مآسي نساء الروهينجا مستمرة بعد الهروب من ميانمار
الروهينجا بين أكثر الشعوب المضطهدة على وجه الأرض، والنساء هن الأكثر ضعفا بينها، وحتى الآن يعانين في المخيمات التي يفترض أنها آمنة.
تستمر الأيام في سرد مآسي أقلية الروهينجا المسلمة بين ميانمار وبنجلاديش التي استقروا على حدودها بعد طردهم من منازلهم وقتلهم وحرق منازلهم واغتصاب نسائهم وفتياتهم ومطاردتهم عبر الحدود، وحتى في مخيمات اللجوء مازالت النساء يعانين من الأوضاع غير الملائمة.
عاشت الطفلة رحيمة (15 عاما) وشقيقتها معظم حياتهما داخل المنزل، وكانتا صغيرتين جدا وجميلتين وضعيفتين على الوجود بين الرجال في قريتها بغرب ميانمار والجنود الذين كانوا يجوبون المنطقة.
- أزمة الروهينجا.. هل تعتبر أهوال ميانمار إبادة جماعية؟
- 6700 روهينجي قُتلوا في أول شهر للتطهير بينهم 730 طفلا
وتقول رحيمة إن والدها كان يضربهما إذا تجرأتا على الخروج من المنزل وحدهما، أو كان يضرب والدتهما إذا سمحت لهما بالخروج، حيث اعتاد أن يقول إن هناك رجالا سيئون بالخارج، وإن واجبه حمايتهما، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
رحلة وحشية
تلك الحماية سقطت عن العائلة بأكملها في سبتمبر/أيلول الماضي عندما حرق جنود جيش ميانمار قريتهم في ولاية راخين، ولم تنج والدة رحيمة؛ حيث ذبحها أحد البوذيين هناك، ووسط الفوضى والنيران والرصاص والسواطير، فقدت رحيمة شقيقتها أيضا.
وأثناء ركضها عبر غابة لتجد طريقها إلى بنجلاديش المجاورة، خطفها 3 جنود من ميانمار، ولمدة ليلتين متواصلتين أبقياها في الغابة واغتصبوها جماعيا، وأجبروها على تدخين الميتامفيتامين لزيادة قدرتها على تحمل التعذيب.
واليوم، تعيش رحيمة التي طلبت تعريفها باسمها الأول فقط، وحيدة في كوتوبالونج أكبر مستوطنة لاجئين في العالم وجزء من شبكة مخيمات مترامية الأطراف في جنوب شرق بنجلاديش استقبلت أكثر من 655 ألفا من الروهينجا منذ آخر أغسطس/آب الماضي.
أمهات وحيدة
ويعد الروهينجا بين أكثر الشعوب المعرضة لسوء معاملة على وجه الأرض؛ حيث عاشوا في رفض منحهم الجنسية في ميانمار واستهدافهم بالتطهير العرقي، والنساء هن الأكثر ضعفا بين هذه الأقلية المظلومة واللائي حتى الآن يعانين في المخيمات التي يفترض أنها آمنة.
بداية من افتراسهن على يد جنود ميانمار على مدار سنوات وحتى حملة الاغتصاب الجماعية الأخيرة الوحشية والممنهجة ضد نساء الروهينجا، تشغل الأمهات الوحيدة بعد مقتل أزواجهن في حملة التطهير العرقي 17% من أماكن السكن بمخيمات اللجوء في بنجلاديش.
جانوارا التي فقدت زوجها في مذبحة قادها جنود ميانمار ببلدة تولا تولي، وتعيش حاليا في مخيم ببنجلاديش مع ابنتها (14 عاما) وابنة شقيقتها (18 شهرا)، التي فقدت والديها كذلك، تقول إنها لا تملك المال لشراء مسحوق الحليب أو أي أساسيات أخرى للأطفال.
وتشير جانوارا، التي أفصحت فقط عن اسمها الأول، إلى أن كونها مصطحبة فتاتين أمر "مثقل"، موضحة أنهما لو كانتا صبييْن لكانت أرسلتهما ليعملا لكن الفتيات، على حد قولها، كل ما يمكنهن فعله هو أن يصبحن خادمات عندما يصلن سن العاشرة، وحتى وقتها سيتمكنّ من الإنفاق على أنفسهن فقط دوني.
معاناة مستمرة
ونظرا لأن نساء الروهينجا كن نادرا ما يغادرن المنازل في ميانمار، أصبحن يعشن صدمة وسط الزحام والكثافة المرتفعة في مخيمات اللجوء، والتي تشهد أجزاء منها تعايش نحو 90 ألف شخص في كيلومتر مربع واحد، حيث يقول المتحدث باسم منظمة اللاجئين بالأمم المتحدة في مخيم كوكس بازار، إنه رأى نساء امتنعن عن الأكل بعد شعورهن بعدم وجود خصوصية كافية للمراحيض، كما يشعر بعضهن بالخوف والضعف من الذهاب مثلا لتجميع الحطب من الغابة.
وعلى جانب آخر، فنتيجة حملة الاغتصاب الممنهجة التي عانت منها نساء الروهينجا، تصل العديد منهن حبلى إلى بنجلاديش، حيث تقول بعض العيادات هناك إنهم أجروا عدة عمليات إجهاض في سرية خاصة للفتيات، لكن بعض العيادات تطلب موافقة أحد البالغين من أجل إجراء العملية للفتاة، التي غالبا ما تكون محرجة جدا لإخبار أي شخص أو طلب المساعدة.
وتظهر معاناة الروهينجا في أشكال أخرى، مثل نظام زواج الفتيات في سن صغيرة وهي استراتيجية تبنتها الأقلية المسلمة للحيلولة دون إتاحة اغتصاب الفتيات من قبل جنود ميانمار، حيث تكمن خطة المجتمع المضطهد في زواج الفتيات بسن صغيرة حتى يصبحن حبلى بعد سن البلوغ مباشرة ولا يتم استهدافهن من قبل الجنود.
ويشير بعض الخبراء إلى أن استراتيجية زواج الفتيات صغيرات السن في مجتمع الروهينجا ترجع أيضا إلى رغبتهم في أن تنجب النساء أكبر عدد ممكن من الأطفال خوفا من خطر الانقراض، ليصبح الدور الوحيد للمرأة في هذا المجتمع هو إنجاب الجيل القادم.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDIuNDgg جزيرة ام اند امز