قيادات دينية لـ"العين الإخبارية": زيارة البابا للإمارات مناسبة تاريخية
قيادات دينية تشيد بجهود دولة الإمارات في نشر قيم التسامح والاعتدال، بالإضافة إلى كونها بلد السلام والحب والمساواة
وصفت قيادات دينية مسلمة ومسيحية الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مطلع فبراير/ شباط المقبل، للإمارات، بـ"المناسبة التاريخية"، والتي سترسخ الحوار بين الأديان ونشر التسامح والاعتدال في العالم.
وأكدت القيادات أن الأمل المعقود على الزيارة المرتقبة يتجاوز حدود دولة الإمارات، ترسيخاً لدعم وإرساء أسس التآخي والتعايش السلمي الإنساني في المنطقة والعالم.
واعتبروا أن الزيارة تظهر الأهمية التي يعطيها البابا فرنسيس للحوار بين الأديان، مؤكدين أن اختيار الإمارات لزيارتها يحمل رمزية كبيرة، نظراً لما تمثله من مركز عالمي للوسطية والاعتدال، وإلى الدور الكبير للزيارة في نشر السلام بالمنطقة، وتعزيز قيم الحوار والتعايش السلمي بين جميع مكوناتها.
وأشادوا خلال حديثهم لـ"العين الإخبارية" بجهود دولة الإمارات في نشر قيم التسامح والاعتدال، بالإضافة إلى كونها بلد السلام والحب والمساواة بين جميع فئات المجتمع، مضيفين أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هو من رسخ ثقافة التسامح والتعايش والوئام بين قاطني دولة الإمارات، مما عزز مكانتها العالمية بين الدول في التعايش والتسامح، فضلاً عن أنها أول دولة استحدثت حقيبة وزارية للتسامح.
أهمية الحوار الحضاري بين الأديان
وتحدث الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين، مدير إدارة الإفتاء في دبي، عضو مجلس حكماء المسلمين، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، لـ"العين الإخبارية" قائلاً: "الإسلام دين حوار حضاري راق، لأنه دين عالمي يرى أن الآخر أخ له في الإنسانية، وشريك له في عمارة الكون والبناء، ودعوة الإسلام إلى الحوار دعوة محكمة تضمنتها آيات كثيرة من كتاب الله الكريم، ودعوات وتطبيقات نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم".
وتابع: "استفاد الإسلام من الحوارات الحضارية ما لم يستفده من الصدام الذي كانت تفرضه ظروف خاصة لمحاولة منعه من الوصول إلى البشرية، أو محاولة وأده في مهده، بل إن القرآن الكريم نص على أن من غايات جعل الناس شعوباً وقبائل هو التعارف والتحاور لما ينفع الناس ويمكث في الأرض".
وأضاف "الحداد": "لذلك يتعين أن يستمر هذا المنهج الإسلامي العظيم في عصرنا هذا وبأحسن صورة، لا سيما بعد أن شُوهت صورة الإسلام بفعل الغوغائيين كما شُوهت المسيحية بالهجمات الصليبية واليهودية بالأساليب الصهيونية، فكان لزاماً على أرباب الديانات السماوية أن يعيدوا الرشاد للعباد، ليتحاوروا على كلمة سواء، في القواسم المشتركة التي يعود نفعها للناس أجمعين، ويعذر بعضهم بعضا في الخصائص الذاتية التي هي لكل دين سماوي أو وضعي، لأن ذلك الاختلاف هو سنة الله في خلقه".
وأشار إلى أن الإمارات العربية المتحدة دولة إسلامية حضارية تستقي من معين الإسلام ومنهجه الواضح القائم على الاعتراف بالآخر، والاستفادة منه والتعايش معه، فتطبق هذه المنهجية الكريمة اليوم كما حققتها الحضارة الإسلامية من قبل، وهذا ما يعرفه العالم كله عنها، وتعامل به الآخرون على أساس البر والقسط، وتنشد المجتمعات والديانات الأخرى أن تكون بمثل هذا المنهج الإسلامي العريق.
وأكد "الحداد": "إقامة مؤتمر الأخوة الإنسانية الذي سيحضره شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، وكثير من الأحبار والقساوسة والرهبان، الأسبوع المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أكبر دليل على سياسية التسامح العالمي الذي تنتهجه دولة الإمارات وتعامل به الكل لإعادة الحضارة الإسلامية إلى نهجها الصحيح، لذلك تحظى دولة الإمارات بهذا التقدير والاحترام العالمي، بحيث أصبح الجواز الإماراتي الأول على مستوى العالم، أي أن الإماراتي مرحب به في كل مكان من العالم، لأنه يحمل رسالة حضارية إنسانية تسعد الجميع، كل ذلك لأنها ترى أن الآخر شريك فعال في تحقيق السعادة للإنسان، فتسهم معه بكل ما يحقق هذه السعادة البشرية".
ريادة الإمارات في نشر التسامح
من جهته، تقدم الدكتور هشام يوسف، رئيس مركز الكنيسة الإنجيلية في دبي، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات، بخالص التهاني للكنيسة العامة في الإمارات ولقيادة وشعب الإمارات.
وقال: "هذه الزيارة تعكس ريادة دولة الامارات في نشر وتطبيق الدعوة إلى التسامح واحترام الآخر والتعايش السلمي بين الجنسيات والحضارات والديانات المختلفة على أرضها الحبيبة، وحرية العبادة التي نتمتع بها جميعاً في ربوع دولة الإمارات، والاحترام المتبادل الذي يكنه البابا بصفته رئيس الكنيسة الكاثوليكية لقيادة الإمارات وحكامها ولسياستها الحكيمة".
وأشاد يوسف بمبادرات حكومة الإمارات بإنشاء وزارة التسامح التي تعكس فكر قيادة دولة الإمارات، والدور المهم الذي تضطلع به الوزارة في تقديم كل الخدمات والتسهيلات المطلوبة، لإقامة معابد وكنائس دينية لغير المسلمين، مما يؤكد تطور التجربة الإماراتية في التنمية من خلال الانفتاح على الآخر، وتوفير شروط الاستقرار والعمل والتفاعل الإنساني بين أتباع مختلف الديانات والعقائد.
تعميق الاحترام المتبادل وترسيخ الحوار بين الأديان
من جانبها، قالت راية خميس المحرزي, الواعظة في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف, إن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للإمارات تسهم في إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الأديان، وأعربت عن أملها في أن تسهم الزيارة في تعميق الاحترام المتبادل، وترسيخ الحوار بين الأديان، والعمل من أجل تعزيز السلم والسلام والأخوة بين جميع البشر.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات نجحت في تحويل فكر وقيم ومبادئ التسامح إلى نهج حياة وبرنامج عمل حكومي، من خلال استحداث وزارة للتسامح، وإصدار قانون لمكافحة التمييز والكراهية، يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، وإبرام اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز.
وشرحت راية المحرزي: "من الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها الإمارات، توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بإطلاق اسم مريم أم عيسى على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف بأبوظبي، ترسيخاً للتسامح والصلات الإنسانية بين أتباع الديانات المختلفة".
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز