بسياسة "العصا والجزرة".. صراع أمريكي روسي على أفريقيا
بسياسة "العصا والجزرة" كانت القارة الأفريقية محور صراع بين روسيا وأمريكا، في محاولة من القوتين العظميين للفوز بـ"كعكة القارة السمراء"، أملا في توسيع نفوذها وكسب جولة في مراحل الصراع المتجذرة بين البلدين النووين.
تلك الرؤية، دفعت روسيا إلى اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة ضغوط غير مسبوقة على الدول الأفريقية، منها محاولة عرقلة القمة الروسية الأفريقية المزمع عقدها بعد خمسة أشهر.
ومن المقرر أن يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القمة الروسية الأفريقية الثانية في يوليو/تموز في سان بطرسبرغ، في حدث يهدف إلى التأكيد على محاولاته لكسب التأييد في الدول الأفريقية.
عزل موسكو
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تأكيده، مجددا على اتهامات موسكو "للغرب الجماعي" بشن حملة لعزل موسكو.
وقال بوغدانوف لوكالة تاس: "الولايات المتحدة وحلفاؤها يشنون حملة غير مسبوقة لعزل روسيا سياسيا واقتصاديا، بما في ذلك تعطيل القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرغ".
نائب وزير الخارجية الروسي، قال "منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، زاد الغرب الجماعي الضغط على الدول الأفريقية بشكل كبير من خلال التهديد بفرض عقوبات ووقف المساعدات المالية والإنسانية".
اتهامات أمريكية
وتابع: الأمريكيون يختلقون يوميا اتهامات لنا بإحداث مجاعة في أفريقيا، والتسبب بارتفاع أسعار الوقود والحبوب والأسمدة عالميا الذي أدى لتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في القارة.
وشدد على أنه "في تقاليد الدبلوماسية الروسية، ذات التاريخ الطويل، يجب مراعاة جميع العوامل الخارجية المُحتملة، وتعزيز أجندتها الخاصة، ووضع مصالح الدولة الروسية وأصدقائها في المقدمة".
واختتم تصريحاته، قائلا: لا نعتزم الخروج عن هذا المسار، حيث تتمسك بلادنا بمبدأ الخيار الحر لمسار التنمية للدول، وهذا ما تستند إليه القمة الروسية الأفريقية الثانية المقبلة.
وتسعى روسيا على نحو خاص لكسب ود الدول الأفريقية، فيما زار وزير الخارجية سيرغي لافروف القارة مرتين هذا العام بالفعل، بالإضافة إلى قيامه بجولة هناك منتصف العام الماضي.