"العين الإخبارية" تكشف فشل تآمر "الحمدين" على زيارة البابا فرنسيس للإمارات
تنظيم الحمدين الإرهابي حاول التشويش والتآمر على زيارة قداسة البابا فرنسيس للإمارات بإرسال مندوب إلى الفاتيكان لبث ونشر الأكاذيب.
انزعاج شديد وفزع كبير أصاب تنظيم الحمدين من الزيارة المرتقبة لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى أبوظبي، غدا الأحد، والتي تبرز مكانة الإمارات كمنارة للتسامح الديني والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات.
- "العين الإخبارية" تنشر برنامج زيارة البابا فرنسيس إلى الإمارات
- زيارة البابا فرنسيس ترسيخ للنموذج الإماراتي في التسامح وإنهاء الصراعات
وفي محاولة للتآمر القطري على الزيارة، أرسل تنظيم الحمدين أحد موفديه للفاتيكان، الخميس، لمحاولة التشويش على الزيارة عبر المتاجرة بأكاذيب ومزاعم على خلفية قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين مصر) مقاطعتها قطر منذ 5 يونيو/حزيران 2017 لدعمها للإرهاب.
كانت الصفعة الكبيرة التي تلقاها التنظيم توجيه البابا فرنسيس في اليوم نفسه (الخميس الماضي) رسالة مصورة أعرب فيها عن سعادته لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووصف البابا فرنسيس، في رسالته، الإمارات بأنها نموذج للتعايش والأخوة والإنسانية، معتبرا أن الزيارة تمثل صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان والتأكيد على الأخوة الإنسانية.
ويصل قداسة البابا فرنسيس إلى الإمارات، غدا الأحد، في أول زيارة له لمنطقة الخليج العربي، وذلك تلبية لدعوة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
تتزامن الزيارة، التي تستمر 3 أيام، مع إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عام 2019 "عاما للتسامح".
"العين الإخبارية" تكشف في السطور التالية عن تفاصيل المؤامرة القطرية التي فشلت، وسر انزعاج تنظيم الحمدين من زيارة بابا الفاتيكان للإمارات.
سر فزع تنظيم الحمدين
يعود فزع تنظيم الحمدين من الزيارة التاريخية المرتقبة للبابا فرنسيس للإمارات إلى ٣ أسباب رئيسية؛ الأول أن مثل هذا اللقاء سيسهم بشكل كبير في تعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح بين البشر بمختلف أديانهم، وهو ما يعد ضربة قوية للإرهاب وداعميه وعلى رأسهم تنظيم الحمدين.
السبب الثاني يكمن في أن زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، تعد أول زيارة باباوية للخليج العربي، وتبرز مكانة الإمارات كمنارة للإنسانية وقبلة للتسامح، وهو ما يفشل جهود تنظيم الحمدين وترسانته الإعلامية الضخمة من الإعلام الرسمي وإعلام الظل وجيوش الذباب الإلكتروني وشركات العلاقات العامة في تشويه صورة الإمارات عبر حملات أكاذيب ممنهجة.
أما السبب الثالث الذي سبب فزعا وإزعاجا لتنظيم الحمدين هو أن الزيارة وما واكبها من اهتمام إعلامي عالمي تجسّد في تسجيل 700 إعلامي وصحفي يمثلون 30 بلدا حول العالم لتغطية فعاليات الزيارة التاريخية، ما يعد نجاحا بارزا للإمارات وقيادتها، وكل نجاح للإمارات هو أمر يزعج تنظيم الحمدين لكون أبوظبي تقف بالمرصاد دائما لمؤامرات التنظيم في المنطقة.
تفاصيل المؤامرة القطرية من قلب الفاتيكان
سعى تنظيم الحمدين للتشويش على الزيارة، حيث أرسل موفده علي بن صميخ المري، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية الحكومية، التي دأبت على ترويج الأكاذيب ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها الإمارات، إلى الفاتيكان، الخميس الماضي، للقاء قداسة البابا فرنسيس، في محاولة لرفع بكائياته ومظلوميته حول شكاوى وهمية ومعاناة مزيفة على خلفية الأزمة القطرية.
المعروف أن "المري" طاف العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، بأوامر من تنظيم الحمدين في إطار حملات البهتان التي شنها نظام الدوحة للتحريض على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تحت مزاعم حقوقية، إلا أن جولاته فشلت جميعها في تحقيق أهدافها.
وطوال تلك الفترة، تجاهل المري انتهاكات تنظيم "الحمدين" مع القطريين، خصوصا أبناء قبيلة الغفران، ففي الوقت الذي يبيع فيه تنظيم "الحمدين" جنسية قطر لكل مَن يقدم خدماته للتنظيم، فإنه ينتزعها من أبناء البلد الأصليين.
وتمارس السلطات القطرية انتهاكات ممنهجة ضد أبناء قبيلة "الغفران" منذ عام 1996 وحتى الوقت الحاضر، تضمنت التهجير وإسقاط الجنسية والاعتقال والتعذيب وطرد أطفالهم من المدارس وحرمانهم من التعليم، ومنعهم من ممارسة حقوقهم المدنية والترحيل القسري وتهجير السكان على نطاق واسع، ما يعد جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة 7 من نظام روما الأساسي وانتهاك اتفاقية حقوق الطفل.
وعشيرة "آل مرة" أحد الفروع الرئيسية لقبيلة الغفران التي تشكل –بحسب أحدث الإحصاءات- ما بين 50% و60% من الشعب القطري.
وكانت عشيرة "آل مرة" قد رفضت انقلاب حمد بن خليفة، أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي، على أبيه للاستيلاء على الحكم عام ١٩٩٥، ما عرّض أفراد ووجهاء القبيلة للتنكيل وسحب الجنسيات وإبعادهم عن البلاد إلى دول أخرى مثل السعودية، حيث ينتشر أفراد قبيلة الغفران في المناطق الواقعة على طول حدود البلدين.
وخلال الفترة الماضية، طالب أبناء القبيلة المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة بمساعدتهم على تلبية عدة مطالب عاجلة؛ في مقدمتها استعادة الجنسية وتصحيح أوضاع أبناء قبيلة الغفران وإعادة المطرودين إلى عملهم ولمّ شمل العائلات واسترجاع الحقوق والمزايا بأثر رجعي.
رسالة البابا صفعة لتنظيم الحمدين
وبالتزامن مع زيارة مندوب الحمدين للفاتيكان، بثّ البابا فرنسيس رسالة مصورة بمناسبة زيارته التاريخية للإمارات والتي كانت مفعمة بالتقدير والمحبة.
شهادة البابا في حق شعب الإمارات وقادتها تردد صداها في كل أنحاء العالم، وتصدرت عناوين ومانشيتات وسائل الإعلام ووكالات الأنباء لتنزل كالصفعة على وجه تنظيم الحمدين.
ووصف قداسة البابا فرنسيس، في كلمته، الإمارات بأرض الازدهار والسلام ونموذج للتعايش والأخوة والإنسانية، معربا عن سعادته لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصفها نصا بأنها "دار زايد، دار الازدهار والسلام، دار الشمس والوئام، دار التعايش واللقاء"، معتبرا أن الزيارة تمثل "صفحة جديدة من تاريخ العلاقات بين الأديان" والتأكيد على الأخوة الإنسانية.
وبكلمات تفيض حبا واحتراما وتقديرا لدولة الإمارات ومؤسسها وقادتها وشعبها، قال قداسة البابا فرنسيس: "يسرني أن التقي شعبا يعيش الحاضر ونظره يتطلع إلى المستقبل، لقد صدق طيب الذكر الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة حين قال إن الثروة الحقيقية ليست في الإمكانيات المادية وحدها وإنما الثروة الحقيقية للأمة تكمن في أفراد شعبها الذين يصنعون مستقبل أمتهم، الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال".
وقدم قداسة البابا الشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على دعوته.
وشكر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وجميع الذين أسهموا في تحضير هذا اللقاء على الشجاعة والعزم في تأكيد أن الإيمان بالله يُجمّع ولا يفرق، وأنه يقربنا حتى في الاختلاف ويبعدنا عن العداء والجفاء.
برنامج زيارة البابا فرنسيس للإمارات
من المقرر أن يستقبل الشيخ محمد بن زايد، وبجانبه لفيف من كبار الشخصيات والقادة الإماراتيين، البابا فرنسيس، الذي سيصل إلى مطار أبوظبي الدولي يوم 3 فبراير/شباط.
وبعد يوم من الراحة، يحظى به البابا فرنسيس من رحلة السفر، سيشهد يوم 4 فبراير/شباط، حفل ترحيب عند المدخل الرئيسي للقصر الرئاسي، يتبعه بعد ذلك بدء المراسم للزيارة الرسمية التي ستجمع بين الشيخ محمد بن زايد والبابا فرنسيس.
وتشهد فعاليات اليوم الثاني من الزيارة اجتماعا خاصا يجمع أعضاء مجلس حكماء المسلمين، الذي يضم مجموعة من كبار العلماء المسلمين حول العالم برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تسبقه زيارة البابا لمسجد الشيخ زايد أو (المسجد الكبير)، الذي يُعد أشهر الرموز الإسلامية في العاصمة الإماراتية أبوظبي والإمارات بشكل عام.
وفيما يخص بدء فعاليات المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، يحصل البابا فرنسيس على هدية خاصة مقدمة من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، وهي عبارة عن كتاب يتناول ترسيخ التعاون والمحبة والعيش بسلام بين الأديان، من تأليف القس آندي طومسون.
ومع صباح اليوم الأخير من الزيارة التاريخية للإمارات، سيصل البابا فرنسيس إلى كاتدرائية الأنبا أنطونيوس في أبوظبي، يليها بعد ذلك الحدث الأبرز وهو القداس والصلاة الباباوية التي سيحتضنها ملعب مدينة زايد الرياضية، وسط حضور أكثر من 120 ألف شخص، يتقدمهم العديد من المسؤولين الحكوميين.
وتستحوذ الزيارة على اهتمام كبرى وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية؛ نظرا لأبعادها الإنسانية ودورها في تعزيز حوار الأديان ونشر قيم التسامح والمحبة في المنطقة والعالم.
ومن نجاح إلى نجاح تستمر الإمارات في مسيرتها ورسالتها لنشر التسامح ومحاربة الإرهاب، ومن فشل إلى فشل ينتقل تنظيم الحمدين ليعمق أزمته ويكرّس عزلته وتزداد خسائره وتحبط مؤامراته.