علماء يقهرون مكر البكتيريا.. وباحث مصري: خطوة للعلاج
"من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".. لم يجد باحث مصري أفضل من هذه العبارة، للتعبير عن سعادته باكتشاف خدعة البكتيريا لتجنب المضادات الحيوية.
تعليق الباحث المصري محمد منتصر، أستاذ الميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة الزقازيق، شمال شرق القاهرة، لبوابة "العين الإخبارية"، جاء في سياق التعبير عن سعادته بنجاح فريق بحثي أسترالي في اكتشاف خدعة تستخدمها البكتيريا لتجنب المضادات الحيوية.
وأوضح منتصر أن اللغة التي يستخدمها العدو الميكروبي هي الأدوات التي يستخدمها لغزو الجسم وتجنب العلاج، وفهم هذه اللغة، سيعين عليّ إنتاج دواء جديد أو تطوير الدواء القديم.
وكان فريق من معهد تيليثون كيدز للأمراض المعدية في أستراليا، قد نجح في اكتشاف آلية فريدة تستخدمها بكتيريا "المكورات العقدية من المجموعة أ"، لتجنب العلاج بالمضادات الحيوية، بحيلة لم يسبق لها مثيل.
ويقول منتصر: "مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، توصف بأنها الوباء القادم، إذ إنها تتسبب في عدد وفيات يتجاوز أكثر من 1.2 مليون شخص عبر العالم، لذلك فإن فهم إحدى الآليات التي تستخدمها بكتيريا خطيرة، وهي (المكورات العقدية من المجموعة أ)، هو الخطوة الأولى نحو القدرة على مكافحتها، ووصف فئات أخرى من المضادات الحيوية".
وعادة ما تسبب هذه البكتيريا التهاب الحلق والتهابات الجلد، ولكنها يمكن أن تؤدي أيضا إلى التهابات شديدة مثل الحمى القرمزية ومتلازمة الصدمة السامة.
وأثناء البحث في كيفية استجابة هذه البكتيريا للعلاج، اكتشف الفريق البحثي من معهد تيليثون كيدز للأمراض المعدية في أستراليا، آلية المقاومة الفريدة لهذه البكتيريا، والتي تعتمد على أخذ حمض الفوليك مباشرة من مضيفها البشري، وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في العدد الأخير من دورية "نيتشر كومينيكيشن".
وتحتاج البكتيريا إلى إنتاج حمض الفوليك الخاص بها لتنمو، وبالتالي تسبب المرض، وتعمل بعض المضادات الحيوية عن طريق منع إنتاج حمض الفوليك لوقف نمو البكتيريا وعلاج العدوى.
ولكن الباحثين وجدوا خلال الدراسة أن هذه البكتيريا تلجأ إلى مصدر بديل للحصول على حمض الفوليك، عند منعها من إنتاجه، حيث تحصل عليه من خارج خلاياها، حيث يتوفر هذا الحمض بكثرة في أجسامنا.
وتتيح هذه العملية للبكتريا تجنب "السلفاميثوكسازول"، وهو مضاد حيوي يثبط تخليق حمض الفوليك داخل البكتيريا، مما يجعل الدواء غير فعال.
وحددت الدراسة جينا واحدا وهو (thfT)، المسؤول من نظام حصاد حمض الفوليك، والذي لا يختلف عن نظامنا البشري، حيث لا يمكننا أيضا إنتاج حمض الفوليك، ويجب أن نحصل عليه من طعامنا.
ويقول تيموثي بارنيت، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره، الأحد، موقع "ساينس أيرت": "وجدت بكتيريا (المكورات العقدية من المجموعة أ) مع هذا الجين طريقة لامتصاص حمض الفوليك وتخريب دواء (سلفاميثوكسازول)، ووجدنا في المختبر أن هذه البكتريا تستسلم للدواء، عندما لا يكون هناك مصدر آخر يمكن استخدامه للوصول إلى حمض الفوليك".
ويعني ذلك أن البكتيريا تصبح مقاومة للمضادات الحيوية فقط عندما تسبب عدوى فعلية داخل الجسم البشري، وهذا يعني أن مقاومة البكتيريا للعلاج أكثر تنوعا بكثير مما أدركه الباحثون سابقا، ويؤكد ذلك الحاجة إلى إنشاء علاجات أكثر تنوعا ضد البكتيريا، كما يؤكد بارنيت.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA=
جزيرة ام اند امز