إسرائيل ترفض تسليم جثمان أقدم أسير فلسطيني
محامي هيئة شؤون الأسرى يقول إن شرطة الاحتلال أبلغته برفض تسليم الجثمان بعد انتهاء التشريح، بالرغم من وجود قرار من المحكمة بتسليمه.
أعلن محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين كريم عجوة، الثلاثاء، رفض شرطة الاحتلال الإسرائيلي تسليم جثمان الشهيد فارس بارود، أقدم أسير فلسطيني بسجون الاحتلال، والمعتقل منذ 28 عاماً، رغم قرار المحكمة بتسليم جثمانه.
كانت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية أعلنت، مطلع فبراير/ شباط الجاري، وفاة الأسير فارس بارود (51 عاماً)، أقدم أسير من قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
وأضاف عجوة، في بيان، أنه تفاجأ بقرار الشرطة، التي أبلغته أنه سيتم تقديم طلب لمحكمة بئر السبع المركزية للنظر في قرار القاضي حول الموافقة على تسليم الجثمان.
وأوضح أن محكمة بئر السبع وافقت في وقت سابق على طلب الهيئة بتشريح الجثمان، وبعد ذلك تسليمه فوراً، إلا أننا سنضطر لانتظار الرد على طلب شرطة الاحتلال للتراجع عن تسليم الجثمان.
على صعيد متصل، أظهرت نتائج تشريح جثمان فارس بارود، الثلاثاء، تعرضه لإهمال طبي واضح على مدار السنوات الماضية، وأنه توفى نتيجة إصابته بجلطة قلبية وأمراض أخرى مزمنة وخطيرة.
وقال الدكتور ريان العلي، مدير عام الطب الشرعي الفلسطيني، إن :"الشهيد بارود عانى من مرض التهاب الكبد الوبائي من النوع C، وداء ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومن قرحة في المعدة، حيث حصل لديه نزيف حاد جدا في المعدة نتيجة القرحة في أواخر العام الماضي".
وأشار العلي، وفق بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إلى أن الحالة الصحية للشهيد كانت سيئة للغاية خلال الأشهر الماضية، بسبب إصابته بتشمع في الكبد في مراحله الأخيرة نتيجة الإصابة بفايروس الكبد الوبائي، وأن الانتكاسة الصحية التي حصلت لديه قبيل استشهاده بتاريخ ٥/٢/٢٠١٩ التي أدخل على إثرها مستشفى سوروكا الإسرائيلي شخصت بتجرثم الدم نتيجة انفجار قرحة المعدة.
وأكد العلي ضرورة الوقوف عند جميع حيثيات استشهاد بارود، لإبراز مدى الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال الأعوام الماضية، وعلى وجود تشخيص طبي خاطئ لحالته الصحية عند إدخاله للمستشفى قبيل استشهاده.
وحملت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، سلطات الاحتلال الإسرائيلية وإدارة مصلحة سجونها المسؤولية الكاملة، عن حياة الشهيد بارود "الذي تعرض لقتل طبي ممنهج ومتواصل على مدار عدة سنوات حتى أصيب بأمراض خطيرة ومميتة كتشمع الكبد والفشل الكلوي وانسداد شرايين القلب بشكل كامل وغيرها، دون أن تشخص حالته الصحية بالشكل الصحيح أو تقدم له أية علاجات أو فحوصات سابقة".
واستشهد بارود الأسبوع الماضي داخل سجون الاحتلال، بعد وقت قصير على نقله من معتقل "ريمون" إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.
والأسير الشهيد بارود من قطاع غزة، اعتقل في مارس/آذار 1991 ومحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، وعانى من حرمان الزيارات منذ عام 2000، وتوفيت والدته دون أن تراه.
وخضع بارود في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لعملية استئصال جزء من الكبد، نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال إضرابه الأخير قبل 7 أشهر، رداً على قرار قطع رواتب الأسرى والإجراءات القمعية التي يتعرض لها الأسير.
وكان من المفترض إطلاق سراحه مع الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم خلال صفقة إحياء المفاوضات أواخر عام 2013، إلا أن الاحتلال علق الإفراج عن الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيراً، ورفض إطلاق سراحهم لأسباب سياسية.