اتفاق الرياض.. التحالف يوحد الصف اليمني في مواجهة الانقلاب
يضمن "اتفاق الرياض" حلولا جذرية لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية التي تفاقمت داخل صفوف الشرعية الأشهر الماضية.
تتجه أنظار اليمنيين، الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، التي تحتضن مراسم حفل التوقيع على "اتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتدشين مرحلة جديدة من وحدة الصف في مواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً.
ومنذ مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، رعت المملكة العربية السعودية مشاورات في مدينة جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، من أجل توحيد صف جميع المكونات المنضوية تحت لواء الشرعية، وتجاوز الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، أواخر أغسطس/آب الماضي.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن العاصمة السعودية الرياض ستحتضن، مساء الثلاثاء، توقيع الاتفاق الذي جاء ثمرة لمشاورات مكثفة استمرت أكثر من شهر، وذلك بحضور واسع من قيادات دول التحالف العربي.
وأشارت المصادر إلى أن حفل التوقيع على الاتفاق سيحضره كذلك المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، وجميع سفراء الدول الـ18 المعتمدين لدى اليمن.
تأسيس لمرحلة جديدة
تسببت الصراعات داخل المكونات المنضوية تحت لواء الشرعية في إرباك استكمال عملية تحرير باقي المناطق اليمنية، ومنحت مليشيا الحوثي الانقلابية الكثير من الاسترخاء، لكن اتفاق الرياض سيدشن مرحلة جديدة من توحيد الصف وتوجيه الزناد نحو عدو واحد هو الانقلاب الحوثي.
ويضمن "اتفاق الرياض" حلولاً جذرية لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، التي تفاقمت داخل صفوف الشرعية خلال الأشهر الماضية، بما يضمن توحيد القرار وحضور الدولة ومؤسساتها بجميع المحافظات المحررة.
وبموجب الاتفاق، سيتم تشكيل حكومة كفاءات من 24 وزيراً بالمناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، وذلك برئاسة رئيس مجلس الوزراء الحالي الدكتور معين عبدالملك.
ومن المقرر أن تعود الحكومة الحالية إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد أسبوع من توقيع الاتفاق، من أجل صرف مرتبات موظفي الدولة، على أن يتم تشكيل حكومة الكفاءات خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً من توقيع الاتفاق، حسب مصادر لـ"العين الإخبارية".
ووفقاً للاتفاق، سيقوم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتعيين محافظين ومديري أمن في المحافظات الجنوبية، بناء على معايير النزاهة والكفاءة، وبالتشاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك خلال 60 يوماً من توقيع الاتفاق.
وسيعمل اتفاق الرياض على طمس بؤر الفساد التي تسبب بها الإخوان داخل صفوف الشرعية، وذلك بالاتفاق على "إدارة جميع موارد الدولة وإيداعها في البنك المركزي، والصرف بموجب الميزانية وفقاً للقانون اليمني فقط، وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتطعيمه بشخصيات نزيهة ومهنية، وإعادة تشكيل الهيئة العليا لمكافحة الفساد".
عسكرياً، سيدشن اتفاق الرياض مرحلة جديدة وذلك بضم جميع الألوية والتشكيلات العسكرية إلى قوام وزارة الدفاع اليمنية، بما يضمن توحيد القرار وتكثيف الجهود نحو استكمال التحرير.
وستشرف المملكة العربية السعودية باعتبارها قائدة التحالف العربي، على تنفيذ اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي، ومن أجل ضمان ذلك، شهدت العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام الماضية إعادة تموضع لقوات التحالف، وذلك بمغادرة القوات الإماراتية التي أشرفت على عملية تحريرها وتطبيع الأوضاع فيها طيلة 4 سنوات، وانتشار قوات سعودية بدلاً منها.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن القوات السعودية انتشرت في جميع المواقع السيادية داخل عدن واستكملت الترتيبات، بالتنسيق مع القوات الجنوبية، لاستقبال الحكومة اليمنية بعد أسبوع من توقيع الاتفاق.
ومن المقرر أن تشرف القوات السعودية أيضاً بالتنسيق مع القوات اليمنية، على تأمين عودة مجلس النواب إلى العاصمة المؤقتة عدن.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز