خبراء: زيارة لافروف للقاهرة امتداد للتشاور المستمر بين البلدين
برلماني مصري يقول إن مباحثات لافروف والمسؤولين المصريين ستتضمن الوضع في ليبيا وخطورة فرار التنظيمات الإرهابية للجنوب.
أكد خبراء أن الزيارة الرسمية التي يجريها وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف، السبت، إلى القاهرة، وتستمر يومين، تهدف إلى ترسيخ العلاقات بين القاهرة وموسكو وتعزز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، كما تأتي في إطار التنسيق المتبادل بين البلدين بشأن قضايا منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي زيارة لافروف للقاهرة قبل 48 ساعة فقط من زيارة السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن لافروف سيتوجه إلى مصر والأردن في زيارة عمل خلال الفترة من 5 إلى 7 أبريل/نيسان الجاري، مشيرة إلى أنه سيناقش في مصر استئناف الرحلات بشكل كامل بين روسيا ومصر، والانتهاء من العمل المشترك للمتخصصين الأمنيين في مطاري الغردقة وشرم الشيخ.
واستبق لافروف زيارته بتصريحات أكد خلالها أن موسكو تدعم جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وأنه يوجد فهم مشترك بين روسيا ومصر للتهديدات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط من بينها الإرهاب الدولي.
وقال السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن مباحثات لافروف ستتضمن بالتأكيد استئناف رحلات طيران بشكل كامل بين روسيا ومصر، المتوقفة منذ حادث سقوط الطائرة الروسية عام 2015، خاصة في ظل إشادة اللجان الأمنية الروسية بإجراءات التأمين المتبعة حالياً في مطارات الغردقة وشرم الشيخ.
كما تبحث المشروعات الاقتصادية كبرى المشتركة بين البلدين، منها المحطة النووية التي تقيمها روسيا في مصر، فضلاً عن الأزمات الإقليمية وتطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا وفلسطين.
وأوضح الدبلوماسي المصري أن مصر وروسيا بينهما الآن اتفاق شراكة استراتيجية، وقّع خلال زيارة الرئيس السيسي لموسكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويعد تتويجاً لمرحلة التعاون السابقة بين البلدين في جميع المجالات، وتصعيداً إيجابياً للعلاقات الثنائية بينهما.
وتشهد العلاقات المصرية الروسية تطوراً لافتاً ارتبط بثورة 30 يونيو/حزيران 2013 في مصر، ووصول الرئيس السيسي للحكم، تجسد في تعاون عسكري واقتصادي واسع، أفرز مشروعات مشتركة عملاقة، منها المحطة النووية والمنطقة الصناعية الروسية وغيرهما.
ونوه السفير حربي إلى أن هناك تشاوراً سياسياً وتنسيقاً مسبقاً على أعلى مستوى بين البلدين فيما يخص القضايا الدولية والإقليمية، التي لها أبعاد استراتيجية تؤثر على الدولتين، وعلى رأسها قضية مكافحة الإرهاب.
من جهتها، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، خبيرة الشأن الروسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن جولة لافروف التي تشمل زيارة الأردن أيضاً، تعني اعتزامه بحث تطورات القضية الفلسطينية، في ظل الحديث عن قرب الإعلان عن ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وعقب قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، إلى جانب العديد من الملفات الإقليمية وعلى رأسها الوضع في ليبيا وسوريا.
عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري النائب طارق الخولي قال إن زيارة المسؤول الروسي الرفيع للقاهرة امتداد للتشاور المستمر بين البلدين حول ما يجري إقليمياً ودولياً، بالنظر إلى روسيا كقوى كبرى عالمية، ومصر كلاعب رئيسي ومحوري في إقليم الشرق الأوسط.
وأكد البرلماني المصري أن العلاقات المصرية الروسية تشهد في السنوات الأخيرة قفزات كبيرة في التعاون على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي، دعمها دخول الشركات الروسية بقوة للاستثمار في مصر، بالإضافة إلى المشروعات الكبرى التي تربط البلدين وأبرزها مشروع الضبعة النووي.
واعتبر الخولي أن هناك العديد من القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط سوف تشهدها المناقشات، خاصة أن روسيا أصبحت فاعلاً رئيسياً حالياً بوجودها في سوريا، ومن المؤكد سيكون هناك تبادل لوجهات النظر حول القضية السورية وكيفية القدرة على إحراز تقدم نحو تشكيل هيئة لوضع الدستور السوري والتقدم نحو الحل السياسي.
ونوه البرلماني المصري إلى أن المباحثات ستتضمن أيضاً الوضع في ليبيا، وخطورة فرار التنظيمات الإرهابية لجنوب ليبيا، وأهمية تضافر الجهود الروسية والمصرية في وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، لرفع حظر التسليح عن الجيش الليبي ودعمه.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز