ميزانية روحاني انقلبت ضده وأشعلت انتفاضة الإيرانيين
الرئيس الإيراني حسن روحاني كشف عن ميزانية الدولة بنية توجيه ضربة لمنافسيه، لكن الشعب الساخط رأى فيها ظلما دفع لاندلاع الاحتجاجات.
لم يكن في حسبان الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يشعل غضباً عاماً بين صفوف الشعب الإيراني عندما كشف روحاني عن ميزانية بلاده لهذا العام بنية تسليط الضوء على تمويل الحكومة لمؤسسات تحت سيطرة منافسيه، لكن بدلاً من ذلك ساعد كشفه للميزانية في اندلاع أكبر احتجاجات ضد النظام في نحو عقد.
ومع تفاقم السخط حول ارتفاع تكاليف المعيشة وتنامي الشكاوى من أن روحاني فشل في تنفيذ وعوده بالإصلاح وتنمية الاقتصاد، كشفت ميزانية البلاد عن اقتطاعات كبيرة من أموال الشعب تخصص للمؤسسات والكيانات الأخرى التابعة لفصائل داخل نظام الملالي.
- "تايمز": طهران تتحالف مع الشيطان لإعادة بناء "القاعدة"
- إيران تعمق الفساد والقمع بشراء منظومة رقابة صينية
وعلى سبيل المثال، أظهرت الميزانية تخصيص 853 مليون دولار أمريكي لنحو 10 مؤسسات تروج للأسس الفكرية لنظام الملالي، بزيادة 9% عن العام الماضي، ويساوي هذا المبلغ تقريباً التمويل المخصص في الميزانية لوزارتي الثقافة والخارجية بإيران.
وكشف بحث أجرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أنه منذ جاء روحاني خلفا للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2013، ارتفع تمويل ميزانية إيران للدفاع والأمن بنسبة 18% من قيمته الحقيقية، وازدادت مخصصات المؤسسات التابعة لنظام الملالي بنسبة 26%.
وخلال المدة ذاتها، ارتفع الإنفاق على التعليم والصحة 17% و21% على التوالي، بينما انخفضت ميزانية وزارة الثقافة 12%.
وفي الميزانية التي أعلنها روحاني في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم تخصيص 22.1 مليار دولار أمريكي للدفاع المتمثل في مليشيات الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يعادل ميزانيات التعليم والصحة والرفاهية الاجتماعية مجتمعة.
وعادة ما يتجاهل الإيرانيون سير عملية الميزانية المعقدة في نظام مالي مبهم بطهران، لكن هذه المرة انتبه الإيرانيون حيث استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مقتطفات من خطط إنفاق الحكومة وكشف المظالم الواضحة، وهو ما أشعل فتيلاً بعد سنوات من السخط المكبوت من نظام الملالي بين الشباب المتحضر الذي فاض به الكيل من الفساد وارتفاع معدلات البطالة والقيود الاجتماعية.
وقال أحد المنشورات على تطبيق المراسلة الإلكتروني "تليجرام": "علينا أن نبكي على أنفسنا وعائلاتنا وبلادنا عندما تكون ميزانية إدارة الطعام والدواء (2 تريليون ريال إيراني) أقل من ميزانية رجال الدين التابعين لنظام الملالي (2.9 تريليون ريال)".
وأدى رفع حكومة روحاني لميزانية المؤسسات الدينية التي عادة ما اعتمدت على التبرعات والأجهزة التي يسيطر عليها أتباع الملالي المتشددين، إلى تفاقم خيبة أمل الإيرانيين في قادتهم.
aXA6IDMuMTI5LjY5LjEzNCA=
جزيرة ام اند امز