بوتين يبدأ ولايته الرابعة بحملة أمنية ضد المعارضة
محللون يرون أن الكرملين يسعى عبر حملته الأمنية التي يشنها ضد المعارضة إلى القول إنه لن يقبل أي رأي مخالف في عهد بوتين الجديد.
يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولايته الرابعة غدا الإثنين، حيث سيتم تنصيبه على رأس الكرملين في ظل حملة أمنية ضد المعارضة الروسية؛ جرى خلالها اعتقال خصم بوتين الأبرز إليكسي نافالني ومئات المتظاهرين أمس السبت.
واعتُقل المعارض نافالني إلى جانب نحو 1600 من أنصاره السبت أثناء مسيرات خرجت في أنحاء البلاد ضد بوتين، بينما استخدمت الشرطة وقوات الأمن القوة لتفريق المظاهرات في موسكو وسان بطرسبورج.
وأفرجت السلطات الروسية عن المعارض إليكسي نافالني الأحد، على أن يمثُل أمام المحكمة الأسبوع المقبل، حسب ما أعلنت محاميته.
وأعلن نافالني على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه تم الإفراج عنه بعد منتصف ليل السبت الأحد.
وكتب في تغريدة "يبدو أن الأمر صدر بعدم وضعي في السجن قبل التنصيب".
وقالت محامية نافالني، فيرونيكا بولياكوفا، لوكالة فرانس برس الأحد إن محكمة في موسكو ستنظر قضيته الجمعة المقبلة.
فلاديمير بوتين الذي حكم روسيا على مدى 18 عاما، تعهد بتحسين الأوضاع المعيشية في بلاده خلال ولايته التي تنتهي في 2024 ويمنعه الدستور من الترشح مجددا.
وفي 2012، تجول موكب بوتين في شوارع العاصمة الروسية موسكو في طريقه إلى حفل تنصيبه الثالث في الكرملين، وهو أمر عدّه كثيرون غير مقبول.
لكن هذه المرة، يتوقع أن يلتقي بوتين فقط بالمتطوعين الذين شاركوا في حملة انتخابه لإجراء مراسم تنصيب دون صخب ودون إقامة حفل باذخ في الكرملين في محاولة لتحاشي أي ردود سلبية.
ويرى محللون أن الكرملين يسعى عبر حملته التي يشنها ضد المعارضة إلى القول إنه لن يقبل أي رأي مخالف في عهد بوتين الجديد.
وفي مايو/أيار 2012، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على تنصيب بوتين لولاية ثالثة، حيث تحولت المسيرات إلى صدامات مع الشرطة.
وتم توجيه اتهامات جنائية لنحو 30 متظاهرا وصدرت أحكام بالسجن لمدد تتراوح بين عامين ونصف إلى 4 أعوام ونصف بحق عديد منهم.
وتبع ذلك حملة أمنية واسعة استهدفت المعارضين، فيما فرضت السلطات سلسلة إجراءات لتعزيز الرقابة على الإنترنت التي لا تزال المنصة الوحيدة التي يمكن للمعارضة تنظيم صفوفها من خلالها.
وفي إشارة إلى أن هذا التوجه سيستمر خلال ولاية بوتين الرابعة، حاولت هيئة الرقابة الحكومية على الاتصالات الشهر الماضي حظر موقع "تليجرام" المشهور للرسائل النصية، وأعلنت أن موقع "فيسبوك" سيواجه مصيرا مماثلا.
ويستبعد محللون سياسيون أن يتغير موقف موسكو في عهد بوتين الرابع تجاه الغرب الذي زادت حدته على خلفية الوضع في أوكرانيا وسوريا، والاتهامات بتسميم عميل مزدوج روسي في بريطانيا والتدخل في الانتخابات الأمريكية.
وكان المعارض البارز إليكسي نافالني، الذي حُرم من الترشح في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 مارس/آذار، وحصل فيها بوتين على أكثر من 76% من الأصوات، ودعا أنصاره إلى التظاهر، وعلى إثر ذلك اعتقلته الشرطة مع حليفه نيكولاي لياسكين وعدد من أنصارهما في موسكو.
ونالت الدعوة التي وجهها نافالني قبول آلاف المؤيدين الذين تجمعوا للتظاهر في مدن وبلدات عدة تحت شعار "روسيا ستكون حرة" و"يسقط القيصر"، ولم تأذن السلطات الروسية بتلك التظاهرات، واستخدمت العنف لتفريق المحتجين.