إعادة تشجير الغابات.. كيف تساهم تقنيات الروبوتات؟
بينما يتصارع العالم مع إزالة الغابات والتدهور البيئي، من الممكن أن توفر تكنولوجيا الروبوتات الحديثة طرقًا مبتكرة لاستعادة الغابات.
ذلك ما وصفه موقع "بيزنس إنسايدر" بالثورة الهادئة للروبوتكس، في مواجهة ما شهده العالم مؤخرا؛ حيث فقدت الأرض ما يقرب من 70 ألف فدان من أراضي الغابات في عام 2023 وحده، وفقًا لـ Global Forest Watch.
وتقوم شركات التكنولوجيا وإدارة الأراضي، على وجه الخصوص، بتسخير التكنولوجيا المدعومة بالروبوتات مثل الطائرات بدون طيار وبرامج تتبع البذور لزراعة البذور والشتلات -وهو نهج يتفوق على طريقة الزراعة اليدوية التي تستغرق وقتاً طويلاً، لمحاولة إنقاذ الكوكب في أسرع وقت ممكن.
الروبوتات تجعل إعادة تشجير الغابات أكثر كفاءة
ومن النماذج الرائدة الآن في هذا التوجه، تستخدم شركة Mast Reforestation التي تعتمد على التكنولوجيا الطائرات بدون طيار والتكنولوجيا الحيوية لمساعدة ملاك الأراضي على استعادة الغابات بعد حرائق الغابات.
وقال ماثيو آغاي، نائب رئيس الشركة للبحث والتطوير، إنه مع انتشار حرائق الغابات والاضطرابات الأخرى في المزيد من المناطق، تواجه أساليب إعادة التشجير التقليدية، مثل زراعة الشتلات المزروعة في المشاتل، نكسات، بما في ذلك ضعف الإنبات وانخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة بمجرد نقل الشتلات إلى مواقع إعادة التشجير.
وأضاف أغاي أن الحرارة الهائلة لحرائق الغابات تحد من القدرات الطبيعية للغابات وتضر بالبيئة المتنامية، وأوضح أنه "لهذا السبب نحتاج إلى حلول مبتكرة للتدخل وضمان التجديد".
ولضمان بقاء الشتلات ونموها في المشاتل -وفي الغابة، بمجرد إعادة زراعتها- تقوم شركة Mast Reforestation بزراعة شتلات FirePlug، وهو حل بيولوجي ولوجستي لزراعة مخزون النباتات من بذور الأشجار المحلية في بيئة أكثر تحكمًا.
تم تحسين هذه الشتلات للنمو قبل نقلها إلى موقع يحتاج إلى إعادة التشجير، وتستفيد عملية إعادة التشجير من الطائرات بدون طيار التي تعمل بالبطاريات لمسح تلك المواقع، والتقاط صور جوية عالية الجودة لتقييم المناطق وظروف المناظر الطبيعية قبل الزراعة، وهذا يساعد الفريق على تحديد أفضل المواقع لزراعة الشتلات.
شركة أخرى تستخدم الروبوتات لزراعة الأشجار هي شركة Flash Forest، التي تستخدم طائرات بدون طيار آلية لاستعادة مواقع الحريق وغيرها من مناطق الغابات المتضررة.
قال كريس أيرلند، نائب الرئيس الأول للمنتج، لـبيزنس إنسايدر"، إن Flash Forest تستخدم طائرات بدون طيار ذات عزم قوي لرفع الأشياء، مع ميزات متقدمة مثل تتبع التضاريس، وتجنب العوائق، والتحكم الأرضي.
يستطيع روبوت واحد قيادة أربع طائرات بدون طيار، والتي يمكنها الطيران لمسافات بعيدة، حتى في التضاريس الصعبة، بحمولة تصل إلى 150 رطلاً.
ويعتمد مدى طيرانهم على عوامل مثل لوائح الطيران الإقليمية، والعقبات، والمتطلبات التشغيلية.
وقال أيرلند لموقع "بيزنس إنسايدر"، إن فريق Flash Forest بقي على بعد كيلومترين من موقع زراعة في كندا بناءً على الحمولة ومعدل استنفاد البطارية المحتمل للطائرات ومتطلبات التشغيل الآمن.
ووفقًا لموقع Flash Forest الإلكتروني، يمكن لطائراتها بدون طيار زراعة ما متوسطه 1000 إلى 2000 شجرة لكل هكتار، أو 405 إلى 809 شجرات لكل فدان.
وأضاف "أيرلند"، أنه يمكن زراعة 22 ألف شجرة يوميًا لكل طيار، على عكس الطرق التقليدية التي تشهد زراعة ما بين 2000 إلى 4500 شجرة يوميًا لكل شخص.
استخدام التكنولوجيا لتعزيز إمدادات البذور والنمو
ويقول "بيزنس انسايدر"، إنه حتى مع وجود أساليب فعّالة تعتمد على التكنولوجيا لزراعة الأشجار على نطاق واسع، لا تزال هناك مشكلة رئيسية، وهي نقص إمدادات البذور.
ولمكافحة هذه المشكلة، تستخدم شركة Mast Reforestation برمجياتها المصممة خصيصًا كمنصة لوجستية لجرد البذور وجمعها.
الأمر الذي يتيح للفريق عرض الظروف في الوقت الفعلي لمخزون بنك البذور الخاص به وخريطة توضح معلومات مثل مناطق البذور والظروف المتعلقة بالتربة.
وقال ماثيو آغاي، نائب رئيس الشركة للبحث والتطوير، إن الاعتماد على نظام البرمجيات، يوفر أيضًا بيانات ورؤى لمساعدة إعادة التشجير، وذلك بالتقاط البذور في الوقت المناسب، كما هو الحال خلال فترات نشر البذور.
وبحسب "بيزنس انسايدر"، ساعد الاعتماد على البرمجيات، شركة Mast Reforestation في جمع ما يكفي من البذور في العام الماضي لإعادة تشجير حوالي 2100 فدان في مزرعة Sheep Creek Ranch في مونتانا بأمريكا.
وتم جمع البذور في موقع المشروع وبالقرب منه، مما يجعلها أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع المناخ.
وفي الوقت نفسه، تستخدم شركة Flash Forest التكنولوجيا لإنتاج بذور عالية الجودة، والتي تحملها طائرات بدون طيار إلى المواقع المستهدفة وتزرع بدقة.
وكل رحلة من حمل البذور تستغرق من 8 إلى 12 دقيقة، وتزرع حوالي 10000 كبسولة بذور، مع إعادة تحميل الطائرات بدون طيار وإعادة شحنها وإعادة فحصها في أقل من 90 ثانية لضمان استمرارية سلاسة العملية.