لاجئو الروهينجا.. حق المواطنة طريق العودة للديار
اللاجئون قالوا إن اتفاق الأمم المتحدة لم يلب أحد مطالبهم الرئيسية وهو "المواطنة"، مؤكدين أنهم يائسون من العودة إلى ديارهم.
بعد ساعات من توقيع السلطات في ميانمار ومنظمات الأمم المتحدة اتفاقا يمكن أن يؤدي إلى عودة نحو 700 ألف لاجئ روهينجي فروا من الاضطهاد في وطنهم، أعرب لاجئون من مسلمي الروهينجا عن خيبة الأمل من هذا الاتفاق.
- ميانمار تهدد الروهينجا عبر "مكبرات الرعب": المغادرة أو المحاكمة
- دعوة أمريكية جديدة لوقف العنف ضد الروهينجا
وقال اللاجئون إن اتفاق الأمم المتحدة لم يلب أحد مطالبهم الرئيسية وهو "المواطنة"، مؤكدين أنهم يائسون من العودة إلى ديارهم، ويخشون العودة في حال لم يتم منحهم الحماية وحق المواطنة أو الجنسية.
ومن المنتظر أن يشكل الاتفاق إطارا للتعاون يهدف إلى تهيئة الأوضاع لعودة الروهينجا الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، قالت إن الاتفاق يستهدف السماح لمئات الآلاف من مسلمي الروهينجا الذين لجأوا إلى بنجلاديش بالعودة طوعا وبأمان، مشيرة إلى أنه "ما دامت الظروف غير مهيأة حتى الآن للعودة طوعا فإن مذكرة التفاهم هي الخطوة الأولى والضرورية لدعم جهود الحكومة لتغيير هذا الوضع".
ومنذ أغسطس 2017 فرّ نحو 700 ألف شخص من مسلمي الروهينجا في وجه حملة عسكرية في ميانمار، وسط تقارير عن أعمال قتل واغتصاب وإحراق عمدي على نطاق واسع، وذلك بحسب منظمات تابعة للامم المتحدة ذاتها.
زيارة دون معلومات
الخوف الذي عبر عنه لاجئو الروهينجا من هذا الاتفاق تواكب معه إعلان من قبل الأمم المتحدة أن المبعوثة الجديدة لها في بورما، كريستين شرانير بورغنر، ستقوم بأول زيارة لميانمار أمس الثلاثاء، وأنها ستجري مباحثات بشأن حقوق الإنسان وأزمة اللاجئين الروهينجا.
وحتى الآن لم يُعلن جديد بشأن هذه الزيارة، وهل تمت بالفعل من عدمه، فيما يعاني اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش الآن من خطر الانزلاقات الناتجة من الأمطار الموسمية.
وسبق أن رفضت ميانمار السماح لبعثة تحقيق من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدخول البلاد، على غرار ما فعلت مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول ميانمار، يانغي لي، إلا أن التقارير تتحدث عن موافقتها على زيارة المبعوثة الجديدة بناء على رسالة من مجلس الأمن.
وبعث مجلس الأمن الدولي برسالة للسلطات في ميانمار في 31 مايو/أيار الماضي يطلب فيها من الحكومة التعاون مع خبراء من الأمم المتحدة للتحقيق في الاتهامات بحصول فظائع استهدفت الروهينجا، وذلك لبدء تحقيقات مستقلة وشفافة حول كل الادعاءات بحصول انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان.
ضحايا الأمطار
وبعيدا عن أجواء المجتمع الدولي التي أصبحث أكثر غيوما بحق مسلمي الروهينجا، حيث ما زال العالم لم يتحرك لإنقاذ مفهوم الإنسانية في بقاع الأرض وخصوصا العنف الطائفي ضد المسلمين في ميانمار وتقاعس المنظمات الدولية بحقهم، تعبر الطبيعة أيضا عن غضبها ضد سكان المخيمات في بنجلاديش من لاجئي الروهينجا.
انهيارات أرضية وأحداث أخرى نتجت عن أمطار موسمية غزيرة في جنوب شرق بنجلاديش أدت بالأمس القريب إلى مقتل 12 شخصا على الأقل.
وقالت الحكومة في بنجلاديش، إن الوفيات وقعت في منطقتي كوكس بازار ورانجاماتي بسبب أمطار استمر هطولها على مدى الأيام الثلاثة الماضية، والمنطقتان على الحدود مع ميانمار التي فر منها مئات الآلاف من مسلمي الروهينجا من حملة عسكرية.
ويقيم أغلب اللاجئين من الروهينجا في أكواخ من الخيزران وشرائح البلاستيك على سفوح جبال جرداء في كوكس بازار الساحلية، بينما لا يزال أكثر من 31 ألف شخص من سكان المخيمات، الذين يبلغ عددهم مليونا، يقيمون في مواقع تشتد فيها مخاطر الفيضانات والانجرافات الأرضية.
مأساة 60 طفلا يوميا
ورغم الحالة الصعبة التي يمر بها سكان المخيمات في بنجلاديش فإن المواليد في تزايد مستمر، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن نحو 60 طفلا يولدون يوميا بمخيمات للاجئين في بنجلاديش تؤوي مئات الآلاف من الروهينجا المسلمين الذين فروا من ميانمار المجاورة.
وقالت اليونيسف إنه منذ تفجر الأزمة ولد أكثر من 16 ألف طفل في المخيمات وإن نحو ثلاثة آلاف منهم فقط ولدوا في منشآت طبية.
ويستنشق نحو 60 طفلا يوميا أنفاسهم الأولى في ظروف مروعة بعيدا عن وطنهم لأمهات عانين من النزوح والعنف ومن الصدمة وفي بعض الأحيان من الاغتصاب.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDgg
جزيرة ام اند امز