الروهينجا يكذّبون رواية السلطات بشأن مقبرة جماعية
الجيش في ميانمار اعترف بأن جنودا قتلوا بدم بارد 10 من الروهينجا المعتقلين، في إقرار غير مسبوق.
أكد عدد كبير من الروهينجا الذين فروا من قرية في ميانمار أقر الجيش بضلوعه في ارتكاب مجزرة فيها، الخميس، أن الضحايا كانوا مدنيين وليسوا متمردين، بخلاف ما أعلنته السلطات.
واعترف الجيش في ميانمار، أمس الأربعاء، بأن جنودا قتلوا بدم بارد 10 من الروهينجا المعتقلين، في إقرار غير مسبوق.
وأعلن مكتب قائد الجيش على "فيسبوك" أن "سكان قرية إين دين وعناصر من القوات الأمنية أقروا بقتل 10 إرهابيين بنجاليين"، مستخدما التسمية المعتمدة في ميانمار للروهينجا.
وأثار ما أعلنه الجيش غضب عائلات الضحايا التي لجأت إلى بنجلاديش المجاورة، حيث التقى مراسل لـ"فرانس برس" عددا من أفرادها.
وفقدت وال مرجان (30 عاما) وهي أم لـ 5 أطفال زوجها عبد المالك في هذه المجزرة. وأكدت أنه كان يدرس في مدرسة قرآنية ولا علاقة له بأي "متمردين".
وقالت: "حين أحرق البوذيون الراخين منازلنا لجأنا إلى جزيرة مجاورة. عثر الجيش على مخابئنا واختار 10 إلى 15 رجلا للقائهم".
وأضافت أن "من بقي منا ومعظمهم نساء وأطفال فر من الجزيرة وجاء إلى بنجلاديش". وعلمت لاحقا أن المجموعة التي اختارها الجيش قُتلت.
بدوره، أكد حسين أحمد المتحدر من إين دين أن الضحايا جميعهم من المدنيين. وقال لـ"فرانس برس": "كانوا صيادين ومزارعين وحطابين ورجال دين". وأضاف باكيا: "نجحت في الفرار، ولو لم أتمكن من ذلك لكنت أتعفن اليوم مع أصدقائي في المقبرة الجماعية".
وأدلى الروهينجا الذين فروا من قراهم إلى بنجلاديش المجاورة بشهادات متطابقة عن مذابح وانتهاكات ارتكبتها القوات في ميانمار.
وفر نحو 655 ألفا من أقلية الروهينجا المسلمة من ولاية راخين إلى بنجلاديش المجاورة منذ أغسطس/آب الماضي بسبب عمليات عسكرية ترقى إلى "التطهير العرقي"، بحسب الأمم المتحدة.
من جهتها، أشارت منظمة أطباء بلا حدود، في تقرير لها، إلى أن 6700 على الأقل من الروهينجا قتلوا بين نهاية أغسطس/أب ونهاية سبتمبر/أيلول الماضيين.