات المقاطعة التي لم تقدم حلولا بديلة، حيث شهدت سوق السيارات المستعملة في مدينة نصر تطورا في حركة البيع والشراء، وفقا لنصر إسماعيل، مدير عام أحد أسواق السيارات في مصر، الذي أكد ارتفاع نسب المبيعات 50% خلال آخر أسبوعين.

وقال إسماعيل لـ"العين الإخبارية" إن أسواق المستعمل تتأثر بشكل مباشر بأسواق السيارات الحديثة، مرجعا سبب الركود السابق إلى حملة "خليها تصدي"، التي بدأت وانتشرت وانتهت دون أن تقدم حلولا جديدة.