أحزاب يمينية إسرائيلية تحاول دفع المسجد الأقصى إلى واجهة الانتخابات
وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل تعمد الوصول إلى منطقة مصلى "باب الرحمة" في الناحية الشرقية من المسجد الأقصى لالتقاط الصور للمكان
تعمد وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل الوصول إلى منطقة مطلة على مصلى "باب الرحمة" في الناحية الشرقية من المسجد الأقصى لالتقاط الصور للمكان.
ومباشرة بعد اقتحامه وعدد من المتطرفين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى، صباح الثلاثاء، قال أرئيل لوسائل الإعلام"لا يوجد مبرر لتغيير الوضع القائم في المكان لمصلحة العرب".
- الاحتلال يعتقل رئيس "أوقاف" القدس ردا على فتح "باب الرحمة"
- فلسطينيون يؤدون الصلاة في باب الرحمة لأول مرة منذ 16 عاما
كلمات أرئيل الذي اقتحم المسجد الأقصى قبل 20 يوما، تزامنت مع تصاعد الدعوات اليمينية الإسرائيلية لإغلاق باب الرحمة أمام المصلين المسلمين.
ومع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية العامة، مطلع شهر أبريل/نيسان المقبل، يحاول قادة اليمين الإسرائيلي إبراز قضايا تستجلب تأييد قاعدتهم الانتخابية.
ومنذ أسبوع برز موضوع مصلى باب الرحمة كأحد هذه المواضيع.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت باب الرحمة في عام 2003 بعد أن زعمت وجود منظمة "غير قانونية" فيه ولكن رغم زوال هذه المؤسسة فقد جددت الشرطة الإسرائيلية إغلاق المصلى سنويا.
وفي يوم الجمعة الماضي أعادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فتح مصلى باب الرحمة أمام المصلين، حيث تؤدى الصلوات الخمس فيه يوميا منذ ذلك الحين.
ولكن مشاهد المصلين في المصلى باتت تستخدم كمادة تحريضية من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف لإعادة إغلاق المصلى.
وتتصدر تصريحات اليمين الإسرائيلي بهذا الشأن المواقع الصحفية التابعة للأحزاب اليمينية.
ولكن الإذاعة الإسرائيلية أشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية رفضت إغلاق المصلى خشية اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية عشية الانتخابات الإسرائيلية.
ويقول الفلسطينيون في مدينة القدس إنهم سيقاومون أي محاولة من قبل الشرطة الإسرائيلية لإعادة إغلاق المصلى.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الثلاثاء: "تدرك أوقاف القدس أن منع استخدام باب الرحمة منذ 2003 قرار احتلالي عسكري تعسفي باطل لم يتم تأطيره بغطاء قانوني إسرائيلي حتى عام 2017 حينما أصرّت أوقاف القدس والأردن على حقها بفتح وإغلاق واستخدام باب الرحمة بحرية، وفقدت الأمل في كل الوعود الكاذبة بإعادة فتح باب الرحمة على مدار سنوات طويلة".
وترفض دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التقاضي مع السلطات الإسرائيلية في المحاكم الإسرائيلية التي عادة ما توصف من قبل الفلسطينيين بأنها أداة في يد الاحتلال.
ويخشى فلسطينيون ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من أن تستغل الجماعات اليمينية الإسرائيلية فترة الدعاية الانتخابية لمحاولة فرض تحويل المصلى إلى كنيس يهودي.
وكان أكثر من 30 ألف مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الماضي 2018 ولكن البارز كان توجه أغلبهم إلى منطقة مطلة على باب الرحمة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الثلاثاء "أدركت دائرة الأوقاف الإسلامية مطامع الـمتطرفين اليهود في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى ومنها باب الرحمة بشكل متزايد منذ بداية عام 2016 عندما بدأت جولات المتطرفين اليهود المقتحمين للأقصى تتضمن توقف صلوات يهودية تلمودية بحماية شرطة الاحتلال".
وبعد شائعات سرت اليوم عن إغلاق الأوقاف لباب الرحمة قالت دائرة الأوقاف إنها "حرصت على مقاومة أي محاولة متطرفة للوصول لباب الرحمة خصوصاً أن المسجد الأقصى غالبا ما يخلو من كثافة بشرية للمسلمين خلال ساعات الصباح التي تتكثف فيها اقتحامات المستوطنين؛ ولهذا السبب حرصت الأوقاف ولا تزال على عدم ترك باب الرحمة مفتوحا إذا لم يكن مشغولا من قبل الأوقاف أو جموع الـمسلمين".
وأضافت: "تتخوف دائرة أوقاف القدس من أي رأي قانوني مغرٍ قد يجر الأوقاف للخضوع للقوانين الإسرائيلية مهما كانت حكومة أم بلدية أم محاكم".
ومن جهته قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن ما يجري "محاولة لفرض واقع جديد على مدينة القدس ومقدساتها الدينية، ويهدف إلى تسهيل دخول المتطرفين اليهود إلى المسجد الأقصى وباحاته، لتحقيق ما تبقى من سياستها التهويدية ضد المسجد ومرافقه، بعد فشلها في تكريس سياسة التقسيم الزماني والمكاني له".
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز