"نيوم" السعودية تكشف أسرارها لـ"CNN الاقتصادية".. مسؤول يتحدث عن إنجازات تاريخية
دأبت المملكة العربية السعودية على أخذ زمام المبادرة في العديد من القضايا والموضوعات التي تهم البشرية، ولم تكن مدينة نيوم إلا خطوة في مسيرة المملكة نحو تعزيز المجتمعات التقنية والمستدامة رقميا.
عندما بدأت السعودية تنفيذ هذا المشروع العملاق وضعت أمام أعينها أن تكون مدينة نيوم مسرعا للتقدم البشري، ومركزا لاستقطاب ألمع العقول عالميا، ومحركا للنمو الاقتصادي، في بيئة تحقق مثالية العيش، وأعلى معايير الاستدامة والحفاظ على موارد الطبيعة، وتحفز على الابتكار وتكون معززة بأحدث التقنيات الإدراكية.
المشروع الذي كشف عنه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، في عام 2017، يقام شمال غرب المملكة، على مساحة 26500 كم2، ويطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم.
وفقا لبيانات وكالة الأنباء السعودية "واس"، يتم دعم "نيوم" بأكثر من 500 مليار دولار من قبل المملكة العربية السعودية، وصندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى مستثمرين محليين وعالميين، والمشروع يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع.
تؤمن المملكة العربية السعودية أن المدن تشكل 85% من اقتصاد العالم، وأن التنمية الحقيقية تبدأ من المدن سواء في الصناعة أو الابتكار أو في التعليم أو في الخدمات أو في السياحة وغيرها من القطاعات، لذلك جاءت نيوم لتسهم في تحسين جودة الحياة وتهيئ مستقبلا أفضل للأجيال القادمة.
شركة "ENOWA" السعودية واحدة من أبرز الشركات العاملة في مشروع نيوم، حيث تتولى تنفيذ مشاريع الطاقة والمياه المستدامة للمدينة.
بيتر تيريوم، المدير التنفيذي للشركة، أكد أن الابتكار وحجم المشاريع وتفردها يفتح الباب لتكنولوجيا المستقبل ويرفع سقف معايير البنى التحتية وطاقة الإنشاءات والتحديات لتنفيذها إلى مستويات غير مسبوقة.
وقال في تصريحات لـ"CNN الاقتصادية" إن شركته تعمل على العديد من المشورعات في نيوم، منها المدينة الصناعية "أوكساغون"، والتي سيتم تشييدها حول الميناء البحري العميق المتواجد بالمنطقة، حيث نعمل على توسيع الميناء ليصبح محطة حاويات.
وأضاف: "نعمل أيضا على تشييد ثلاثة مراكز بيانات مع واحد من أكبر مشغلي مراكز البيانات في الولايات المتحدة، ولأن هذه المراكز تحصل على الكهرباء من مصدر متجدد فهي تحصل عليها بشكل تنافسي".
وأوضح المدير التنفيذي لشركة "ENOWA": "بجانب المرور الملاحي عبر البحر الأحمر، هناك أيضاً موصلات الإنترنت الرئيسية التي تصل جنوب شرق آسيا بأوروبا ومن ثم إلى الولايات المتحدة، هذه الموصلات تمر عبر البحر الأحمر، لذا فوجود مركز بيانات هنا يعني أنك لا تحتاج سوى توصيل خط واحد من أكبر مركز لتدفقات البيانات في العالم، وهذا ما يجري بناؤه الآن.. (أوكساغون)".
وأكد في تصريحاته لـ"CNN الاقتصادية"، أن "جزيرة سندالة" هي واحدة من جزر عدة تمتلكها الشركة ونعمل على تطويرها، وستكون جاهزة بنهاية العام الجاري أو في مطلع العام المقبل لاستقبال الزوار".
وبحسب وصفه تتميز الجزيرة بأنها ستطل على كل المناظر الخلابة في نيوم، وعلى البحر وعلى الشعاب المرجانية وكأن كل شيء حولك.
من ضمن المشروعات التي تنفذها الشركة في نيوم، مشروع (تروجينا)، هو منتجع جبلي، يتيح ممارسة الأنشطة الترفيهية خلال الصيف، وفي فصل الشتاء سيكون المشروع مجهزا لرياضات الشتاء مثل التزلج في الهواء الطلق، ونقول بفخر إننا فزنا العام الماضي باستضافة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029».
المدير التنفيذي لشركة "ENOWA" قال لـ"CNN الاقتصادية"، إن مدينة (ذا لاين) من أبرز المشروعات التي تنفذها شركته، وتتكون من عنصرين، نطلق على أحدهما (العمود الفقري) وهو الموصل الحركي الذي سيربط (ذا لاين) من الغرب للشرق، وهو تحت الإنشاء وسيكون بطول المدينة، والعنصر الثاني هو الوحدات الأولى التي سيتم إكمالها مع استكمال (ذا لاين).
وأكد في تصريحات لـ"CNN الاقتصادية"، أن أول القاطنين في "نيوم" سيعيشون في "أوكساغون"، إذ ستصبح المنازل جاهزة في غضون عام أو اثنين من الآن، ثم ستصبح أولى وحدات (ذا لاين) جاهزة بحلول عام 2025 أو بمنتصف العقد".
وأشار إلى أنه بحلول 2030 ستصبح كل كهرباء "نيوم" محايدة للكربون بنسبة 100% وتأتي من مصادر متجددة بنسبة 100%، وستعتمد كل وسائل النقل إما على الكهرباء وإما على الهيدروجين الأخضر.
وقال في تصريحات لـ"CNN الاقتصادية"، إنه فيما يتعلق بالمياه، نحن على وشك الخروج بمناقصة لإنشاء أول محطة لتحلية المياه، ولن تكون مجرد محطة لتحلية المياه بل ستكون الأولى من نوعها، كل محطات التحلية تنتج محلولاً ملحيا مركزا ونحن سنستفيد حتى من هذه المخلفات بدلا من إعادتها إلى البحر".
وأضاف: "نسعى لاستخراج أكثر من 70% من المياه من البحر، أي ضعف النسبة تقريباً، لذلك أقول إنها ليست مجرد محطة تحلية مياه".
ويُعد مشروع نيوم انطلاقة واثقة لتقدم البشرية، وتجسيداً لرؤية تُمثّل ما سيبدو عليه المستقبل الجديد.
ويقع المشروع شمال غرب المملكة على البحر الأحمر، حيث يُبنى من الصفر ليكون حاضرةً تنبض بالحياة ،وهو مكان تُحدِّد فيه ريادة الأعمال مسار هذا المستقبل الجديد.
وستكون مدينة نيوم مقصداً وموطناً لأصحاب الطموح الذين يسعون أن يكونوا جزءاً من بناء نموذج جديد لمعيشة استثنائية، وإنشاء شركات مزدهرة.
كما سيتجلى الإبداع في نيوم في مجال الحفاظ على البيئة، وستضم نيوم عدداً من المدن والموانئ والمناطق التجارية ومراكز البحوث والمرافق الرياضية والترفيهية والوجهات السياحية.
كما ستكون نيوم مقراً للعيش والعمل لأكثر من مليون شخص من جميع أنحاء العالم. وبوصفه مركزاً للابتكار.
ويستقطب مشروع نيوم روّاد وقادة الأعمال والشركات للبحث في التقنيات والمشاريع الجديدة، واحتضانها وتسويقها بأساليب مبتكرة.
وسيجسّد سكان نيوم أخلاقياتٍ وقيماً تمثل روح الجماعة، كما سيعتمدون ثقافة تتبنى الاستكشاف والمغامرة والتنوع، مدعومين بنظام قانوني منسجم مع الأعراف الدولية، نظام لا يتوقف عن التطور ليثمر نمواً اقتصادياً ومجتمعاً مكللاً بالنجاح والازدهار.