باحثون يرسلون طابعة ثلاثية الأبعاد إلى الفضاء.. ما أهميتها؟
تخيل مجموعة من رواد الفضاء يسافرون إلى المريخ، على بعد 140 مليون ميل من الأرض، وفجأة، اكتشفوا أن جزءا مهما من مركبتهم الفضائية مكسورا، وبدلا من الاعتماد على عدد محدود من قطع الغيار، ماذا لو كان بإمكانهم ببساطة إنشاء أي قطعة يحتاجون إليها في الفضاء؟.
فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا في بيركلي بقيادة باحث الدكتوراه تايلور واديل جعل هذا ممكنًا، حيث أرسلوا في 8 يونيو/ حزيران، تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد الجديدة إلى الفضاء لأول مرة مع مهمة " فيرجن غالاكتيك 07 ".
وأمضت الطابعة من الجيل التالي، 140 ثانية في الفضاء دون المداري على متن المركبة الفضائية "VSS Unity"، وفي هذا الوقت القصير، قامت تلقائيا بطباعة ومعالجة 4 أجزاء اختبار باستخدام بلاستيك سائل يسمى "PEGDA".
وفي السابق، كان أداء الطابعة جيدًا في الجاذبية الصغرى أثناء اختبارات الرحلات الجوية المكافئة (الرحلات التي تحاكي الجاذبية الصفرية)، لكن المهمة الأخيرة كانت الاختبار الأخير لتأكيد جاهزيتها للسفر إلى الفضاء.
ويقول تقرير نشرته جامعة كاليفورنيا، إن الفريق البحثي يأمل أن يتم استخدام هذه التكنولوجيا في المستقبل لإنشاء عناصر مختلفة في الفضاء، بدءا من أجزاء المركبة الفضائية، وحتى العناصر الطبية مثل العدسات اللاصقة وتيجان الأسنان.
وقطعت الطباعة ثلاثية الأبعاد، أو التصنيع الإضافي، شوطا طويلا منذ الثمانينيات، وتستخدم الطابعة الجديدة التي اخترعها باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي ومختبر لورانس ليفرمور الوطني في عام 2017، الضوء لإنشاء أجسام صلبة من سائل لزج، ويسمح ذلك بطباعة أسرع للأشكال الأكثر تعقيدا، وتعمل بشكل جيد في الجاذبية الصغرى، مما يجعلها مثالية للمهام الفضائية.