"القمع" يمحو الذكريات الصادمة
فريق بحثي بمعهد سكريبس للأعصاب بولاية فلوريدا الأمريكية يحدد جزيئا رئيسيا يؤدي قمعه إلى التعافي من الصدمات.
رغم أن الخوف أمر طبيعي بل قد يكون مطلوبا في اللحظات الخطيرة لإنقاذ حياة، لكن استمراره بعد انقضاء التهديد يؤدي إلى ما يعرف بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".
وتشير دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد سكريبس للأبحاث بولاية فلوريدا الأمريكية إلى احتمالية نزع الذكريات العاطفية الصادمة التي تسبب أعراض "اضطراب ما بعد الصدمة".
وحددت كورتني ميلر، عالمة الأعصاب في معهد سكريبس، وفريقها البحثي، جزيئا رئيسيًا (أميدالا)، يؤدي قمعه إلى التعافي بشكل أسرع من الصدمات.
وخلال الدراسة التي قادتها كورتني، ونشرتها دورية "Molecular Psychiatry"، في 29 مايو/أيار الماضي، تم اختبار هذا الاكتشاف في تجارب على فئران وتم تأكيده بالعثور على هذا الجزيء في قدامى المحاربين الهولنديين بمناطق النزاع في أفغانستان.
وتقول "كورتني" في تقرير نشره موقع معهد سكريبس، الأربعاء: "بهذا الاكتشاف فإن قمع هذا الجزيء يمكن أن يؤدي إلى التعافي بشكل أسرع من الصدمات، كما أن وجوده يقدم علامة حيوية على وجود المرض".
والأدوية الرئيسية المستخدمة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، أو SSRIs وهي بالنسبة للكثيرين لا تساعد بشكل كافٍ على تفادي أعراض المرض، ولا يوجد دواء متاح يستهدف الذكريات المؤلمة نفسها، وهذه هي قيمة ما توصل له البحث الجديد، كما تؤكد كورتني.
ويعاني نحو 10% من النساء و4% من الرجال من "اضطراب ما بعد الصدمة" في مرحلة ما من حياتهم، ما يعرضهم لخطر الاكتئاب وإدمان المخدرات، مع معدلات أعلى في الأشخاص الذين خاضوا حروبا.
ويعاني ما يقدر بنحو 8 ملايين شخص سنويا في الولايات المتحدة من هذا الاضطراب الذي يؤثر على النوم والتفكير والعلاقات الاجتماعية وأداء الوظائف.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز