الروهينجا.. 4 أجيال من أسرة واحدة يعيشون حياة في طي النسيان
عائلة بيجوم غادرت ولاية راخين نهاية أغسطس/آب عام 2017، بسبب ما سمعوه من قصص عما فعله الجيش بالروهينجا، من قتل مدنيين وحالات اغتصاب.
نور بيجوم و12 من أقاربها يعيشون ضمن ملايين من أفراد الروهينجا في أكبر مخيمات اللاجئين بالعالم في بنغلاديش.
4 أجيال من عائلة بيجوم تعيش هنا، نور (70 عاماً)، وابنها أنور (50 عاماً) وزوجته زاهدة وأطفالهما العشرة، الذين تتراوح أعمارهم من عامين إلى 25 عاماً.
- 400 روهينجية يقدمن عريضة للجنائية الدولية ضد وحشية ميانمار
- 6700 روهينجي قُتلوا في أول شهر للتطهير بينهم 730 طفلا
غادرت عائلة بيجوم ولاية راخين نهاية أغسطس/آب عام 2017، بعد صيحات من داخل القرية تحذر من وصول قوات الحكومة، فكانوا يسمعون قصصاً عما فعله الجيش بالروهينجا خلال الأشهر الماضية، من قتل المدنيين غير المسلحين وحالات الاغتصاب الجماعي وحرق المنازل، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
أنور مزارع أراد إخراج عائلته من هناك في أسرع وقت ممكن، وقالت والدته نور: "أردت حزم الأمتعة، لكن ابني سحبني وقال: "دعينا فقط نذهب، اتركِ كل شيء. وضعت بعض قطع الملابس داخل حقيبة، لكن كان هناك إطلاق نار فأسقطتها".
بعد مرور 18 يوماً وصلوا إلى المخيم الذي يبعد 130 ميلاً، بعدما عبروا بغابة وجبال ونهر الناف على حدود ميانمار وبنغلاديش.
وقالت نور: "إن الجيش كان في كل مكان، كنا خائفين من أنه إذا ذهبنا من خلال الطريق سيمسكون بنا، لذا ذهبنا عبر الجبال. نحن فقط تتبعنا الآخرين. أحياناً كان ابني يحملني"، نور وصلت على أكتاف ابنها أنور.
مر عام تقريباً على وجود نور في صحبة ابنها وزوجته وأولادهم العشرة داخل مخيم واحد، خالٍ من الأثاث، الغرفة حارة وضجيج المخيم عالٍ، 13 فرداً متجمعين داخل ثلاث حجرات بلا أبواب تفصلهم، السقف الخفيف مثبت بحقائب من الرمل، وعندما تهطل الأمطار يتسبب الطين في خلع الأحذية من أقدامهم، وعندما يكون الجو حاراً تتشبع ملابسهم بالعرق، لكن على الأقل يشعرون بأنهم جزء من مجتمع، فهم يعرفون بعض الأسر الأخرى التي تنام بجوارهم في المخيم من قريتهم في وطنهم.
اليوم، المخيم مكتظ أكثر من المعتاد، تسيطر عليه مناقشات حول الزواج، فزاهدة (40 عاماً) تقلق حيال مستقبل بناتها، جولسار (20 عاماً) وعابدة (18 عاماً)، وقالت: "كانتا يجب أن تكونا متزوجتين بحلول وقتنا هذا، لكن الحياة ليست كما يجب أن تكون. الزواج مرتبط بالشرف، وألا تكون متزوجاً يجلب العار".
رجل كانت تعرفه زاهدة في ميانمار يريد تزويج بناتها لابنيه، لكنه لا يمكنه دفع المهر الذي تطلبه.
ديل محمد الذي كان يعيش قرب قرية زاهدة في ميانمار، لديه ولدان، ياسين (20 عاماً) وموهاشن (19 عاماً)، وسافر مع زوجته عبر المخيم لمناقشة زواجهما بجولسار وعابدة.
زاهدة متقبلة الاقتراح، فهي تعرف الشابين منذ نعومة أظافرهما، وقالت: "إنهما جيدان، وأخلاقهما جيدة"، لكن عائلة بيجوم لا يمكنها تحمل دفع المهر الذي يبلغ 360 يورو، كان هذا مبلغ جيد بالنسبة لهم عندما كانوا في ميانمار، فكان لديهم أرض 25 فداناً و12 بقرة و6 من الماعز وكثير من الدجاج، لكن الآن ليس لديهم شيء، لكن بالنسبة لمحمد، أي ما كان الذي سيقدمونه، فعائلته راضية وسعيدة.
لا يبدو أن هناك حل أزمة اللاجئين في هذه الأثناء، والروهينجا عالقون في الأرض المحايدة، لكن بشكل ما تستمر الحياة اليومية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز