جنون الذهب يحطم قصص الحب.. "العين الإخبارية" داخل محال الصاغة في مصر
بعد عامين من الارتباط، تحطمت قصة حب شاب وفتاة من مصر أمام ارتفاع أسعار الذهب، الذي أوقع خلافا بين أسرتيهما على مقدار الشبكة.
اتفق محمد عادل "اسم مستعار" مع أسرة خطيبته السابقة "إسراء" على مبلغ معين لشراء الشبكة، وقبل ذهابهم جميعًا لشرائها وقع خلاف بين الطرفين، بعد إصرار أسرة خطيبته على مقدار معين من الجرامات.
ولم يكن بمقدور "عادل"، البالغ من العمر 31 عامًا، تلبية مطالب والد خطيبته، نظرًا للارتفاع المفاجئ والقياسي في أسعار الذهب على مدار الأيام القليلة الماضية، ما أدى في النهاية إلى فسخ الخطوبة في مهدها.
وبلغت أسعار الذهب في مصر مستويات قياسية، ليسجل عيار 21 الأكثر مبيعًا في البلاد نحو 1800 جنيه للجرام الواحد، صعودًا من 1300 جنيه، قبل نحو أسبوعين، مع توقعات بوصولها إلى حدود 2000 جنيه.
ويقول "عادل"، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب وتعنت أهالي خطيبته تسببا في نهاية المطاف في فسخ الخطوبة، معتبرًا أن موجة الغلاء أفسدت خطته الكاملة للزواج.
رغم الغلاء.. تزايد الإقبال على الذهب
وأجرت "العين الإخبارية" جولة في محال الصاغة بمحافظة الجيزة شمال البلاد، بينما كان إبراهيم مصطفى، الشاب البالغ 31 عامًا، يقف مع أسرته بجانب أسرة خطيبته لشراء الشبكة تمهيدًا لحفل الخطوبة.
وأهدى "مصطفى" خطيبته شبكة مكونة من دبلة وخاتم وسلسلة، وزنت نحو 15 جرامًا من العيار 21، وبإضافة 60 جنيهًا مصنعية لكل جرام، بلغت تكلفة الشبكة نحو 28 ألف جنيه، ما يزيد بقليل على 1000 دولار.
من جهته، قال محمد عوض، تاجر ذهب، إن الأسعار تشهد ارتفاعات يومية تصل إلى حدود 100 جنيه للجرام الواحد، ومن المتوقع أن يصل سعر الجرام عيار 21 إلى نحو 2000 جنيه قبل أن يعاود الانخفاض من جديد.
ورغم هذا الارتفاع، لم تتأثر حركة البيع والشراء كثيرًا، بحسب "عوض"، مؤكدًا أن معدلات الشراء مازلت جيدة وتستحوذ على 60% من الحركة اليومية، ولكن حركة البيع تراجعت إلى حدود 40%.
وأشار "عوض" إلى أن الذهب يعد وعاء ادخار ووسيلة استثمار آمنة، وهو ما يغري العملاء إلى الشراء للحفاظ على قيمة مدخراتهم، بينما لا يلجأ للبيع إلا من يضطر إلى ذلك، وهو ما يفسر تراجع حركة البيع.
الذهب الصيني.. هل يكون بديلًا؟
وفي بعض القرى والمناطق الريفية، تلجأ بعض الأسر إلى شراء المشغولات من الذهب الصيني كبديل للذهب، خاصة مع الارتفاعات المتوالية في الأسعار، ولكن هذا البديل لا يغري سوى عدد قليل من الأهالي.
ويقول أحمد أبو طالب، تاجر ذهب صيني، إن أسعار المشغولات في محله تتحدد بالقطعة وليس بالجرام كما الحال في الذهب، وتتراوح أسعار قطعة السلسلة بين 30 و70 جنيهًا، حسب تشكيل كل قطعة.
وأضاف "أبو طالب"، لـ"العين الإخبارية"، أن الإقبال على شراء الذهب الصيني تزايد مع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب، مؤكدًا أنه يمكن الحصول على شبكة كاملة في حدود 200 و400 جنيه فقط.
ويتزايد الإقبال على الذهب الصيني بين المقبلين على الزواج في الأرياف والقرى النائية، بحسب "أبو طالب"، مؤكدًا أن الوضع يختلف كثيرًا في المناطق الحضرية، حيث تحرص الأسر والعائلات على شراء الذهب.
جنون أسعار الذهب في مصر
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الحكومة المصرية تطبيق سعر صرف مرن للجنيه، ورغم أنه ليس تعويما كاملا، ترك القرار أصداء واسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد.
ويلجأ الكثير من المصريين إلى استبدال النقد بالذهب، باعتباره وعاء ادخاريا آمنا، في ظل مخاوف متنامية من تراجعات جديدة في قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار.
وعلى مدار العامين الماضيين، شهدت أسعار الذهب مستويات قياسية في مصر، بدءا من جائحة كوورنا التي وصلت بسعر الجرام عيار 21 إلى نحو 920 جنيهًا، قبل تراجعه إلى حدود 700 جنيه في أوقات لاحقة.
ومع اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، عاودت أسعار الذهب ارتفاعها في مصر، ليكسر سعر الجرام عيار 21 حدود الـ1000 جنيه لأول مرة في تاريخه، ليستقر عند حدود 1200 جنيه حتى قبل التعويم الأخير.
ويضاف إلى سعر جرام الذهب قيمة مصنعية، وهي أجر التاجر عن كل جرام، وتتراوح بين 40 و150 جنيها، فيما تقدر قيمة المصنعية على الجنيه الذهب بنحو 60 جنيهًا، ليصل سعره إلى 15075 جنيهًا.