روبندرونات طاغور.. شاعر هندي غير موروث مجتمعه وفاز بـ"نوبل"
روبندرونات طاغور شاعر وأديب وفيلسوف هندي ينحدر من أسرة اهتمت بالثقافة وعُرف بـ"شاعر الشعراء" لقصائده المميزة.
لُقب بـ"شاعر الشعراء" وعُرف فيلسوفاً وكاتباً بعد أن أبهرت أعماله القراء ووصفها النُقاد بأنها غيرت الموروث الهندي الأدبي وأثرت في جمهور كبير خلال القرن الـ20، لتبقى هذه الأعمال بعد وفاته إرثاً ينهل منه رواد الأدب ومحبو المؤلفات الفلسفية، إنه الأديب والفيلسوف الهندي روبندرونات طاغور.
وُلد روبندرونات طاغور عام 1861 ونشأ في ولاية كالكوتا، العاصمة الهندية القديمة قبل نيودلهي، في كنف أسرة عُرفت بالثراء ويُسر الحال، وكان لها تأثيرها على الحركة الثقافية في الهند، إذ كانوا من رواد حركة النهضة وحاولوا جاهدين مد الجسور بين الثقافة الهندية والغربية وتبوأ أبناؤها مناصب علمية وثقافية مرموقة في المجتمع الهندي.
عمل طاغور على تقديم الموروث الشعبي والثقافة الهندية وصورة الحياة في الهند إلى العالم من خلال أعماله الأدبية من شعر ونثر وكتب ومقالات تناولت أوضاع الريفيين في الهند وظروف معيشتهم القاسية وأوضاع البسطاء في بلاده.
كما أثرى سفره لإنجلترا لدراسة القانون تجربته الأدبية ما ساعده على الدمج بين الثقافة الأوروبية والهندية في كتاباته لاحقاً، إلا أنه عاد قبل حصوله على الشهادة إلى البنغال بروح جديدة مستعدة للعطاء الأدبي.
تنقّل طاغور بين عدة ولايات في الهند ما بين 1912 و1930، كتب خلالها أهم رواياته والقصص القصيرة مثل "غالباغوشا" كما نظم أشهر أشعاره منها مجموعته الشعرية ماناسي.
عاد عام 1912 إلى إنجلترا وبصحبته أعماله الأدبية التي عرضها على عدد من أشهر أدباء الغرب آنذاك، ليتبعها بعدة رحلات حول العالم التقى خلالها بمعجبيه في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، واكتسب شهرة كبيرة هناك كما ضم لمعجبيه أضعافاً مضاعفة، ليحصد لقاء ذلك جائزة نوبل للآداب عام 1913، وينال لقب "الفارس" من قبل ملكة بريطانيا عام 1915.
كرّس طاغور شهرته وأمواله في إنشاء مؤسسات تعليمية مثل الجامعة الهندية للتعليم العالي، كما اهتم بتنمية المجتمع من خلال أعمال انتقدت العادات والتقاليد الجائرة وبعض العقائد المنتشرة وأدانت التمييز العنصري.
وتعرض في حياته لعدة حوادث مأساوية تركت أثرها على كتاباته، منها وفاة زوجته وأطفاله خلال فترات زمنية متقاربة مما صبغ أعماله بهالة من الحزن وعكست ما خلفته تلك الأحداث على نفسه.
توفي طاغور عام 1941 تاركاً وراءه إرثاً أدبياً يتكون مما يزيد على 1000 قصيدة شعرية عشرات المقالات والمحاضرات الفلسفية و8 روايات و25 مسرحية و8 مجلدات قصصية ومقولات فلسفية ما زالت تشكل بوصلة ومنهجا لملايين من محبيه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز