صحيفة بريطانية: مسؤولون حكوميون يشاركون في قتل الروهينجا
صحيفة بريطانية ترصد مشاركة عمدة إحدى قرى بورما في قتل الروهينجا بعد تقديمه وعودا كاذبة بالأمان.
أثناء اجتياح الرصاص وقذائف الأر بي جي بعد ظهيرة يوم رطب وحار، ألقى مولوفي مبارك نظرة خاطفة على المهاجمين قبل فراره، فوجد خليطاً من جنود يرتدون الزي الرسمي وأفراد من لجان الأمن الأهلية يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بالعصي والسكاكين.
- #أوقفوا_قتل_الروهينجا.. هاشتاق يدعو لمعاقبة حكومة ميانمار
- مأساة الروهينغا.. ميانمار تمنع دخول المساعدات الإنسانية
ولكن في خضم الفوضى، ظهر وجه محدد وهو العمدة الذي وعد سكان قرية توم بازار من الروهينجا بالأمان في اليوم السابق، ولكنه الآن كان يحمل منجلاً، وفقاً لصحيفة "تلجراف" البريطانية.
وفي حوار مع الصحيفة، قال مبارك (33 عاماً) إنهم هاجموا سانجانا- وهي قرية أخرى تبعد 3 كيلومترات– في اليوم السابق، موضحاً أنهم شاهدوهم وهم يلقون القنابل عليها من الطائرات الهيلوكوبتر.
ومن بين القماش المشمع الممتد بين شجرتين ويضم عائلته الآن، أوضح مبارك أنهم كانوا خائفين ولكن الجيش والعمدة أخبروهما أنه لا ينبغي عليهم الفرار من المناطق التي كان فيها الإرهابيون، وأنهم سيكونون في أمان إذا ما بقوا في منازلهم، مضيفاً "أظن أنه كان فخاً".
كان ذلك في 26 أغسطس/آب الماضي، بعد اندلاع الأزمة الحالية في بورما، ومنذ ذلك اليوم يعبر آلاف من الناس يومياً الحدود إلى بنجلاديش، فيما تصفه الجماعات الحقوقية بأنه حملة متعمدة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وهو ما تنكره بورما المعروفة أيضاً بميانمار.
أشارت الصحيفة إلى أنه مع تقييد جيش بورما الدخول إلى المنطقة، يصعب التحقق من صحة الشهادتين، ولكن العديد من روايات شهود العيان تشير إلى أن مسؤولين حكوميين محليين– غالباً ما يقودون جماعات الأمن المدنية– يتعاونون مع الجيش في حرق المنازل وارتكاب مجازر ضد مدني الروهينجا في أنحاء ولاية راخين.
ووصف ناجون من الهجمات على 6 قرى متفرقة، مشاركة مسؤولين حكوميين محليين في هجمات دموية اجتاحت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.
وتقول جميع الشهادات إن الجنود رافقهم رجال يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بالعصي والسكاكين والمناجل، وتعرّف لاجئو الروهينجا عليهم بأنهم أعضاء في مجتمع راخين، وهي الأغلبية العرقية في ولاية راخين.
ويتضمن تدخل المسؤولين مساعدة الجيش في تحديد المنازل الخاصة بمدني الروهينجا في القرى المختلطة، وتوجيه عمليات القتل بنشاط والمشاركة فيها، وتقديم وعود بتوفير الملاذ الآمن بمثابة جزء من خداع متعمد.
وقال نورول أمين (33 عاماً) إن مثل هذا الوعد أقنعه باللجوء إلى تولا تولي وهي قرية مختلطة من الراخين والروهينجا، وذلك بعد مشاهدة عملية قتل الجنود وجماعات الأمن الأهلية لزوجته وأطفاله الثلاثة ووالدته وحماته في جاراتبيل المجاورة في 28 أغسطس/آب الماضي.
وأوضح أمين أن الجنود أطاقوا الرصاص على الناس، أما الذين لم يتمكنوا من الفرار قتلوا بالسكاكين، مشيراً إلى أنه شاهد الموقف من وراء شجرة ولكن لم يكن في استطاعته القيام بأي شيء، مضيفاً أنهم ألقوا الأطفال في المنازل المحترقة.
وقال أمين إنه لم يحاول وقتها الذهاب إلى بنجلاديش، لأنه لم يكن هناك مكان للذهاب إليه، وفي تولا تولي قال العمدة "أبقوا هنا.. أنا هنا.. وأعدكم أنكم ستكونون في أمان".
وأشار أمين إلى أنه لا يعرف ما إذا كان العمدة– وهو من جماعة الراخين– كان لديه معرفة سابقة بهجوم مشابه ضربت تلك القرية بعد ذلك بيومين.
ولكن محمد إسلام– مواطن من تولا تولي- قال إنه تلقى نفس ضمانات الأمان، لكنه رأى عمدة القرية مرتدياً زياً عسكرياً، وشارك في عمليات القتل.
من جانبه، قال راشد أحمد (50 عاماً) إنه لم يتلقَ أية تأكيدات أو تحذيرات قبل أن تشن الطائرات الهيلوكوبتر هجوماً على قرية كوسينبونج في الساعات الأولى من 29 أغسطس/آب الماضي.
ولكن مثل شهود من مناطق أخرى، كان مصراً على أنه شاهد عمدة المنطقة ذات الست قرى وهو يدخل القرية جنباً إلى جنب مع الجنود وجماعات الأمن المدنية بعد ذلك بوقت قصير.
وأوضح أحمد، أن العمدة كان يحمل بندقية طويلة مثل التي يحملها الجنود، وأنه سكب البنزين على المنازل التي أُضرمت فيها النيران، مشيراً إلى أنه كان يعرف وجوهاً قليلة لجماعات الأمن الأهلية ولكن لا يعرف أسماءهم فلم يكونوا جيراناً مقربين منه.
كما قالت ديل أرا (35 عاماً) من نفس القرية إنها شاهدت العمدة مسلحاً وإلى جوار المليشيات، موضحة أنه كان يساعد الجيش في تحديد المنازل المملوكة للروهينجا.
أشارت "تلجراف" إلى عجزها عن التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الروايات، غير أن جماعات حقوقية قالت إن التقارير تطابق نمط العنف الذي استخدمه الجيش البورمي بالمنطقة في الماضي.