إزالة الغابات الرقم الأصعب في معادلة التغير المناخي.. دمار شامل للحياة البرية
يُزيل الإنسان الغابات متجاهلًا العواقب التي تترتب على هذا الإجراء بالنسبة للحياة البرية، فضلا عن التأثيرات المناخية السلبية.
تلعب الغابات دورًا محوريًا في حفظ التوازن على الأرض، ليس فقط لأنها تنتج نسبة كبيرة من غاز الأكسجين الذي تستخدمه الكائنات الحية في عملية التنفس، لكنها أيضًا مأوى لآلاف الأنواع النباتية والحيوانية.
لذلك، مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، الذي يتسبب في حرائق الغابات، بالإضافة إلى الأنشطة البشرية التي تهدف إلى استخدام أخشاب الغابات في الأغراض المعيشية؛ فتُزيل الغابات من أجل إفساح المجال للزراعة، يأتي ذلك كله بالسلب على حياة الحيوانات البرية.
- الحفر العشوائي للآبار يُفاقم أزمة الجفاف في تونس.. إجراءات صارمة خلال الصيف
- أزمة غذائية حادة على أعتاب أفريقيا.. لماذا يشتد الجوع بين يونيو وأغسطس؟
وهناك العديد من الآثار الضارة على حياة الحيوانات البرية، تنتج عن إزالة الغابات، منها:
تغير المناخ
تتسبب إزالة الغابات في انبعاثات كميات هائلة تصل إلى ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة المخزنة سابقًا في الأشجار والتربة، ما يتسبب في تفاقم الاحتباس الحراري، الأمر الذي يعود بالسلب على طبيعة الطقس ويعزز هطول الأمطار ويرفع درجات الحرارة. من جانب آخر، يتسبب الاحترار العالمي في ظاهرة حرائق الغابات المنتشرة اليوم. هذه العوامل كلها تتسبب في هرب الحيوانات بحثًا عن موطن أكثر أمانًا، تتوفر فيه المياه والطعام والمأوى.
فقدان المأوى
يجور الإنسان على مساحات شاسعة من الغابات من أجل الأنشطة البشرية، مثل الزراعة، ما يعود بالسلب على الحيوانات التي تتقلص أمامها المساحات الخضراء التي تتغذى عليها، وتعيش وتتكاثر فيها وتكبر بصحة فوقها. ونتيجة لذلك، تزداد المنافسة بين الأنواع وحتى بين أفراد النوع الواحد، وتنتقل الأمراض بسرعة كبيرة، بالتالي تفقد الكثير من الأنواع مأواها، وتضطر للحركة نحو موائل أخرى أقل جودة، هذا كله يؤثر على حياة الحيوانات بالسلب.
المجاعة
تعتمد بعض الأنواع مثل الفيلة على أنواع معينة من الأعشاب كمصدر للغذاء، ومع إزالة الإنسان لها، تتضور الأفيال جوعًا، وقد ينتهي بها الحال إلى النفوق بسبب الجوع أو تضعف أجسامهم وتصبح أكثر عُرضةً للأمراض.
كوارث طبيعية
تحتفظ الأشجار والنباتات بالمياه لفترات طويلة، ما يجعلها قادرة على تخفيف تدفق المياه على السطح. إضافة إلى ذلك، تساعد جذور الأشجار في تقليل عملية تآكل التربة. لكن مع إصرار الإنسان على إزالة الغابات، يتأثر النظام البيئي؛ ويتمثل ذلك في انتشار الجفاف وزيادة خطر الانهيارات الأرضية، ما يتسبب في تدهور الغابات. ونتيجة لذلك؛ ترتفع معدلات نفوق الحيوانات، وقد لا تبقى على قيد الحياة حتى موعد التكاثر، وهناك أنواع تفقد موطنها بالكامل.
الحيوانات المفترسة
مع إزالة الغابات وتزايد المنافسة على المأوى والطعام، يرتفع لواء البقاء للأقوى، وعادةً ما تتجمع الحيوانات الباقية على قيد الحياة في المساحة الصغيرة التي سلمت من خطر الإزالة، هذا يجعلها فريسة أسهل للحيوانات المفترسة الكبيرة، التي تهاجمها من أجل الغذاء.
تفاعلات غير مرغوبة
تخيل أن تسير في الطريق بسيارتك ذاهبًا للعمل، فجأة تجد قطيعا من الغزلان يعبر الطريق، حسنًا، ربما الغزالان حيوانات غير شرسة إلى درجة الخوف منها، لكن تخيل معي أنّ ما يعبر الطريق هو نمر أو أسد يجري خلف فريسته السريعة، أمر مرعب، أليس كذلك؟
ربما يبدو مشهدًا سينمائيًا، لكنه يحدث بالفعل في بعض المناطق؛ خاصة الاستوائية، التي يقترب فيها البشر بأنشطتهم من الغابات، ويجورون على مساحاتها المخصصة للحيوانات.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز