الكل ينتظر قمة الرياض منتصف يوليو المقبل، إذ أعلن الديوان الملكي السعودي دعوة خادم الحرمين الشريفين للرئيس الأمريكي لزيارة المملكة.
وخلال الزيارة يلتقي خادم الحرمين الشريفين الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذا يلتقيه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي.
وهذه الزيارة، التي يتضمن جدولها في يومها الثاني قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي بحضور قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك المملكة الأردنية الهاشمية، ورئيس جمهورية مصر العربية ورئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، ردٌّ واضح وتبيانٌ لقيمة المملكة ومكانتها العالمية وقدرتها السياسية والاقتصادية، فهي خليجيا تعتبر البلد القائد، وعالميا دولة ذات ثقل اقتصادي ودبلوماسي وسياسي ينظر إليه باحترام وتقدير.
وقد أشار الإعلان عن الزيارة بأن علاقات الولايات المتحدة بالمملكة لا يمكن التشويش عليها. فهي علاقة استراتيجية وثيقة تنبع من قيمة المملكة وقيادتها الحكيمة.
العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة أكبر من أن تختصر في علاقات اقتصادية قائمة على الطاقة، بل إن المملكة رمانة ميزان سياسية ودبلوماسية في إقليم يعج بالمشكلات، علاوة على أبعاد الاتفاقيات الكثيرة الموقعة بين البلدين لتعزيز التجارة والاستثمار، الأمر الذي أنتج تأسيس مجلس التجارة والاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يرأسه من الجانب السعودي وزارة التجارة والصناعة، وكذلك اتفاقية التعاون الفني بين حكومتي السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والتي بمقتضاها يسعى الطرفان لتوسيع التعاون في مجالات صناعية وتكنولوجية.
إن هذه القمة التي تحتضنها المملكة العربية السعودية تدعم الشراكة الاستراتيجية بين القوة العالمية الأولى ودول الإقليم، بعدما قيل الكثير عن انسحاب الولايات المتحدة من الإقليم وأزماته وتحدياته، كل هذا استند على ثقل دبلوماسي للمملكة العربية السعودية، ومكانتها على مستوى العالم الإسلامي والعربي، إذ تعتبر أحد مرتكزات الأمن الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، ودعامة لأمر واستقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط.
إن الحضور العربي، ممثلا في ضيوف المملكة المدعوين للقمة على أراضيها في ثاني أيام زيارة "بايدن"، يعلن رسالة واضحة بأن الترابط العربي لا يزال خيطا واحدا متماسكا تدعمه المملكة ودول المنطقة معا، وإنه لفخر أن يجتمع العرب، كلهم أو بعضهم، على الأراضي السعودية لدراسة تحديات وملفات تعنيهم جميعا بقدر كبير وتمس مصالح شعوبهم، وهو الأمر الذي أشار إليه الديوان الملكي السعودي في الإعلان عن الزيارة والقمة، بأنها تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين السعودية ودول المنطقة من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، فضلا عن تطويرها في المجالات كافة.
ملفات ساخنة تنتظرها قمة الرياض في 16 يوليو المقبل، ولعلها تكون بداية جديدة لدول المنطقة مع الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة