روائي فرنسي ينتقم من والديه برواية.. والأب يتهمه بالجنون
الروائي الفرنسي يان مويكس يثير الجدل بروايته الذاتية "أورليانز" لتبدأ بعدها سلسلة من الانتقادات والاتهامات من عائلته.
منذ طرح الروائي الفرنسي يان مويكس، رواية "أورليانز" التي يروي فيها سيرته الذاتية، والأوساط الثقافية والأدبية الفرنسية في حالة من الجدل، لما تتضمنه الرواية من عنف أسري، الأمر الذي دفع أفراد عائلة مويكس إلى تقديم دعاوى قضائية تتهم الروائي الفرنسي بالكذب والتشهير.
ومع طرحها في الأسواق الأسبوع الماضي، أحدثت "أورليانز" صدمة للمجتمع الفرنسي وباتت مصدرا لنقاشات وسائل الإعلام هناك، بين مؤيد ومتعاطف ومعارضين وجهوا انتقادات عنيفة للكاتب، وبلغ الجدل ذروته بعد أن رفع والد يان مويكس دعوى قضائية يتهم فيها ابنه بالكذب والتشهير بالعائلة.
وقالت محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية، إنه منذ صدور الرواية في 21 أغسطس/آب الجاري، هبت عاصفة من الفضائح التي كشفتها رواية "أورليانز" الصادرة عن دار النشر "جراسيه".
وسرد مويكس في كتابه ما وصفه بـ"مأساة طفولته"، مندداً بالإساءة الأبوية التي تعرض لها، كما اعتبر نفسه ضحية أبوين تسببا في أن يصبح سجيناً لطفولته التي يكرهها، وزاد الأمر بكشف الكاتب ما وصفه بـ"محاولات والديه لقتله وإذلاله وكسره"، إذ كانا ينظران إليه نظرة كراهية واحتقار، زاعما أن والدته حاولت أكثر من مرة قتله بإغراقه في مياه الحمام، وخنقه تحت وسادة السرير، وتعقبته بسكين.
أبطال الرواية
في الجانب المقابل، استنكر الوالد خوسيه مويكس، المزاعم التي قدمها ابنه في الرواية، الأمر الذي دفعه إلى رفع دعوى قضائية ضد نجله أمام المحاكم الفرنسية، مؤكداً أن ابنه كاذب ولم يتعرض للضرب أبداً، كما وصفه بأنه "يعاني من اضطرابات نفسية دفعته لكتابة ما كتبه في روايته"، مضيفاً في دعواه "كيف يصف يان والدته بأنها تلاحقه بسكين لقتله؟ هل هذا كلام يعقل؟".
ونقلت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتور" الفرنسية، عن محامي ألكسندر مويكس، شقيق الكاتب، وصفه للرواية على أنها "مجرد ضجة أدبية لجلب المزيد من المبيعات".
ووصف ألكسندر الرواية بأنها "انتقام ميكافللي"، مكذباً الوقائع الواردة بها.
الطبعة الثالثة خلال أسبوع
صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، نقلت أن المستفيد الوحيد من تلك الرواية المثيرة للجدل كان المؤلف ودار النشر، فـ"أورليانز" في طريقها نحو الطبعة الثالثة خلال أسبوع من إصدارها.
وقالت الصحيفة إن الطبعة الأولى للرواية باعت 27 ألف نسخة، ونفدت من الأسواق بعد 3 أيام على صدورها، ولحقتها طبعة ثانية تكميلية بـ15 ألف نسخة، بينما تستعد دار النشر لإصدار طبعة ثالثة.
وتنقسم الرواية إلى جزأين مختلفين يحكيان القصة نفسها من زاويتين مختلفتين، الجزء الأول يروي طفولة مويكس البائسة بين والديه اللذين كانا يبرحانه ضرباً ويتعمدان إذلاله واحتقاره، بينما يقدم الجزء الثاني الجانب المشرق في تلك المرحلة من خلال أصدقاء الطفولة ومراحل تعليمه في المدرسة من رياض الأطفال إلى الثانوية، وهي ما أطلق عليها يان مويكس "رحلة ميلاد كاتب".
وتفتتح الرواية بمشاهد على قدر كبير من القتامة والسوداوية، كما يصفها مؤلفها "يان مويكس"، تجعل القارئ يعيش في قلق طوال قراءته لهذه المرحلة، المليئة بالإهانات والضرب المبرح ووقائع الإذلال، وتدفعه للشعور بالاشمئزاز.
أورد مويكس في روايته الإهانات والشتائم التي كان يتلقاها من والديه، اللذين اعتادا اتهامه بالشذوذ والغباء، كما يصفهما بأنهما "أسوأ الجلادين، فالأم، نوع من Folcoche وهي شخصية أسطورية مكروهة في الروايات، وقسوتها ليس لها مثيل، وتشعر تجاه ابنها بكراهية لا حصر لها.. كما أن زوجها (والده) كان يتعمد ترك طفله (المؤلف) في الغابة وحيداً في الليالي الشتوية على أمل التخلص منه".
أما الجزء الثاني من الرواية، وهو الجانب المشرق على حد وصف المؤلف، فكان يان مويكس على علاقة ودية مع أصدقائه وصديقاته، الذين مثّلوا الجانب الإيجابي في حياته.