روسيا.. ترغيب وترهيب لإقناع فصائل معارضة في حمص بالانضمام لجيش الأسد
المفاوضات التي تقودها موسكو مع فصائل معارضة بحمص وحماة تشمل انضمام تلك الفصائل للشرطة المدنية والعسكرية والجيش السوري الجديد.
تشهد مناطق في محافظتي حمص وحماة مفاوضات غير تقليدية بين الجيش الروسي وفصائل معارضة للنظام السوري، لإكمال سيطرة الأخير على آخر الجيوب الخاضعة للمعارضة، وذلك تحت ضغط سلاحي الترغيب والترهيب.
- روسيا لفصائل حمص: التفاوض مع الأسد أو الحرب
- المعارضة السورية تتأهب لتفادي سيناريو الغوطة في حمص وحماة
وتتضمن تلك المفاوضات أن تشكل تلك الفصائل الشرطة العسكرية والمدنية بالمنطقة تحت إشراف روسي، وانضمام بعضها إلى الجيش السوري الجديد الذي يتشكل بخبرات روسية.
ووفق ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن) فإن اجتماعا عقده الروس مع ممثلين عن الفصائل في الريف الشمالي لمحافظة حمص، وسط سوريا، الأربعاء، تم فيه الاتفاق على وقف إطلاق النار بين القوات السورية وفصائل شمال حمص وجنوب ريف حماة، وهي منطقة متصلة بين المحافظيتن.
ويستمر وقف إطلاق النار حتى 22 أبريل/نيسان الجاري، على أن يضمن الروس التزام دمشق بذلك.
ومحافظتا حمص وحماة خاضعتان للنظام السوري وحليفته روسيا، إلا من جيوب صغيرة في شمال الأولى وجنوب الثانية ما زالت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وتتعرض لقصف جوي من الجيش السوري الحكومي.
وتجري المفاوضات بين الجانبين حول مبادرة تقدم بها وسطاء -لم يُكشف عن هويتهم- تتضمن وقف إطلاق النار الشامل، والسماح بوجود الشرطة العسكرية الروسية بين مناطق النظام ومناطق الفصائل، مع إخراج عناصر هيئة تحرير الشام التابعة لجبهة النصرة.
كما تشمل تشكيل مجلس لإدارة المنطقة وإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية، وتقسيم الفصائل إلى 3 تصنيفات، إحداها شرطة مدنية، والثانية شرطة عسكرية، والثالثة مسؤولة عن السلاح الثقيل، وتدريب عناصر الشرطتين المدنية والعسكرية على يد الروس لمدة من 3 – 6 أشهر على أن تكون مرجعيتهم العليا هي قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، وهو ما يشير إلى ترسيخ النفوذ الروسي عسكريا وسياسيا على حساب الحكومة السورية.
أما الفصيل المسؤول عن السلاح الثقيل فيتشكل من الضباط والعسكريين السوريين المنشقين، وأيضا بإشراف استشاريين روس، ليتم تأهيلهم ليكونوا نواة للجيش السوري الجديد مستقبلا، وتناط بهم مهمة الدفاع عن المنطقة من التنظيمات الإرهابية.
من نقاط المبادرة أيضا إطلاق سراح المعتقلين بتهم غير جنائية ممن اعتقلوا منذ عام 2011، على أن يجري إطلاق سراح المختطفين والأسرى لدى فصائل ريف حمص الشمالي، وإيجاد آلية لاستصدار عفو عام عن المطلوبين وإيجاد آلية لمغادرة الرافضين للاتفاق من المنطقة.
وتأتي هذه المفاوضات التي تقدم بعض التسهيلات تحت وقع التهديد الروسي لفصائل شمال حمص وجنوب حماة بشن الحرب عليها إن لم تقبل التفاوض مع دمشق.
جاء ذلك في بيان لهيئة التفاوض عن ريف حمص الشمالي أصدرته فبراير/شباط الماضي، وذكر أن الهيئة حينها تلقت رسالة إلكترونية من ضابط بوزارة الدفاع الروسية تطالبها بحضور اجتماع في فندق السفير بحمص، وأنه في حال عدم الحضور فإن الحرب هي "البديل".
ومن أبرز الفصائل التي تسيطر على تلك المنطقة فصائل "الفيلق الرابع، وجيش التوحيد، وفيلق الشام، وحركة تحرير الوطن، وجيش العزة، وجيش حمص، وغرفة عمليات الحولة".