خبراء لـ"العين": روسيا تدرك حتمية التنسيق مع السعودية في قضايا المنطقة
اعتبر دبلوماسيون وخبراء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، حدثا تاريخيا ونقطة فارقة
اعتبر دبلوماسيون وخبراء في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، حدثا تاريخيا ونقطة فارقة، ليس فقط في العلاقات الروسية _ السعودية، بل على المستوى العربي أيضا، مشيرين إلى أن موسكو باتت تدرك أهمية التنسيق مع السعودية في قضايا وأزمات الشرق الأوسط، خاصة في الملف السوري.
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن زيارة الملك سلمان تعد تطورا كبيراً في العلاقات البينية بين البلدين، كونها أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا الاتحادية، مؤكدا أنها سيكون لها مردود قوي على الصعيد السياسي والاقتصادي، ليس فقط على المملكة ولكن على المنطقة العربية بأسرها.
- بالصور.. الملك سلمان يصل روسيا في زيارة تاريخية تستمر 4 أيام
- مباحثات نفط سعودية روسية ضمن زيارة الملك سلمان لموسكو
ويلتقي الملك سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعددا من كبار المسؤولين. وأوضح بيومي أنه بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين، سيتم بحث التنسيق في الملف السوري، الذي يعد أولية لكليهما في الوقت الراهن، مع الأخذ في الاعتبار تباين وجهات النظر بينهما حول كيفية معالجة الأزمة، والدور السعودي القوي في هذا الإطار.
ونوه السفير بيومي إلى أن موسكو تنظر إلى السعودية كمستثمر كبير يجب التعاون معه للقيام بمشروعات عملاقة، مؤكدا أن الطرفين أدركا حتمية العلاقة بينهما، وضرورة إنهاء فترة العزلة الماضية.
وتوقع أن تشكل الزيارة نقلة نوعية في التعاون بين الرياض وموسكو، بما يسهم في حلحلة العديد من أزمات الشرق الأوسط، خاصة أن الشواغل السعودية إزاء إيران ستكون محورا رئيسيا في الحوار.
من جانبه، يرى المحلل السياسي المصري مشهور إبراهيم أحمد، أن هناك رغبة سعودية في تنسيق التعاون مع روسيا، من أجل إعادة التوازن في سوق النفط والطاقة العالمية، ومن المتوقع أن يتم توقيع اتفاقيات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمار، وخلافه.
أما من الناحية السياسية، فإنه من الواضح التقارب الحالي بين البلدين، فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، بعد أن باتت العديد من القوى المؤثرة، ترى صعوبة حل الأزمة هناك بدون تسوية سياسية شاملة، وفي الوقت نفسه فإن الرياض تحتاج للتنسيق مع الجانب الروسي، الذي يمكن أن يمارس ضغوطا على إيران فيما يتعلق باليمن، وتقليص علاقاتها مع الحوثيين، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجانب السعودي يسعى إلى تنشيط التواصل مع القوى الكبرى والإقليمية المؤثرة، لدعمه في الأزمة مع قطر، كما تبرز أهمية الزيارة، في ظل ما أعلنه الكرملين عن أن التعاون العسكري وارد خلال زيارة الملك سلمان لموسكو.
وبالنسبة لروسيا، يرى أنها تدرك الثقل الإقليمي الكبير للسعودية، في العديد من الملفات في المنطقة التي تولي لها موسكو اهتماما كبيرا، سواء فيما يتعلق بسوريا أو اليمن والعراق، أو فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، ويبقى الجانب الاقتصادي عاملا مهما في توجهات روسيا نحو المملكة.
المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، رأى أن هناك تقاربا بين الموقفين السعودي والروسي خلال الأشهر الأخيرة، فيما يخص حل الأزمة السورية من خلال طاولة المفاوضات وبعيدا عن الحل العسكري، في إطار التمسك بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف، نقلا عن وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن السعودية دولة مكافحة للإرهاب، وهي ضد فكرة الإسلام السياسي، ومعادية لحركة "الإخوان المسلمين، وهو ما يشكل توافقا في الرؤى السياسية مع روسيا التي تدعم كل التحركات التي تسير في هذا الاتجاه، كما أن روسيا جاهزة لتوقيع اتفاقيات بيع وشراء الأسلحة للسعودية في إطار التعاون العسكري بينهما".